حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)
الحوار المتمدن-العدد: 1258 - 2005 / 7 / 17 - 11:49
المحور:
الادب والفن
اقرعي! اقرعي! ياطبول!
والت ويتمان
(1819 _1892)
ترجمة: حميد كشكولي
1
اقرعيّ ! اقرعي ! ياطبول! ,
انفخي ! يا أبواقُ ! انفخي!
عبر النوافذ , عبر الأبواب , انفجري مثل قوة متحجّرة الفؤاد.
انفذي في المدرسة حيث التلاميذ يدرسون؛
خيّمي على الكنيسة المقدّسة ! بعثري حشدَ المصلّين!
لاتدعي العريس في سكينة! , فلا يجب أن يكون سعيدا مع عروسته؛
ولا الفلاحَ المسالمَ في سلام ، يحرث حقله أو يحصد الحبوب؛
ويا طبول ! ليكن الطنين و القرع هكذا رهيبين ،
ويا أبواق! ليكن نفخك هكذا مدويّا.
2
اقرعي! اقرعي! ياطبولُ!
ويا أبواق! انفخي!
فوق حركة السير في المدن , فوق قعقعات العربات في الطرق:
هل أُعِدّتِ الأسرّة للغفاة ليلا في البيوت؟
فليس للنوّم النوم في هذه الأسرّة،
ولا صفقات بين التجار في النهار, ولا سماسرة أو مضاربين , فهل لهم أن يستمروا؟
وهل للمتكلمين أن يطيلوا في الكلام ، وأن يسعى المغنّي إلى أن يغنّي؟
هل يمكن للمحامي أن يضع ملفات دعواه أمام الحاكم؟
فحشرجي أقوى وأسرع يا طبولُ ــ و انفخي بوحشية أكبر يا أبواقُ !
3
اقرعي! اقرعي! ياطبول!
ُ
انفخي! انفخي ! يا أبواقُ!
لا تفاوضي الأعداءَ!
لا تدعي أي اعتراض يوقفك!
لا تهتمي بالجبان ! لا ترعي الناحب أو المصلّي !
لا تهتمّي بالشيخ الهرم حين يتوسل بالرجل الشابّ،
لا تدعي أن يُسمعَ صوت الطفل ، ولا تضرعات الأمّ،
واعملي مساند لهزّ الموتى المضطجعين في انتظار النعوش،
فيا طبولا فظيعة ! هكذا قوية ً اجلدي بسياطك ذات الصوت المكتوم،
وهكذا انفخي بأعلى صوت ، يا أبواقُ!
#حميد_كشكولي (هاشتاغ)
Hamid_Kashkoli#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟