أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ماجدولين الرفاعي - حذاء زوجي ولا جنة اهلي














المزيد.....

حذاء زوجي ولا جنة اهلي


ماجدولين الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1258 - 2005 / 7 / 17 - 11:56
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مجتمع شرقي=عنف منهجي ضد المرأة

حذاء زوجي ولا جنة اهلي

لانلوم الرجل الشرقي فقط لاستخدامه دعم المجتمع الذي منحه القوة للسيطرة وإنما المرأة المستسلمة لواقعها خوفا من العقاب.

ميدل ايست اونلاين
بقلم: ماجدولين الرفاعي

"عندما شتمني زوجي بألفاظ نابية بسبب خلاف بسيط بيننا ثرت لكرامتي التي كنت لا أزال أتصور أنها موجودة في بيت زوجي، فصرخت به راجية ألا يستخدم كلمات غير مهذبة معي فانا زوجته وشريكته في الحياة وأم أولاده وان أي من الصفات التي أطلقها علي تسيء للجميع لو كانت حقيقية.

ولكنني قبل أن أتم اعتراضي طارت فردة حذائه لترتطم بأسناني وتسقط على الأرض محدثة جرحا صغيرا إلى جانب فمي لكنه جرح بسيط إذا ما قورن بالجرح الذي ينزف في قلبي وكرامتي.

ثارت ثائرتي وقررت الخروج من منزله دون رجعة.

لاحقتني شتائمه وبعض الركلات أثناء إعداد حقيبتي لكني كنت قد حسمت أمري بالخروج للبحث عن الحماية في منزل أسرتي.

عندما استقبلني أبي واستقبل دموعي وشكواي بعدد من صفعاته المؤلمة آمنت بالمثل القائل نارك ولا جنة هلي ولكنني سأغيره بكل الأحوال ليصبح حذاؤك ولا صفعات أبي .

أعادني أبي من فوري إلى بيت زوجي ساخرا من ترديد عبارات رأيه بها أنها مجرد كلام إعلامي و عبارات تصلح للصحف فقط ككلمة كرامتي وحقي واحترامي، طالبا مني التأدب في الحديث وعدم استخدام عبارات تسيء لي كابنة مؤدبة وزوجة مطيعة.

عندها فهمت الدرس جيدا.

فرحت جدا حين زارني أخي المثقف الجامعي لأنني بكيت أمامه بمرارة فاحتضنني بحب وربت على ظهري قائلا: لا باس يا أختي عليك بالصبر ولدت ميتة فتابعي حياتك ميتة!"

***

قصة نجوى ليست الأولى من نوعها وليست الوحيدة في شكواها فالمرأة دوما تحكمها قبضة رجل ما أب أو أخ أو زوج مستبد.

وتكاد تكون ظاهرة العنف من الظواهر التي أدمنها المجتمع لتصبح مألوفة متداولة بشكل كبير لان المجتمع بني منذ القدم بتركيبته التي تعتمد على أن المرأة كائن ضعيف والرجل قوي وله السيادة.

فالعنف على المرأة يقع في المجتمع لاعتبارها ضعيفة من منظور المجتمع بتقاليده التي لا تستند على القيم الدينية العادلة ضمن الفئة المملوكة.

بمعنى أن الرجل منذ أن يولد وهو يتلقى القناعة بان الأخت والزوجة والابنة هي ملكية خاصة ويستطيع بموجب هذا الحق التصرف كما يحلو له.

ولان المرأة في الجانب الآخر ربيت على أنها الأضعف وعليها السمع والطاعة فإنها تلتزم الصمت بحجة السترة وعدم الفضيحة.

ولا يتوقف العنف على المرأة عند ضربها. فالاغتصاب الجنسي في كنف الزوجية احد أشكال العنف الزوجي.

بكت نوران كثيرا وهي تحدثني عن حياتها الجنسية مع زوجها الذي لم يبادر يوما كما تقول إلى مغازلتها بل انه يأكل بشرهة ثم يبدأ بالتجشؤ أثناء متابعته لنشرات الأخبار.

بعدها يلجأ إلى النوم مبكرا ليبدأ بطلب حقوقه الزوجية في وقت متأخر من الليل بعد أن تكون قد غطت في نومها.

وتقول: يقشعر بدني حين يهم بي دون مقدمات أو كلمات وإذا رفضت بشكل أو بآخر تثور ثائرته ويبدأ باتهامي بإهماله وبأنني لست الزوجة المناسبة له، ويصر على ممارسة الجنس رغم اعتراضي وتبرمي ويردد انه حقي الشرعي.

أصبحت نوران تخشى الليل وتصاب باكتئاب كلما اقترب موعد نومها.

هنالك حالات أخرى متعددة للعنف الممارس على المرأة منها حرمانها من التعليم ومنعها من الخروج.

كل تلك الحالات تجعلنا نبحث عن حلول جذرية للخروج بالمرأة من سجن الرجل المتسلط والسمو بها نحو عوالم أكثر حرية وأكثر احتراما لوجودها.

ونشير هنا أن تلك الحالات ليس الملام فيها الرجل الشرقي لاستخدامه دعم المجتمع الذي منحه القوة للسيطرة وإنما في الجانب الآخر هناك امرأة مستسلمة مستكينة ترضى بواقعها وتتجنب الشكوى خوفا من العقاب.

إذا على المجتمع أن يلتفت لهذه القضية التي لابد لنا من إيجاد مخارج وحلول للخلاص منها من خلال برامج التوعية وبمساعدة وسائل الإعلام والجمعيات الاهلية والمطالبة بتعديل القوانين التي تسهم بشكل كبير في استمرار ممارسة العنف على المرأة.



#ماجدولين_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبلات على الجانب الآخر
- ديمقراطية الدبابة وقطع الرؤوس
- البطالة .. آفة تنخر جسد المجتمع
- لا تلوموني.. فأنا عاشقة
- لحظة ضعف..
- المرأة والتحرر .. إستدراك
- ليس دفاعا عن المرأة .. مع هدى أبلان يداً بيدْ
- ديمقراطية الاغتصاب
- نجوتُ وحدي .. لأحدِّثِك/رقم 2
- الزواج الثاني للمرأة
- نجوتُ وحدي .. لأحدِّثِك
- آخر ورقة في التقويم
- قلادة الدهشة
- تأهيل المراة المطلقة
- جئتكَ بالحب
- صدر كاريكاتوري
- نهاية الخدمة
- أسماء النساء بألوان السيارات
- حينما كنتُ أسكبُ فناجين القهوة..
- مطالبة المراة بالمساواة بين التطرف والاعتدال


المزيد.....




- ملك البيطار.. فتاة فلسطينية تنهي حياتها بسبب التنمر
- في أستراليا.. لوحات لبيكاسو تزيّن حمامًا للنساء في متحف.. ما ...
- 4 شهداء بينهم امرأة وطفل بتجدد الغارات والقصف المدفعي لغزة
- -ظننتُ أنّني الوحيد-.. ناجون من الاغتصاب في حرب كوسوفو يكسرو ...
- صوّر مجندات عاريات سرا.. إدانة -ضابط كبير- في الجيش الإسرائي ...
- بايدن يشبه ترامب بـ-قط الزقاق-.. والرئيس السابق: لم أمارس ال ...
- حملة بايدن ستذيع إعلانا يحذر من -خطر ترامب على حياة النساء- ...
- فرنسا - إحالة المفكر طارق رمضان إلى محكمة الجنايات في دعاوى ...
- ثمار مجففة تساعد النساء بعد انقطاع الطمث على درء خطر هشاشة ا ...
- إحالة طارق رمضان إلى محاكمة جنائية بباريس في دعاوى اغتصاب سا ...


المزيد.....

- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ماجدولين الرفاعي - حذاء زوجي ولا جنة اهلي