عصام عبد الامير
الحوار المتمدن-العدد: 4434 - 2014 / 4 / 25 - 16:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل يستحق العراق قائد أفضل من المالكي ج2
يشهد تأريخ الشعوب والأمم شخصيات نادرة وقليلة بقت على أمد الزمان شواخص وأعلام لما أمتلكته من أدوار مهمة وتاريخية أما لتحرير الشعوب ونيل الأستقلال أو لبناء وأعمار والنهوض بالبلد ورقيه الى مستويات مرموقة تنافس به بقية الدول الراقية والمتقدمة
والأمثلة على هذه الشخصيات كثيرة ولكن السؤال الذي يتبادر الى الذهن هو ما هي المواصفات التي يتمتع بها القائد التأريخي الذي يستطيع أن ينهض بشعبه في أصعب الظروف وأعقد المواقف ويرسي بسفينة الوطن الى شاطيء السلام والأمان لا بد بهكذا شخص على الأقل يتمتع بالحكمة والتأني والصبر في أتخاذ القرارات الصعبة والحزم والشدة حين يتطلب الموقف ذلك كذلك لا بد أن يكون شخصية وطنية وسطية تتجاوز الأختلافات في المجتمع المنقسم على أسس طائفية أو قومية وغيرها وبذلك يكون جامع للأفراد المجتمع لا مفرقا لهم ولا بد لهذا الشخص أن يمتلك الرؤية الواضحة والعلمية للمستقبل وأرادة حقيقية في خدمة الناس وحل مشاكلهم وأهم خصلة هو أن لا يكون مصاب بمرض السلطة والنزعة المريضة للتسلط والسيطرة وأنما تكون السلطة هي أدات لتحقيق أهداف المجتمع وبذلك ومن مثل هكذا شخص يتمتع بهكذا مواصفات لا بد أن يكون قادر على أن يصنع اللحظة التأريخية ويخلق المستقبل
أن العاملين الذاتي والموضوعي اللذان يصنعان التاريخ لا يمكن أستغناء أحدهم عن الاخر ولكن أن دور كل منهما وأولويته يختلف من ظرف الى أخر ومن حالة الى أخرى حيث أن علاقة الذاتي والموضوعي هي علاقة عكسية فأذا تعاظم دور العامل الموضوعي وأزداد حجمه في صناعة الحدث تضائل دور العامل الذاتي وقلة فرصته كما في حالة استيلاء صدام حسين على الحكم في العراق كما ذكرنا في الجزء الأول والعكس صحيح كلما كبر حجم العامل الذاتي وأزداد دوره كلما تناقص دور العامل الموضوعي وتضائل حجمه
نأتي هنا الى صلب الموضوع والذي يشير اليه عنوان المقال هل الشعب العراقي يستحق زعيم وقائد يتناسب مع ضرورات المرحلة من هو أفضل من المالكي وهل يمتلك الشعب العراقي البديل الأفضل وهل الأمة العراقية قادرة أم عاجزة على أن تنجب زعماء وقادة تأريخيين بالمواصفات التي تحدثنا عنها قبل قليل
والسؤال الأخر هل العامل الذاتي وأقصد هنا هو الأرادة الذاتية للشعب العراقي وحكمته وموقفه الخاص قادر في هذه المرة من الزمان أن يقول كلمته ويقرر مصيره في الخلاص على رغم من المحيط الموضوعي الذي يريد له البقاء في المستنقع الذي نحن فيه
لم تبقى هنالك حجة والتي تدعي أن العراقيين مغلوب على أمرهم وهنالك قوى خارجية تقوم بتسييرهم وتحديد مصيرهم كما كانت الأمور في زمن صدام
الشعب غير مطالب بأن يخرج بالملايين من أجل التغيير الحقيقي والجوهري نحو حياة أفضل كما فعل الشعب المصري ذلك لاسقاط حكم الأخوان ولكن هنالك أنتخابات قادمة فهل سيقول الشعب كلمته وبأرادته الذاتية التي تجسد حريته وأصالته في التغيير وصياغة المستقبل المشرق هذا هو السؤال الذي ستجيب عنه الأيام القادمة
#عصام_عبد_الامير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟