أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - فرصتان ضاعتا فلا تضيعوا الثالثة














المزيد.....


فرصتان ضاعتا فلا تضيعوا الثالثة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 20 - 21:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرة هي فرص العراق الضائعة, لكني ونحن على ابواب الإنتخابات, ولصلة الموضوعة بالموضوع, سأحسب منها ثلاثا.
الأولى يوم كان بمقدور الجبهة الوطنية التقدمية التي جرى الإتفاق عليها بين البعثيين والشيوعيين في بداية سبعينات القرن الماضي أن تكتب تاريخا جديدا للعراقيين اساسه التسامح والعمل المشترك من أجل خدمة العراق. لقد كان الشارع العراقي مقسما حينها بين التيارين الكبيرين القومي بقيادة البعث والماركسي بقيادة الشيوعيين, وكانت هناك ثمة شخصيات من بين الطرفين قد أدركت خطأ الخلافات السابقة وعمق نتائجها المدمرة. ولا أدعي أن الصورة كانت وردية حينها أو أنه كان من السهولة تطوير تباشير تلك العلاقات الإيجابية بشكل إنسيابي وسياقي إذ ان مجموعة من العوامل كانت أربكت تلك العلاقات ووضعتها مرة أخرى على طريق, لم يتسبب بالضرر للحزبين فحسب, وإنما للمسيرة العراقية بشكل عام.
ولسنا الآن بصدد تحميل جهة على حساب اخرى أسباب ذلك الفشل, لأننا حينها سنكون قد أخذنا الموضوعة إلى مسار غير الذي نريده, وهذا المسار لن يتعدى بأي مستوى فرصة التذكير بتلك الفرصة الكبيرة الضائعة التي كان ممكنا لها أن توفر على العراقيين كثيرا من المحن التي مرت عليهم فيما بعد.
الفرصة الثانية التي ضاعت هي تلك التي خسرها العراقيون بعد الإنتخابات السابقة يوم فضل إئتلاف دولة القانون وإئتلاف العراقية على أن لا يتفقا على صياغة مشتركة لمستقبل العراق الجديد, وكنت واحدا من الذين دعوا إلى ذلك الإتفاق, وفي مقالة لي كانت بعنوان (الدلتا العراقية على ابواب ان تتكون) تصورت أن بعضا من النوايا الحسنة والأخلاقيات الصادقة بإمكانها أن تضع العراقيين مرة أخرى على طريق الوحدة الوطنية. لكن ذلك لم يحدث, وكان من نتائج العودة عنه إلى حيث التمسك بالخيار الطائفي وسياسة المحاصصة الطائفية والأثنية دخول العراق في النفق المظلم الذي هو فيه.
ومرة اخرى اقول, نفس الذي قلته عن الفرصة الأولى, إنني لست الآن بصدد تأشير من كان وراء ذلك, ومن الذي يجب ان يتحمل أكثر نتائجه, ليس لأن ذلك ليس ضروريا, وإنما لأني آليت أن لا يأخذني الحديث عن تلكما الفرصتين الضائعتين من نية المرور السريع عليهما لغرض الوصول إلى الفرصة الثالثة التي اتمنى أن لا تضيع أيضا كما ضاعت من قبلها الفرصتان السابقتان.
الفرصة الثالثة التي علينا ان نتمسك بها هي تلك التي سيوفرها لنا صندوق الإنتخابات القادمة.
أعلم أن كثيرا من العراقيين يئسوا من إمكانية الإصلاح لكن تعبيرهم عن ذلك الياس يأتي بصيغة سلبية, ذلك أن أغلبية منهم قد قررت ان تعبر عن يأسها ذاك عن طريق عدم الذهاب إلى مراكز الإنتخابات. إن موقفا كهذا, رغم أنه يعبر عن تطور إيجابي على عموميته, غير أن سلبيته تكمن في صيغة التعبير عنه, والأصح هو الذهاب إلى صندوق الإنتخابات لإختيار البديل.
ربما يقول قائل ان البديل الحقيقي الذي بإمكانه أن يتوافق مع صورة من نريد هو غير موجود, لكني أظن أن ذلك غير صحيح , وهو بالنتيجة إنما يعبر في حقيقته عن حالة هروب يظن الشخص انها ستعفيه من وجع الرأس, غير مدرك لما يسببه غياب صوته من صداعات مزمنة.
وفي كل الأوقات لا يمكن العثور على البديل الإيجابي أو على الخير المطلق, إنما تقاس الأمور بنسبيتها, وأظن ان المرحلة السابقة مثلما كشفت عن حقيقة ان نظام المحاصصة الطائفية هو أحد الأسباب الجوهرية لكوارثنا الحالية ومثلما هي عرَّت أيضا الأشخاص الذين يمثلون هذا النظام خير تعرية فإنها أشارت بشكل نسبي إلى ان هناك من يمكن الإتكال عليه للعبور من هذه المرحلة الظلامية.
وفي هذا السياق فإنني اضع ثقتي في فصيلين اساسيين هما الوطنية والتحالف المدني الديمقراطي, اللذين يمكن بنجاحهما, كل على حدة في البداية, وبإتفاقهما بعد ذلك على صيغة عمل مشترك, ان يساهما بإعادة الحصان العراقي الأصيل إلى مضمار سباقه من أجل البقاء والنهضة والتقدم.
إذن أيها العراقيون .. لا تضيعوا الفرصة الثالثة, ولا تتركوا لعقد سياسية سابقة أن تقف بينكم وبين إستيعاب المآسي التي لحقت بالعراق نتيجة ضياع الفرصتين السابقتين.
ولا تسقطوا عقد ما بينكم على العراق وإنما اسقطوا مصلحة العراق على هذه العقد تجدون أن طريق حلها يصبح سهلا.
وسأقول ان صوتكم هو عراقكم فلا تفرطوا به ولا تحجبوه.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضد الطائفية أم ضد طائفي
- الذبح على الطريقة الإسلامية
- قارئ كف
- خندق بغداد
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا .. (ثالثا)
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا .. ثانيا
- لعن الله القاعدة وداعش والطائفيين أيضا ..
- (السيسي) المصري .. و(السيشي) العراقي
- مرض الخرف المبكر
- صدام أراد أيضا أن (ما ينطيها) وليس المالكي فقط.
- مخاطر التمديد المفتوح لمنصب رئيس الوزراء
- مستحقات النادي الإقليمي ودور الضحية
- ثانيا .. صلاح عمر العلي والحرب العراقية الإيرانية
- صلاح عمر العلي والحرب العراقية الإيرانية
- إنتفاضتان .. كلاهما مجني عليه
- الإنفجار الصدري .. محاولة للقراءة
- شكرا صحيفة الصباح الجديد .. شكرا إسماعيل زاير
- المرجعية الشيعية بين ورطة النظام والنظام الورطة
- إبن ملجم حينما يبكي عليا .. ويزيد حينما يبكي الحسين
- الشيعة.. كمن يقتل نفسه لكي لا يقتله غيره


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - فرصتان ضاعتا فلا تضيعوا الثالثة