من فظلكم، دعوني وشأني.. / بنعيسى احسينات (المغرب)

بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 4441 - 2014 / 5 / 2 - 22:48
المحور: الادب والفن
    

من فظلكم، دعوني وشأني..


بنعيسى احسينات (المغرب)



من فظلكم، دعوني وشأني، لأستمتع بالهدوء..
وأنا أتجول في بساط الطبيعة العذراء..
في الحقول الفسيحة المبتهجة الخضراء.

من فظلكم، دعوني وشأني، لأتسلق قممَ الجبال..
بعيدا عن الضوضاء والكدر، متسكعا في الغابة..
لعلني أجد في أدغالها وأحراشها سر الحرية.

من فظلكم، دعوني وشأني، أهيم بضفاف الوادي..
أسمع لخرير الماء وهي تحاكي أحلى الأنغام..
تطير بالروح نحو عوالم الخيال والأحلام.

من فظلكم، دعوني وشأني، أسير على شاطئ البحر..
أمتع ناظري في تلاطم الأمواج على الصخر..
أنتظر غروبَ الشمس في الشفق وطلعة الفجر.

من فظلكم، دعوني وشأني، لأغرد مع العصافير..
وهي تزقزق فرحة في الحدائق الباسقة الغناء..
ترتل بحبور آية التسبيح والحمد لرب السماء.

من فظلكم، دعوني وشأني، لأسافر مع الطيور..
وهي تسوق قطعان السحب في الفضاء..
تبحث عن وجهة آمنة يخلصها من العناء.

من فظلكم، دعوني وشأني، لأرقص مع النسيم..
وهو يغازل الأغصان الطرية للأشجار..
يداعبها بحنان، لتنام قبل مجيء الأمطار.

من فظلكم، دعوني وشأني، لأشم أريجَ الأزهار..
وهي تراقص النحل والفراشات الزاهية..
تضفي على المكان سحر الطبيعة الفاتنة.

من فظلكم، دعوني وشأني، أناجي بهجة النجوم..
وهي تتلألأ على سطح أديم البحيرة الهادئة..
في ليلة صافية، تنتظر طلعة القمر الساحرة.


من فظلكم، دعوني وشأني، لأعيش في سلام..
وأنا أتقاسم التفاهم والتسامح مع العالم..
وأنبذ الميز والتهميش والاحتقار المؤلم.

من فظلكم، دعوني وشأني، لأزْرَع الإخاءَ..
وأنا أقاوم كلا من الفقر والجهل والاحتقان..
متذرعا بالعدل والقانون، وحقوق الإنسان.

من فظلكم، دعوني لوحدي، مع ربيع أحلامي..
أقطف للسعادة ما تبقى من الفرح والآمال..
قبل حلول الآجال المحتوم المفاجئ كمآل.

من فظلكم، دعوني لوحدي، ليحتضنَني الوجودُ..
قبل أن يلفُظَني ما تبقى من الحياة تجاه العدم..
وأنسحبُ في هدوء، بدون حزن ويأس وألم.

من فظلكم، دعوني لوحدي، مع كلمات أشعاري..
وهي تنساب بلا حرج، على أديم قرطاسي..
تفيض بالأحاسيس الفياضة وقضايا الناس.

-------------------------------------------
بنعيسى احسينات (المغرب)

#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات