غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 21 - 14:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الـــرهـــائـــن
Didier François
Edouard Elias
Nicolas Hénin
Pierre Torrès
هذه هي أسماء الصحفيين الفرنسيين المخطوفين الأربعة.. والذين تركوا داخل الحدود التركية من يومين.... واستلمتهم السلطات المخابراتية التركية.. ومن ثم نقلوا بطائرة إلى مطار خاص قرب باريس.. ووصلوا البارحة صباحا إلى فرنسا...
وقد دفعت فدية باهظة وكمية من الأسلحة الحديثة إلى خاطفيهم.. جبهة النصرة القريبة جدا من " القاعدة " حسب معلومات جريدة الفيغارو الفرنسية Le Figaroوالتي نوهت لوحدها من بين غالب وسائل الإعلام الفرنسية لهذه التفاصيل الهامة... ومن ثم نوهت بعض التسريبات أن الخاطفين قد يكونون من جماعات داعش..أو بعض التنظيمات أو الأمارات الصغيرة المحلية المنشقة... حيث كان الصمت المعتم على الجهة الخاطفة كاملا... حتى تبقى الشكوك موجهة باستمرار إلى السلطات السورية, والتي استنكرت من بداية اختطافهم على طريق حلب... ولكن السلطات الفرنسية الحالية تفضل التعتيم الكامل على هذا التفصيل بالذات... وما من أحد سوف يعرف حقيقة هذه التفاصيل.. ولكنها سوف تظهر يوما.. مــثــل العديد من المؤامرات الحربجية والإعلامية المضللة الكاذبة والتي تحاك ضد سوريا وحكومتها ونظامها وشعبها من عدة سنوات.. مما أدت إلى هذه الحرب الإجرامية الآثمة ضدها, والتي تسببت بربع مليون قتيل ,وآلاف وآلاف من الجرحى وملايين من المنكوبين والمهجرين والمشتتين... وأكثر من نصف البلد مهدم منكوب متفجر... وغياب غالب موارده الصناعية التي فككت ونهبت باتجاه الأراضي التركية.. بغطاء كامل من حكومة أردوغان ووزيره أوغلو...
والغريب المؤسـف أن رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند شكر نفس هذه الحكومة التركية لدى استقباله للمخطوفين لدى عودتهم على مطار Villa Coublay الحكومي الرسمي. نفس الحكومة التركية التي هي المسلح والمساعد والمدرب لنفس الجهات الخاطفة لهؤلاء العاملين الأربعة بوسائل الإعلام الفرنسية.
ولم يذكر اسم الجهات الخاطفة ويوضح, سوى بعد 24 ساعة من إطلاق سراحهم مغمضي الأعين على الحدود التركية. وكانت وسائل الإعلام تردد دائما : المخطوفون في سوريا.. يعني بأذن المستمع العادي عندما يسمع "المخطوفون في سوريا".. يفهم أن السلطات السورية هي التي خطفتهم... وبعد 24 أو حتى 36 ساعة بدأ بعض الصحفيين يتحدثون أن الخاطفين هم (على الأرجح ) كانوا مقاتلين إسلاميين متشددين.. وبعدها عن داعش أو جبهة النصرة بالتحديد... تلميحات مختلفة... كسؤال أحد الصحفيين لأحد المخطوفين : وهل كانت معاملة الخاطفين حسنة معكم.. لا.. ليس كل الوقت!!!... ولم يتوسع الصحفي ولم يعمق المتابعة... وكانت التلميحات دوما تعود إلى استعمل الكيماوي في مناطق الغوطة, ومسؤولية السلطات باستعماله... سؤالات جامدة مركزة على ضياع مسؤولية الخاطفين الحقيقيين.. وأن وجودهم كان هناك ضرورة لإعلام العالم عما يعانيه الشعب السوري.. وحمايته... ولكن من وجهة نظر المعارضة.. والمعارضة فقط... ومرحبا للمصداقية المرتبة... وخاصة أن المخطوفين أو الرهائن أمضوا حوالي يومين قبل وصولهم من الحدود التركية حتى مطار Villa Coublay الفرنسي ينتظرهم فرانسوا هولاند .. يرافقه وزير خارجيته فابيوس, لاستقبالهم شخصيا يوم عيد الفصح بالذات... وعندما نعرف آخر إحصائيات شعبية الرئيس هولاند التي تدنت حتى 14%... نعرف لماذا تمت مفاوضات إطلاق سراح هؤلاء الرهائن, والتي شارك بها سعوديون وقطريون وأتراك.. واهتم السعوديون, حسب بعض وسائل الإعلام, بدفع المبالغ أو الملايين والشروط المطلوبة, للإرهابيين المعروفين.. إذ أصبحت عمليات الخطف أولى موارد تمويلهم وتموينهم وتسليحهم... بالرغم من التصريحات الرسمية للدول الأوروبية والولايات المتحدة.. لا مفاوضات مع الإرهابيين والخاطفين... كلام ودجل ومنفخات استهلاكية.. لا تنطبق مع الواقع والحقيقة...
وعلى كل حال بعد عودة هؤلاء الرهائن إلى حياتهم الطبيعية.. بعد زمن من الراحة والاستشفاء والنقاهة, مما عانوه بفترة أسرهم.. وإنني سررت حقا لخلاصهم من أيدي المجرمين الخاطفين الذين يعيثون إثما وإجراما من سنين طويلة على الأرض السورية.. ضد المواطنين السوريين.. دون أن ننسى أن الدول الغربية ومنها فرنسا التي دعمتهم ومولتهم وجهزتهم ودربتهم بأموال سعودية وقطرية.. وتسهيلات تركية... لدى عودة هؤلاء الرهائن الأربعة إلى عائلاتهم وهدوئهم وضميرهم, لا بد أنهم يعرفون من خطفهم ومن عذبهم ومن جنزرهم في عتمة المخابئ, دون أن يروا النور أو زرقة السماء لمدة عشرة أشهر أو أكثر...كما صرحوا.. سوف يتذكرون خاطفيهم ويتكلمون عنهم بوسائل إعلامهم التي أرسلتهم لغايات معينة... هم بالذات يعرفون عصابات الخاطفين... ولا بد أن يفضحوا ويتكلموا.. رغم الضغط الي مورس عليهم لدى خطفهم وطيلة مدة خطفهم.. وبعد إطلاق سراحهم من السلطات والمؤسسات الرسمية والحكومية والمخابراتية... لا بد أن يفضحوا ويتكلموا... علنا نفهم بعضا مما كيف تمارس المؤامرات الإعلامية والتشويهية الموجهة.. والكذب القاتل الذي يستعمل ضد بلدان معينة.. حتى تفجر ويشتت شعبها.. ويهدد كيانها ووجودها... مثلما حدث في سوريا من ثلاثة سنين وشهرين... والتي أدت إلى حرب ضروس ضد ســوريا ونظامها وشعبها... وأرسلوا إليها مئات آلاف المقاتلين من ستة وثمانية دولة.. بالإضافة إلى تسليح وتنظيم وإثارة مقاتلي الداخل.. وتمويل معارضات هيتروكليتية صـالـونـيـة.. لم تتفق حتى هذه الساعة على أي برنامج سياسي أو اجتماعي لإدارة البلد.. تاركة جحافل من القتلة والذباحين تفجر الكنائس والجوامع والطرق والمدارس.. مـخـلـفـة أينما تعبر آلاف القتلى والخراب والموت.. دون أن تستطيع السيطرة عليها أو إدارتها... ومن هذه الجماعات خاطفو الرهائن الأربعة الفرنسيين.. رغم تعامي السيد فرانسوا هولاند بخطابه عنهم... ومدحه بكل تــعــام وغــبــاء للسلطات التركية الأردوغانية وشركائها من أصدقاء السيد فابيوس.. وزير خارجيته.. المخطط الأول لكل هذه السياسة العدائية ضد ســوريـا وشعبها........
لمتى الحقيقة الحقيقية عن قصة الرهائن الأربعة؟؟؟... آمل من بعض وسـائل الإعلام الفرنسية الــحــرة.. أو مـا تبقى منها.. أن تتجرأ وتظهر لنا هذه الحقيقة الغائبة اليوم......
***********
على الهامش :
ــ البارحة مساء وفي ساعة متأخرة من الليل, أجاب السيد لوران فابيوس, وزير الخارجية الفرنسية, على سؤال طرحه علية مفاجأة أحد صحفيي محطة تلفزيونية فرنسية.. فيما إذا كان هناك مقاتلون فرنسيون مع الجماعات التي خطفت الرهائن الأربعة الفرنسيين وحققت معها واحتجزتها.. أجاب فابيوس.. نعم يوجد فرنسيون وبلجيكيون وإيطاليون وغيرهم.. وهذا أمر مـقـلـق... وأغلق النقاش...
ــ نفس السؤال طرح هذا الصباح من قبل أحد مسوولي الإعلام الكبار بمحطة Europe 1 الفرنسية والتي يعمل بها المصور Edouard Elias و Didier François عن هوية خاطفيهم بمقابلة صباحية معهما, فكان جوابهما أنهم إسلاميون ملثمون, كان بينهم عديد ممن يتكلمون الفرنسية, بطلاقة فرنسية... وأضاف إدوار الياس أن الحرب في سوريا ستكون طويلة.. نظرا لتعدد جبهات المحاربين المعارضين واختلاف غاياتهم.. وأن الجيش السوري يحاربهم بقوة وتنظيم تفوق قوة وتنظيمات الفرق المحاربة المختلفة.. ولا مقارنة بين أساليب وغايات الطرفين...وأغلق الحديث.. نقطة على السطر
ولكن الغريب والعجيب والمستنكر أنني لم أسمع ولم أقرأ أية إدانة من الإعلام الفرنسي, أو غيره من وسائل الإعلام التي تشاهد أو تسمع أو تقرأ أية إدانة لهذه الجهات الخاطفة وأساليبها.. وما عاثت من خراب وقتل وفظائع مدان بأبسط الشرائع الإنسانية... وزيارة بسيطة لمدينة معلولا التاريخية السورية المسيحية, بعد مرور هؤلاء المحاربين الإسلامويين فيها, وما سببوا من خراب مركز مخطط, وتفجير كنائس أثرية معروفة وكنائس ورموز مسيحية تاريخية, لا تقدر بثمن... تظهر لنا طريقة هؤلاء المحاربين بالدفاع عن الحرية والديمقراطية في سوريا... ومتابعة الأوروبيين وبعض العربان وحكومة أوبــامــا, بدعمهم وتمويلهم وتسليحهم... وكانت تردد دائما كلمة الرهائن أو المخطوفين في سوريا... بدلا من الرهائن أو المخطوفين لدى داعش أو جبهة النصرة.. أو غيرهم من المحاربين الإسلامويين في ســـوريا!!!...
وهل أقــول يا لـــلـــعــار... أم يا لــلــغــبــاء من هذه السياسة العمياء والعرجاء...
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي ومحبتي وولائي واحترامي.. وأصدق تحية طيبة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟