أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - قراءة في نص -زيارة- لنجية نميلي /إنجاز :حيدر لطيف الوائلي














المزيد.....


قراءة في نص -زيارة- لنجية نميلي /إنجاز :حيدر لطيف الوائلي


نجية نميلي (أم عائشة)

الحوار المتمدن-العدد: 4432 - 2014 / 4 / 23 - 13:24
المحور: الادب والفن
    


زيارة
تحلقوا حول طاولة العشاء الفاخرة ... وجوه الأبناء والأحفاد مستبشرة...
وجهها فقط كانت تعلوه مسحة حزن ...تحاول أن تخفيها بابتسامة باهتة...
تتطلع إلى صورته ذات الشريط الأسود ...يبدو فيها قوي البنية ...قوي العزيمة...واليوم ...وحدها تعلم كيف أضحت صحته متدهورة .
___________________________
العنوان:زيارة
زيارة أحادية لفظية اسم نكرة مبتدأ والخبر هو مضمون النص ، أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره :هي
والكلمة مصدر لفعل "زار" ومعناها الدلالي :إتيان المرء في بيته أو مكان معين قصد المجاملة ، أو التعرف على أحواله أو للحاجة
فمن هو الزائر ؟ ومن هو المزَار؟ ذلك ما سيكشفه لنا المتن .
السرد
1.الاستهلال بجملة (تحلقوا حول طاولة العشاء) أولا: وزن فعل (تحلقوا) يدل على التكلف والمطاوعة والاتخاذ وغيرها من المعاني، وهنا يمكن القول بأن هذه المعاني جميعها تنطبق على هذه الصيغة وإن كان السياق دائما مايحدد معنى واحدا عند كثير من الباحثين، فيمكن القول: إن معنى التكلف في التحلق حول الدائرة موجود والمقصود به تكلف الأحفاد في الجلوس حول الطاولة وفيه إشارة لصغر سنهم وإشارة لحركتهم وعدم انضباطهم و معنى التكلف هنا أطلق على الكل على طريقة تسمية الكل باسم الجزء .
أما معنى المطاوعة: فهو ينسجم مع حالة الكبار الجالسين أي (الأبناء...)
أما معنى الاتخاذ فينسجم مع كل العائلة الجالسة على الطاولة أي : اتخذوها حلقةً ....
2.النص يسير بانسيابية وسلاسة معتمدا على: تسع جمل فعلية تمتاز خمسة منها باعتمادها على أوزان تبدأ بالتاء ،والتي أضفت موسيقى خاصة تنسجم مع الشخصية في القصة إذ أن التاء صوت مهموس انفجاري مرقق أسناني لثوي ناسب الرقة في شخصية المرأة (الجدة) وأعطى للحزن في القصة إطاراً خاصا ففي قول الساردة مثلا :
(تعلوه مسحة حزن)كأن صوت التاء تلاحم مع الشخصية والألفاظ في هذه الجملة جاءت لتجسد صورة تنهد خفي وحزن عميق دفين.....وكذا تكرار التاء في عبارة (تتطلع إلى صورته) أعطانا موسيقى توحي بأن هذه الشخصية تتلفظ آهاتها بهدوء ...
3.النص اعتمد على الجمل الفعلية بصورة رئيسة ومن ثم تأتي الجمل الاسمية معاضدة ومساندة أو جاءت كحشو للتوظيف مثل(وجوه الأبناء والأحفاد ،وجهها)وفي السرد الممهد للقفلة ارتكز على جملة اسمية مهدت إلى القفلة وهي(...وحدها تعلم كيف أضحت صحته متدهورة ) ..فالغالب على الجمل الاسمية هو المساندة والمؤازرة للجمل الفعلية مما يجعل التكثيف حاضرا في النص.
4.اعتمادا على صيغة المضارع الدالة على التجدد في الحدث والدالة على الزمن المضارع تغلب على النص زمنية الحال والاستقبال.
5.يبقى النص يتحدث عن شخصية الجدة بأنسيابية كخدث طبيعي ..أبناء وأحفاد يجلسون في بيت الجدة مجتمعين حول الطاولة، والجدة تلتفت إلى صورة الجد ذات الشريط الأسود ...إلا أن الدهشة والمفارقة التي ستربك الانسيابية وتربك القارئ هي القفلة التي جاءت على طريقة الأستاذة نجية في أغلب قصصها إذ تمثل الطلقة المباغتة والقصة كلها فكيف نستطيع توضيح هذه القفلة؟
6.القفلةهي : خاتمة القصة وهذه القفلة متنوعة ومتعددة وهناك من يشترط مفارقتها ومباغتتها وهناك من لايشترط ذلك.
عموماًالنص يشير إلى أن الرجل الذي تتطلع إليه المرأة(الجدة) عبر الصورة هو نفسه الرجل الذي تعلم الجدة كيف صارت صحته ...أودعت القاصة رمزاً في قولها (صورته ذات الشريط الأسود)...وهذا الرمز على الصورة يشير لنا إلى حالة وفاة صاحب الصورة ،لكن المفارقة هي جملة (وحدها تعلم كيف أضحت صحته متدهورة.)...وكأن هذه الشخصية حية الآن فكيف يمكن فهم هذا التناقض الذي سبب الإرباك والإثارة.؟
أقول: يمكن حل هذا الإشكال من خلال ضرب الدلالة الرمزية للشريط الأسود على الموت ،وقد يقول قائل : إن الصورة ذات الشريط الأسود ليس المقصود بها هذا الشريط الذي يوضع كرمز وعلامة للوفاة وإنما أسمتها بذات الشريط الأسود لأن الزي الذي يرتديه زي خاص، له شريط أسود أو لأن هناك فتاة بقربه أو شخصية ترتدي شريطا ...أو ..:
فالتأويلات هنا قد تكون صحيحة لو كان السياق لا وجود لإشارات فيه ،تؤكد وجود حزن ووجود شخص ميت ،فالحزن والسرية في القفلة وحدها ...تؤكد حالة واحدة وهي أن هذا الشخص هو بنظر الجميع متوفّ ، فقط هي التي تعلم حالته، فلو كان الأمر غير ذلك لكان الأولاد يعلمون بحال الأب ،فضلا على أن رفع رمزية وعلامة الشريط عن الوفاة أمر غير ممكن لوجود قرائن منها أن هذا التصرف معمول به في أغلب البلدان...
فالرجل في السرد متوفّ وفي القفلة حي....
إذ تقول (.واليوم ...وحدها تعلم كيف أضحت صحته متدهورة )...
فهنا يمكن فهم هذه القفلة من خلال:
-إن هذا الرجل أصلا هو غير ميت اعتماداً على القفلة وأما ماورد من أدلة على أنه ميت ماهي إلا أدلة في الظاهر صحيحة لكن قد تكون أدلة مقصودة وأن هذا القرار بإعلان موته ماهو إلا باتفاق بين الجد والجدة أو بغير اتفاق .
-أما الاتفاق فقد يكون الرجل سجيناً لسبب أو لآخر ولهذا قررت الأم حفاظا على أسرتها تبني إشاعة وتأكيد خبر موته وهذه الأدلة مقصودة، وهذه اللحظات أمام الطاولة جعلتها تقارن بين صورته أيام شبابه وحاله الآن وهنا يمكن أن نربط بين العنوان والقفلة فهذه المعرفة بحالته الآن جاء بسبب زيارة له ....وهنا نتساءل: لماذا تُبقي الزوجة هذا الأمر قيد الكتمان طول هذا الوقت ؟
ربما .. التهمة لاتسمح أن يُعترف بها أمام العائلة...








#نجية_نميلي_(أم_عائشة) (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء مفتوح مع الناقدة الجزائرية : هداية مرزق
- جينات ...تحليق ...لولا...نسبية...العورة...الحل.(من بعض قصصي ...
- بفحولة النار أكتبك قصيدة
- اللحمة الطرية (قصة زجلية مستوحاة من واقع تلميذتي)
- سلطة السرد :تجليات اللفظ ومستويات المعنى /قراءة في نص أحمد إ ...
- -الأنثى -في قصصي القصيرة جدا
- قرءاة في قصيصة رحلة/ إنجاز :إسماعيل البويحياوي __( رحلة :من ...
- عتبات البناء السردي في القصة القصيرة جدا -ناقد- لمبارك السعد ...
- قراءة في نص - سفور- للسعدية بلكارح / إنجاز أمينة حسين
- الفصل الثاني من مسرحية (لا...أيها الآباء)
- مسرحية (لا...أيها الآباء )
- قراءة في نص -خطوبة- لعبد الله الواحدي
- قراءة تحليلية في القصة القصيرة جدا (الوصية) للأستاذ القاص: ع ...
- قصص قصيرة جدا (رابطة القصة القصيرة جدا في المغرب)
- حوار مفتوح مع الناقد المغربي : محمد يوب
- ومضة شعرية
- جدل الاتصال والانفصال في :-كيان امرأة-
- حوار أدبي_ ثقافي مع الأديبة الإعلامية المغربية :فجر عبد الله
- ليل ووهم


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يشوق متابعيه بالمزيد من كواليس فيلم -Seven Dog ...
- وفاة فنانة سورية شابة بعد تعرضها لأزمة صحية (صورة)
- وفاة فنانة سورية.. أدركت موتها قبل أيام بمنشور على فيسبوك
- هآرتس: مدينة -تل أبيب- التوراتية لم توجد قط
- تمتلك أسرار ثروة ضخمة.. الممثلة السعودية ريم الحبيب بمسلسل - ...
- طهران.. مهرجان فجر السينمائي منصة فنية مهمة في المنطقة
- سقوط -شمس الأغنية- على المسرح وحملها علم الثورة السوري يثير ...
- أزياء وفنون شعبية وثقافة في درب الساعي
- رحيل أسامة منزلجي.. رحلة حياة في ترجمة الأدب العالمي
- مصر.. مفاجأة في قضية طلاق الفنان الراحل محمود عبد العزيز وبو ...


المزيد.....

- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - قراءة في نص -زيارة- لنجية نميلي /إنجاز :حيدر لطيف الوائلي