أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - حول الإسلام السياسي














المزيد.....


حول الإسلام السياسي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4444 - 2014 / 5 / 5 - 21:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أكثر شيء يجعل مني رجلا مشمئزا من الإسلام السياسي,هو أن جميع الأحزاب الإسلامية السياسية ذات الطابع السياسي والتي تتمتع باحترام جماهيري واسع لها في كل الدول العربية نتيجة استغلال سذاجة المسلمين البسطاء,نعم, أكثر شيء يجعلني أنفر وأشمئز من تلك الأحزاب ذات الطابع السلفي, هو أن كل تلك الأحزاب تعترف بالديمقراطية حين يكون الأمر متعلقا بالانتخابات,سواء أكانت انتخابات رئاسية كما حدث في مصر وهي أكبر مثال, وأيضا كما يحدث في انتخابات البرلمان ومجالس النواب في معظم الدول العربية التي تبدأ أو تنوي دخول الديمقراطية وحل الأحكام العرفية, ولا أريد الإطالة عليكم أكثر, وأريد أن أقول ما بنفسي عن تلك الجماعات, وهي أنها تعترف بالديمقراطية وبالحياة النيابية ولكن معظمها 100% بعد أن تصل إلى مراكز صنع القرار, تضرب بالديمقراطية عرض الحائط, ولا تعترف بأي سلطة أخرى عدى سلطتها, وتبدأ بمصادرة الحريات وبالتضييق على الصحافة وحرية الرأي, وتبدا بخنق كل أشكال الحياة البرلمانية والديمقراطية, ولا تريد من أحد أن يبقى معها في السلطة, وترفض كل أشكال الحرية وتعتبرها كفرا, وتدعي أنها الوحيدة صاحبة الشرعية, وحين تصل إلى قمة هرم صناعة القرار السياسي, نجدها لا تريد من الناس أن يمارسوا الحرية السياسية, ولا تريد أن ترى غيرها يفكر أو يكتب, كما حدث ذلك في إيران بعد الإطاحة بالشاة, فالحياة السياسية كانت في إيران رائعة جدا وكان في الشارع السياسي عدة تيارات فكرية وسياسية ولكن حين وصل الإسلاميون الشيعة إلى قمة صناعة القرار قاموا بإعدام تام لكافة أشكال الحياة السياسية والديمقراطية بعد أن كانت طهران متقدمة فكريا وحضاريا مثلها مثل باريس, وكانت هي من يلقب بباريس العرب وليس بيروت, أو لنقل أنها كانت تضاهي بيروت في الحياة السياسية.

وما يحدث في الشارع العام السياسي في أغلب الدول العربية هو أن أغلبية الناس توافق على انتخاب الإسلاميين كممثلين برلمانيين, وبعد ذلك لا يعترفون بالشرعية التي أوصلتهم إلى الحكم مطلقا, فهم ينادون بنبذ كافة أشكال الحياة الديمقراطية, ونجدهم يمارسون القمع على كل الناس, ويريدون كل شيء إسلامي, بدءا من ملابس الرجل والمرأة الداخلية إلى سياسة الاقتصاد وإلى اللعب بالتشريعات ورفض كل ما يخالف العقيدة الإسلامية البدوية المتسلطة, ولا يريدون أن يروا في الشارع الإسلام أناسا أحرارا في اختياراتهم الدينية, فالديمقراطية مثلا تستطيع إيصال الإسلاميين إلى السلطة ولكن الإسلاميين يريدون قطع السلم الديمقراطي الذي أوصلهم إلى مراكز صنع القرار لكي لا يصل إلي السلطة أحد غيرهم.

إن الحياة العصرية اليوم لا يوجد فيها إسلاميون فقط لا غير, فهنالك شيوعيون وهنالك ملاحدة وهنالك مسيحيون ومن ديانات مختلفة, وهنالك تيارات إسلامية أخرى وليس تيارا واحدا, وهنالك المؤمنون بمساواة المرأة للرجل في كل الواجبات والحقوق المدنية التي نص عليها قانون الأحزاب والأحوال المدنية والشخصية, وهنالك في الشارع عاهرات وعاهرون ومثليون جنسيون يريدون العمل داخل المجتمع بنظام مدني وأن تكون لهم حقوق وواجبات, طالما أنهم يعملون تحت سلطة القانون فما اضرر في ذلك؟وكل هؤلاء لهم الحق في ممارسة حياتهم على أرض الواقع, ولو يتاح في الدول العربية فتح المجال أمام التيارات الأخرى غير الإسلامية لتبين لنا بالدليل القاطع بأن هنالك أطياف وألوان أخرى عدى اللون الإسلامي الدارج على الساحة السياسية.

إن الخطأ الفادح الذي يرتكبه الحُكام والملوك والرؤساء العرب حاليا ومستقبلا هو أنهم لم يساهموا قط في تنشيط كافة أشكال الحياة السياسية في بلدانهم ولم يكونوا ليسمحوا لأحد بالعمل السياسي إلا للإسلاميين وحدهم , فكافة أجهزة المخابرات كانت وما زالت هي التي تصنع بالإسلام السياسي وغير السياسي, وهذا أدى بالإسلاميين بأن يعملوا بكل حرية وقامت دول الخليج بتوجيه أمريكي ببناء المؤسسات الدينية الإسلامية من أجل السيطرة على قلوب وعقول الناس وهذا ما زاد من شعبية الإسلاميين أو لنقل زاد من شعبية الإسلام السياسي وأدى بالإسلام السياسي بأن يسيطر على الساحة السياسية والاجتماعية ردحا طويلا من الزمن, وكانت أمريكيا تبارك هذه الحياة وتدعو لها من أجل أن يكون المد الإسلامي بديلا عن المد اليساري أو بديلا عن المد لكافة أشكال وأنواع أحزاب اليسار بكل أطيافها وأوانها, ولا أنكر بأن أمريكيا استفادة جدا من هذا النوع وخسرت بالمقابل ولكن كانت أرباحها أكثر من خسائرها في منطقة الشرق الأوسط بأكمله, وما يحدث اليوم في سوريا دليل على أن أمريكيا تجني أرباح كافة التيارات اليمينية الدينية المتطرفة وغير المتطرفة, وهذا موضوع آخر سندخل إليه يوما ما بالتفاصيل الكاملة, وعلى أي حال ما زالت الاتجاهات الإسلامية تحاول الاستفادة من الحياة الديمقراطية وبنفس الوقت تقتل بالحياة الديمقراطية عندما تصل إلى صناعة القرار والمشاركة في السلطة, كما كاد أن يحدث في مصر لولا تدخل السيسي الشجاع وانقلابه على الإخوان بثورة مضادة وهذا العيب قلة من المسلمين السذّج يعرفونه , فلا أحد يعلم أو الكثيرون يجهلون بأن أي اتجاه إسلامي سلفي سياسي يصل إلى السلطة عن طريق الانتخابات الشرعية ومن ثم لا يسمح بالحياة السياسية الديمقراطية مطلقا والمشكلة أن الإسلام مثل الشخص الذي يقف أمام المرآة وهو يرفض أن يرى في المرآة صورة غير صورته.







#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظتان على أسماء الله الحسنى
- الإسلام هو الحل!!!
- السلام والحرية السياسية الفردية
- دولة بدون مجتمع مدني ستسقط
- السلام بين الشعوب
- السلام فرصتنا الأخيرة
- الدين بعد سن البلوغ
- التبادل الديني
- المسلمون المساكين
- المسيحية عكس لعبة الشطرنج
- متى سنتذوق طعم السلام!
- رسالة إلى فضيلة القس:إيميل حداد(سفراء السلام)
- صفات المسلمين
- أخطاء البخاري
- السعادة مجرد حلم
- العده تعبانه
- الروتين
- مقارنة بسيطة بين الإسلام والمسيحية
- الرأي الواحد في أسلوب التدريس
- شكرا يا يسوع


المزيد.....




- ألغى تصاريحه الأمنية.. هل انتقم ترامب من بايدن بنفس الطريقة ...
- الإسكندر الأكبر أعاد رسم خريطة العالم.. شخصية أسطورية تجذب ا ...
- مصر تؤكد رؤيتها لأي تصورات بشأن -اليوم التالي- في غزة
- صحة غزة تنشر حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع ...
- حكم قضائي يوقف خطة ترامب لإجازة 2,200 موظف في الوكالة الأمري ...
- 260 ألف زائر لرؤية القرود وهي تستحم في الينابيع الساخنة في ا ...
- هل سيُسقط الأمريكيون العرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟
- حماس تفرج عن ثلاثة رهائن بأجساد هزيلة أحدهم ألماني إسرائيلي ...
- وزير خارجية الجزائر يصل سوريا في زيارة رسمية (فيديو)
- -أمن السعودية خط أحمر-.. مصر تهاجم تصريحات نتنياهو -المنفلتة ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - حول الإسلام السياسي