عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4437 - 2014 / 4 / 28 - 18:06
المحور:
الادب والفن
أحزانُ المصادفات السعيدة
كانَ كُلُّ شيءٍ ..
سَيِّئاً جدّاً ،
بإستثناءِ شَيْئَيْن :
أنا .. الذي كنتُ أُحِبُّكِ جِدّاً .
والموتُ .. الذي لَمْ يَكُنْ يحدثُ هكذا ،
صُدْفَةً جِدّاً .
امّا الآنْ ..
فأنا ، والموتُ
شَيْئانِ سَيّئانِ
جِدّاً
جِدّاً .
***
مثلُ " مُحاسِبٍ " مُصابٍ بالنَحْس ..
كثيراً ما تَسْقُطُ المُصادفاتُ السعيدةُ ، سَهْواً ،
مِنْ " يوميّةِ " عُمْري .
وحينَ يبدأُ " كَشْفُ الأرباحِ والخسائِرْ " ،
تَرْفِضُ حياتي " حِسابيَ الختاميّ " ،
وتُصادِرُ ما تَبَقّى من رَصيدِ الفَرَحِ في " الصندوق " .
وتُعيدُ الوجوهُ التي أحِبُها ،
تدويرَ الحُزْنِ المُتراكِمِ في " أوّلِ المُدّة " .
والآن ..
في " الرُبْع الخالي " من العَيْش
حيثُ تقتربُ " القيمةُ الدفْتَرِيّةُ " لهذا الجَسَدِ منَ الصِفْر
على قلبي المكسورِ أنْ يتحَقّقَ
مِنْ انّ " الصرفَ السابقَ " للحُبْ
يتطابقُ مع " الصرف اللاحقِ " للأسى
في سِجِلاّتِ روحي .
***
مثلُ ساعي البريد المُخادِع ،
أقرأُ الرسائلَ ..
ثُمَّ أُعيدُ إغلاق المظاريف .
منْ تحْمِلُ لهُ الرسالةُ أخباراً سيّئةً ،
أطرُقُ البابَ
وأبتسمُ في وجهه .
أمّا الرسائلُ الأخرى ..
فلا أطرقُ من أجلِها أبوابَ أصحابها .
أنا وجهتُها الأخيرة .
أنا صاحبها الوحيد .
***
عندما يُجَفّفُ النهرُ ..
نهرُ " الفرات " .
يكونُ العطَشُ سورياليّاً ،
والدولةُ .. سورياليّة .
***
عندما " يحترقُ " النهرُ ..
نهرُ " دِجلة " ،
يكونُ السَخامُ .. سورياليّاً ،
والدولةُ .. سورياليّة .
***
الأسماءُ .. وجوه .
تنظرُ الأمُّ في وجهِ وَليدِها .. وتُسَمِّيهْ .
أنظرُ إلى وجوهِكُنَّ الحُلْوَةَ ،
وأُطابِقُها مع أسمائِكُنَّ ،
فلا أجِدْ ، على غيرِ ماهوَ شائِعْ ،
وجَهاً واحِداً غيرُ جميلٍ .. في العراق .
الأسماءُ توجِزُ لي ..
قِصَصَ الوجوهِ ، القصيرةِ جدّاً .
قصصُ الضَحِكاتِ التي تشبهُ الماء .
قِصَصُ الفَرَحِ النابتِ ، في جَسَدٍ سَيّدَةٍ .. تَنْمو للتَوّ .
قِصَصُ الأسى ، الذي يريدُ للروح .. أنْ تكونَ بغدادَ أُخرى .
آهِ .. كِمْ أنْتُنَّ عَذْباتْ ،
يانساءَ المُدُنِ التي لا تَصْلَحُ للسَكَن ْ .
***
هُناكّ أغانٍ بعدد الأشخاص .
لكُلِّ شخصٍ أُغنية .
عندما يموتُ الشخص ،
تختفي أُغنيتُهُ إلى الأبد . *
*( من عقائد شعب الأبابوريس - الأمازون )
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟