|
الدعوة الى تحريم الانتخابات والمراهنة على خلط الاوراق
خضر عواد الخزاعي
الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 21 - 22:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الدعوة الى تحريم الانتخابات والمراهنة على خلط الاوراق : تناقلت الاخبار بالاونة الأخيرة عن نية بعض مراجع المكون السني العراقي بأصدار فتوى دينية تحرم مشاركة السنة بالانتخابات البرلمانية ربما في محاولة للتصعيد وتأزيم الاوضاع مراهنة على ردود الافعال المساندة من المحيط الاقليمي والدولي لقضية يحاول البعض أعادة أنتاجها بأخراج جديد ويبدو أنها محاولة أخرى من جانب أطراف تعودت تأجيج الوضع العراقي كلما حاول أن يتخذ مساره الصحيح وهي ليست المرة الأولى التي يحاول فيها بعض ممن أعتبروا أنقسهم ممثلين ومرجعية للمكون السني بالعراق فلقد سبقتها دعوات أخرى بالعام 2005 وخلال التحضير لأنتخابات المجلس الانتقالي المؤقت في 30 كانون الثاني 2005 والذي كان مهمته الرئيسية كتابة وثيقة الدستور والتصويت عليها في 15 تشرين الاول 2005 وكانت تلك الفتاوي التي صدرت بوقتها من الشيخ حارث الضاري قد حرمت شريحة كبيرة ومكون مهم من أن يكون له ممثلين في ذلك المجلس وبلغت نسبة مشاركة المكون السني حينها بما يقارب 2% من محموع المشاركين . ثم تكررت الدعوات مرة أخرى برفض التصويت على الدستور ولقد فشلت المحاولة بعد أن فشلت محافظة نينوى في تحقيق نسبة الثلثين المطلوبة ورفضت مسودة الدستور بغالبية 55.08 بالمئة فقط ليقر الدستور بنسبة موافقة 78,40% فيما سجلت مشاركة واسعة للمكون السني في انتخابات مجلس النواب في 15 كانون الاول 2005 حيث بلغت نسبة المشاركة حوالي 70% من المكون السني ويبدو أن هذه النسبة جاءت كرد فعل على تعطيل الجهد السني بالمشاركة بالعملية السياسية التي بدأت بوادر تنظيمها وتاسيسها بالظهور خلال ثلاث عمليات اقتراع كان تجري تحت أشراف الأمم المتحدة ومراقبين دولين حيث صرحت وقتها كارينا بيريللي التي ترأس فريقا يقدم مساعدة فنية للحكومة العراقية تعليقاً على نتائج التصويت على الدستور أن نتائج الاستفتاء صحيحة ويجب الوثوق بها . في انتخابات 7مارس 2010 كانت مشاركة المكون السني كبيرة حيث شكلت القوائم الرئيسية للمكون برئاسة صالح المطلك نائب رئيس الوزراء و جمال الكربولي أمين عام الحركة الوطنية للاصلاح والتنمية (الحل ( و طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية و أسامة النجيفي رئيس البرلمان العراقي و رافع العيساوي وزير المالية نحالفاً مع اياد علاوي رئيس الوزراء الاسبق وحصلت على 91 مقعد من أصل 325 مقعد حيث أستطاعت من خلال هذا الحضور المتزايد من الحصول على نسبة كبيرة من المناصب السيادية وتكون مشاركتها فاعلة في صناعة القرار السياسي ثم حدثت الانتكاسة مرة اخرى قي بداية ديسمبر 2012 مع بوادر ظهور أول الاعتصامات التي كانت بدايتها مطالبات سلمية لبعض الحقوق المشروعة مثل الخدمات واطلاق سراح نساء معتقلات ثم تحولت بعد أن تم استثمارها من قبل بعض السياسين المغرضين الذين ركبوا موجتها ليكونوا في واجهة الخطاب السني المحرض تحولت إلى مطالبات تدعو إلى نسف العملية السياسية برمتها من خلال مطالبات بألغاء الدستور واطلاق جميع المعتقلين بما فيهم المتهمين بقضيا ارهابية والغاء قانون مكافحة الارهاب وحل هيئة المسائلة والعدالة لتتطور بوقت لاحق إلى المطالبة بتشكيل الاقليم السني من المحافظات السنية وما رافقه من تشكيل ميليشيات مسلحة تحت عناوين مختلفة مثل (جيش العزة والكرامة) ودخول عناصر معروفة بنشاطها مع القاعدة ومطلوبة للقضاء إلى ساحات الاعتصام وأعلانها التهديد السافر لكل مكونات العراق الاخرى وفي مرحلة لاحقة حاول البعض تدويل قضية الاعتصام من خلال مطالبات صريحة بضرورة تدخل تركيا والسعودية وقطر لفرض حل خارجي للاحداث وتحولت ساحات الاعتصام إلى ساحات تدريب للمسلحين وتهديد مستمر لأمن العراق حتى تحولت صلاة الجمعة إلى منابر للتهديد والطعن والتشكيك بعروبة العراقين وأسلامهم مع تصاعد الوتيرة التي وصلت إلى حد أعلان الزحف على بغداد لأسقاط الحكومة وما رافقها من احداث تعرض وقتل لمنتسبي القوات المسلحة والتمثيل بجثثهم مع دعوات مستمرة ومظللة لنواب وسياسين على التاكيد على موضوع الاقليم السني واستخدام لغة التهديد المباشر بالقتل والأبعاد لكل منتسب لا ينتمي إلى المدن السنية وكانت القنوات الفضائية ووسائل الاعلام الاخرى تنقل لنا يومياً الخطابات المحرضة بنفس طائفي وصرنا نسمع كل يوم الدعوات العنيفة لقتل (الصفوين ) وتنظيف أرض العرااق من (الفرس والمجوس ) وأن الاخرين هم (الخونة الانجاس والخنازير ) كل ذلك أوصل مشروع الاعتصام السلمي إلى باب مسدود وأصبحت خيارات الدولة والكثير من من اصحاب الراي الراجح السلمي غير مجدية وعاجزة تماماً لتنتهي صفحة الأعتصامات بالأتفاق الذي تم بين الحكومة والوجهاء ورؤساء العشائر في نهاية كانون الاول 2013 والذي تم بموجبهة رفع خيم المعتصمين وفض الاعتصامات بطريقة سلمية ولم تكد تنقضي ساعات حتى انقلب الوضع هناك بصورة دراماتيكية مع دخول القاعدة وداعش على خط الهدنة والمفاوضات وقيامها باستخدام السلاح وأعلان العصيان المسلح وقيامها بافتحام مدينة الفلوجة واحتلالها واعلانها أمارة أسلامية مع تأجيج الوضع العام بكل محافظة الانبار وفي ظل هذا الوضع المتأزم تنطلق الدعوات التي تطالب أهل السنة بمقاطعة الانتخابات وفي تناياها دعوات غير معلنة للعودة إلى المقاطعة ورفع السلاح وكأن التاريخ القريب يعيد نفسه ليتم أعادة صياغة المشهد السياسي العراقي بنسخة جديدة لا تختلف عن سابقتها وأن كانت تراهن اليوم على ضرف دولي وأقليمي متأزم معقد مستثمرة في ذلك ثقل الانظمة الرجعية بالمنطقة وتحالفاتها المشبوهة والتي عملت بوقت مبكر على مشروع أسقاط مجمل العملية السياسية بالعراق فهل ستجد هذه الدعوة لها آذان صاغية بالوسط السني بشقيه (السياسي – الشعبي ) ؟ في قراءة للمشهد العراقي الحالي نلاحظ أنحسار الدور المؤثر للأحزاب السياسية في وجدان المواطن السني الذي لم يحظى مع وجود كتل حزبية ورموز سياسية كبيرة بأي منافع مادية تذكر وبقي حاله حال أشقائه الشيعة الخاسر الأكبر من عمليات الشد والتجاذب السياسي والطائقي بين هذه الاحزاب مع ملاحظة ما جرى للنائب صالح المطلك رئيس الكتلة العربية ونائب رئيس الوزراء من أعتداء وأهانة على أيدي المحتجين كادت أن تكلفه حياته في الايام الاولى لاعتصام الرمادي وكذلك الحملة الشعواء التي تشنها وسائل أعلام وأوساط ثقافية وسياسية ضد كتلة متحدون الكتلة الاكبر للمكون السني بالبرلمان وزعيمها أسامة النجيفي وفي المقابل نلاحظ دخول رموز سنية معتدلة عشائرية وسياسية لها ثقلها في الشارع السني في قوائم مشتركة مع الشيعة أو تشكيلها لقوائم مستقلة فهل ستعمل هذه الاحزاب والشخصيات على سحب المواطن السني إلى صندوق الاقتراع ام أن الكفة ستكون هذه المرة مثل المرات السابقة للصوت والدعوات المعارضة والمهددة باستخدام العنف لكل من يحاول الاقتراب من صندوق الاقتراع ؟
#خضر_عواد_الخزاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صناعة التأريخ
-
الانتخابات العراقية والبديل الغائب
-
تأسيس الدولة العراقية الحديثة والخطأ التاريخي للمؤسسين
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|