جعفر المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 4434 - 2014 / 4 / 25 - 18:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فرص الفوز العظيم ما تزال قائمة
جعفر المظفر
عادة ما يبدأ قارئ المنبر الحسيني قصة إستشهاد الإمام الحسين بجملة تقليدية تقول (يا ليتنا كنا معهم فنفوز فوزا عظيما), وكثيرة هي الغايات والمردودات التي يؤسس لها هذه الإستهلال, لكن أخطرها هي تلك التي تجعل الفوز العظيم مرهونا فقط ومحصورا بالمشاركة الميدانية القتالية في معركة الطف, التي بات من المستحيل حصولها, لعدم إمكانية العودة لزمان الحدث..
إن ثقافة تتأسس على عبارة كهذه هي ثقافة مدمرة مثلما هي طريقة لتضييع وقتل القيم الأخلاقية التي إستشهد من اجلها الحسين
إنهم هاهنا يغلقون على معنى الفوز بقفل الماضي ويجعلونه خاصا بحالة المعركة كما دارت وقتها.
وبفاتحة كهذه تضيع قيمة الإستشهاد الحقيقية, فما دمنا لسنا معهم ولا نستطيع القتال معهم ضد جيش يزيد فإننا بالتالي فقدنا فرصتنا الحقيقية لنصرتهم.
إن هذا الإستهلال يجب ان تتغير بالإتجاه الذي يجعل فرصة الحصول على الفوز العظيم لا تزال قائمة وسانحة في كل وقت, ولا يحولها إلى فرصة ضائعة تماما, فما دام الحسين قد ضحى من أجل مبادئ وقيم أخلاقية عظيمة فإن التمثل بهذه المبادئ والقيم والدفاع عنها يمنح الإنسان فرص حصوله على الفوز العظيم قائمة في كل الأوقات ولا يضعها في خانة الفرص الضائعة.
واليوم فإن فرصة كهذه لم تصبح ماضيا أبدا وإنما يمكن الحصول عليها من خلال قول (لا) لكل ممارسات السلطة المنحرفة.
ألم يقل الحسين (لا) لأكبر طغاة الأرض ؟ فلماذا لا نستطيع ان نقول (لا) للحاكم المنحرف والفاسد والمفسد, ولماذا بات علينا ان ننتخب حكاما من هذا النوع لا لشيئ إلا لمجرد إنتمائه الإسمي لمذهب يفترض ان الولاء له ينبغي ان يكون ولاء أخلاقيا, في حين أن كثيرا من ممارسات هذا الشخص تؤكد أنه يشارك يوميا في جريمة إغتيال الحسين من خلال التعدي والتجاوز على القيم التي إستشهد من اجلها.
ولماذا لا نقلد اهل البيت في سلوكهم فنمتنع عن السرقة والغش والإحتيال والكذب والدجل والنفاق ومسح الأكتاف.
إن (يا ليتنا كنا معهم) يجب ان تتبدل بقول يتم فيه الإستغناء عن كلمة (يا ليت) وإستبدالها بعبارة تؤكد على وجود فرص قائمة ومستمرة لهذا الفوز العظيم من خلال نصرة المبادئ الأخلاقية التي إستشهد من اجلها الحسين العظيم واولها رفض مبايعة الحاكم الفاسد والإلتزام بمنظومة القيم الأخلاقية التي تمسك بها أهل البيت.
إذن لا تقولوا ياليتنا كنا معهم بل قولوا نستطيع ان نكون معهم.
وإن فرصة الفوز العظيم ما زالت قائمة وستبقى قائمة.
#جعفر_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟