أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - العراقيون أمام خيارين ، انتظار المهدي المنتظر أو العمل من أجل التغيير .!!!















المزيد.....

العراقيون أمام خيارين ، انتظار المهدي المنتظر أو العمل من أجل التغيير .!!!


خليل الفخري

الحوار المتمدن-العدد: 4434 - 2014 / 4 / 25 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تنهار منظومة القيم والأخلاق لدى شريحة من الناس ، تنهار معها لغة الخطاب اليومي ، فيتحوّل الجلاد في لغة هؤلاء الى ضحية و رمز تتجلّى صورته في بطولات دونكيشوتية و أوهام من نسج عقول مريضة تحاول ايهام الآخرين بصحة ما تقوله ، كمن يدفع مسيل النهر باتجاه رباوة ، وهي بهذا لا ترى الواقع الاّ بعين واحدة . انّ تزيين صورة الجلاّد و تقديمه بأطار المنقذ الأوحد و المهدي المنتظر ، خطوة ماعادت تتقبّلها عقولنا أبدا ، فهي استدرار بائس وخجول لعواطف الآخرين و محاولة اقناغهم واستثارة نزعة الحب و التقبل فيهم و لغة التعاطف بقبول هكذا نموذج .
تلك لغة هابطة تستثير الشفقة فينا على مستوى الحظيظ و الدرك المتدنّي الذي آلت اليه و وصلت فئة الطبّالين و الناعقين . لغة يتناسب بناؤها الدرامي المهزوز مع مكانة ( الضحية الرمز ) . شيئ من الطوطمية ليس غير .
ان رؤيا كهذه يراد بها قلب المعادلة في مجتمع قال كلمته حين وضع اصبعه على الجرح ، حيث لا ينفع مع كل هذا الضجيج و بح ّ الصوت اعادة خلط الأوراق و اعادة ترتيبها مرّة ثالثة بما يتلاءم و النصّ المريوم و غير المعلن ، ومن ثمّ تجيير النتائج لذات الجهة و الرموز التي سلخت جلودنا و اكتوينا بسعير نارها ، والتي دفعت بربيع العراق البرئ ، بصغاره الى حاويات القمامة بحثا عن كسرة خبز أو ما ينفع الأهل و يفيد ، و أموال العراق و موارد نفطه تصب في جيوبكم .
لسنا في زمن المزايدات و اذكاء الفحولة و الثورية و البكاء على وطن مستباح انتم من أوصله الى حالة النزف و التشظّي ، وطن يقاتلكم بسيف الكلمة الحرّة والشريفة . بكاء على الوطن أمام عد سات الكاميرات ، و مزاد سياسي رخيص و نهب يمرّ من تحت المناضد الصقيلة في برلمان تنعمون بعطائه و بالنور الذي يحلم العراقي متى يدخل بيته و التدفئة و التبريد تتنعمون بكل هذا ، و الشعب يفترش الأرض و يلتحف سماء الله التي لا ترحم فقراءه . يضاف لكل هذا الكمّ من البلوى و الخراب رصاص حيّ تتلقاه صدور المحتجين على الواقع المتردي في بلد يتبجّح حكامه نفاقا بالديمقراطية نهجا و ممارسة ، حدث هذا بأمر من ( الضحية الرمز ) حيث يتحصّن في منطقته الخضراء خلف جدار الفصل العنصري . لقد ولّى و مضى الى غير رجعة زمن المزاد السياسي و العهر . لقد سقطت ورقة التوت ، و بان سحاق الصبح على الوجوه ، فقليلا من الحياء و الكرامة ، فأنتم قدّام جيل يبصر الغيب ، و يقرأ ما في أدمغتكم من عفن ، و شهوة للسرقة و نهب المال العام . اتفاقات في الغرف المغلقة تترجم الى عمل بعد ان تنتهي لعبة الأنتخابات التي لن تمرّ عليكم بسلامة كسابقاتها ، و يحظى كلّ بكرسيّه و مقعده في الوزارة أو في البرلمان ، و ليذهب الفقراء و المسحوقون و سكان التجاوزات والعراء و بيوت الصفيح الى الجحيم الأبدي .أنتم اليوم أمام جيل يقرأ ما لم يكتب بعد . جيل علّمته لغة الدكتاتورية و الجوع و الموت بأنواعه و الدفن أحياء علم الفراسة ، حتى صار الواحد منهم يشم مساحات سكاكين الدم قبل أن تنغرز في لحمه و تنام في خاصرته ، و رائحة المطر القادم في سماء لم تتلبّد بالغيوم بعد ، و يكتشف كلّ الأنواء دون حاجته الى بوصلة . صارت الرؤيا بالحسّ و بالحدس . صارت للرؤيا مجسّات . تفتّحت أعيننا بعد عماها ، و عقولنا بعد تشظّيها . صارت للواحد منّا ملايين الأعين ، ان أخفقت عين رصدت الأخرى . أمّا أنتم ايها اللآهثون من أجل مجد تتقاسمه القمامة معكم ، انما تدورون ضمن دائرة فراغ لا نهائي ، و سيأتي يوم توصد الأبواب فيه بوجوهكم ، اذ ذاك ليس لكم من مكان يحتوي عفنكم و الجيفة فيكم سوى مزبلة التاريخ ، عندها سيبصق الشعب الذي سرقتم لقمة عيشه ليس في وجوهكم فحسب ، انما على أجداثكم التي تدنّس هذا التراب الطاهر .
ان التواري خلف كدس الأحداث و هذا الممّ الهائل من الخراب و الدمار دون تقديم البديل المطلوب و العلاج الذي يضغط حجم المعاناة باتّجاه التخفيف لا يعني سوى الأستهانة بدم البسطاء و الطيّبين و التقصير الفاضح و الفشل بكل أشكاله ، و هذا يتطلّب اعادة النظر في مجمل الخطط و الأستراتيجيات ان وجدت ، مع تغيير ما يتوجب تغييره بحسب أهميته وما تمليه الضرورات ، فأربع سنوات من الحكم الشمولي كافية جدا لكتابة تاريخ أمّة .
يجب أن يحتلّ الكفوء و المخلص مكان الفاشل المشتبه في ولائه و ان كان من أولياء السلطان و المسؤول ومن قرابته أو من صلب النظام .
ان الكشف عن تلك المفارقات اليومية التي ترسم لوحة بيانية للعنف المتصاعد و الخراب و النهب والأبتزاز الرخيص ليس عيبا ولا منقصة انما هي دعوة لأشراك الجميع في رسم و وضع الحلول السريعة التي من شأنها تخفيف شدّة لون الرماد و الدم في حياة العراقيين . ان هذا العرض و بهذه الصورة انما هو قراءة متأنية لواقع مأساوي تتجه بوصلته نحو التصعيد ، لذا يتطلّب الأمر منا جميعا ، المسؤولون و الشعب معهم القيام بفرز موضوعي و تشخيص مهني دقيق بعيدا عن الأنحياز و التجنّي لقوى التضاد و الصراع في الشارع و البحث عن نقطة التقاء وسط . ان البحث عن موقف تتجذّر عنده كل الرؤى التي تستند لمنطق التاريخ و أحكامه بعيدا عن تأثيرات أطراف الصراع و تناغم الشعارات .
من هنا يكون التغيير ضروريا و ملحّا ، فقد بلغ السيل الزبى وقد ألقى الموت و الخراب بظلاله الرمادية على مجمل حياة شعبنا ، ولذا فمن العيب ان نلدغ من مكان واحد ثلآث مرات . هذه فرصتكم الأخيرة للتغيير و استرداد الكرامة التي ديست و الحق المضاع و الأعتبار كبشر .
ان ما يقدمه المرشحون للبرلمان من هدايا عينية و نقدية تذكّروا المواطن بها في أيام عصيّة عليهم كهذه يحتاجون فيها لصوته فقط ثمّ بعدها يلفظونه كما النواة في التمر ، انما هي في مجملها وان كانت تعبّر عن خسّة و عن ضعة في نفوس هؤلاء فهي تؤشر الى عدم الثقة بهم ، فتلك نماذج كالكلب على العظم تتكالب على الغنيمة و ليس خدمة الفقراء . أقول حتى يبح صوتي ، ان تلك الهدايا انما هي رشى يعاقب الله عليها ويرفضها الشرع و ينهى الأسلآم عنها .
الدين لله وحده .فلا يخدعنّكم صوت مدفوع ثمنه بأن عدم انتخاب الأحزاب الدينية التي ألهبت سياط قسوتها و بطشها الى جانب تجويعنا ظهورنا انما يغضب الله تعالى و يقود الى معصيته ، بل العكس هو الصحيح . فقد قال الأمام علي ّ عليه السلام : أعجب أشدّ العجب لمن ضامه الجوع ولم يرفع سيفه .



#خليل_الفخري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ، خطوتان الى الوراء و خطوة ثالثة الى الوراء كذلك !!!
- ابو سميه ، عينه على الدالنوب و قلبه في العراق .
- أمّي
- حتى لا ننفخ في رماد ... !!!
- حتى لا ننفخ في رماد
- قيسُ بن سعد بن عبادةَ الانصاري !!!
- فيروز ، مع الرعاة جئتُ أغنيك !!!
- فيروز -;- عند شُبّاكها يسهرُ الليلُ !!!
- فيروز ، شقائق النعمان و حاوية العسل !!!
- لقد سُرقنا مرتين .!!!! حذارِ من القادم !!!!!
- صائد جرذان مستشاراً للمالكي .!!! العراق الى اين؟.
- نوري المالكي و عبدالسلام عارف وجهان لعملة واحدة !!!
- فيروز ...!! ساقية الورد والنبع الذي لن يجفّ !!!
- الشعوب هي وحدها التي تصنع المستقبل !!!
- ....... و ضبابُ الليل يحجبُ الأسرار
- بيتها في البترا ، مزارٌ وطقوس !!!
- بيتها في آخر الدنيا ، مزارُ وطقوس !!!
- الليل والعشق والماء !!!ُ
- لا ينام الكريم على وجع جاره !!!!!!!
- فيروز !!! وجع التقاليد ، و النوم زوايا !!!!!!


المزيد.....




- حارس بيئي للإمارات..مصورة تبرز دور أشجار القرم بمكافحة تغير ...
- مذبح غامض وجثث مدفونة.. من يقف خلف هذا الهيكل المدفون في قلب ...
- ولي نصر لـCNN: إسرائيل تفضل ألا يتفاوض ترامب مع إيران.. ماذا ...
- -متلبسا بالصوت والصورة-.. ضبط مدير جمعية تعاونية بالكويت يطل ...
- مصر تمتلك -إس-400- الصيني.. تقارير إسرائيلية تعبر عن مخاوف م ...
- زيارة سرية لقائد سلاح الجو الإسرائيلي إلى واشنطن واتفاق حول ...
- بعد رفضها لمطالبها.. إدارة ترامب تجمد 2.2 مليار دولار لجامعة ...
- إدارة ترامب تخطط لخفض ميزانية الخارجية إلى النصف وتقليص البع ...
- مصر تقترب أكثر فأكثر من ترؤس اليونسكو
- الداخلية السعودية تطلق -منصة تصريح- الذكية لإصدار وتنظيم تصا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - العراقيون أمام خيارين ، انتظار المهدي المنتظر أو العمل من أجل التغيير .!!!