أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - قراءة في -فنجان- الصراع السوري!














المزيد.....

قراءة في -فنجان- الصراع السوري!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 20 - 13:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد البشيتي
ويُراد لسورية أنْ تكون اللَّحْد لـ "الربيع العربي"، الذي كانت له تونس مَهْداً؛ ويُراد لشبابه الثوري، الذي فاجأ العالَم بمعجزته الثورية، أنْ يتعلَّم دَرْساً، لا ينساه أبداً، في "الإحباط الثوري التاريخي"، وأنْ تَهْرَم روحه الثورية قبل أنْ يَهْرَم هو، وأنْ يَفْهَم تجربته على أنَّها خَيْر وأقوى دليل على أنَّ الطريق إلى جهنَّم مبلَّطة بالنِّيَّات (الثورية) الحسنة؛ ورُبَّما يَخْرُج من بين ظهرانينا من يَلْعَن الولايات المتحدة، وسائر الغرب المُنافِق في خطابه الديمقراطي، مُتَّهِماً القوَّة العظمى في العالَم بـ "خيانة" الشعوب العربية كما "خانت" بريطانيا العرب الذين هَبُّوا إلى الثورة على الحُكْم العثماني؛ لكنَّ التاريخ لن يرى إلاَّ خيانتنا لأنفسنا؛ فلو لم نَخُن أنفسنا، والأهداف التي من أجلها نَزَل الشعب إلى الشارع، لنَزَلت علينا "خيانة" الغرب بَرْداً وسلاماً.
قُلْتُ "رُبَّما"؛ فرُبَّما لن نرى هذا الغرب مُتَّهَماً بـ "خيانة" العرب، في "ربيعهم الشعبي الثوري"؛ لاختفاء "المُتَّهِم" نفسه من "الوجود السياسي ــ التاريخي"؛ فـ "الخَلَف" من دُوَل (أو دويلات) القبائل (الطائفية هذه المرَّة) قد يكون هو المُحْتَفِل، سنوياً، بنَيْلِه "استقلاله (وحريته)"، فَمِنْ موت "الأُمَّة" كُتِبَت (وكانت) له حياة؛ وهذا ما يشبه نظرية "التخلُّص من الدَّيْن (الثقيل) بالتخلُّص من الدَّائن نفسه".
حتى الآن (و"الآن" فيها من المستقبل أكثر مِمَّا فيها من الحاضر) سورية هي وحدها المهزومة؛ وهزيمتها لن تُتَرْجَم إلاَّ بهزيمة لـ "الربيع العربي" كله؛ فإذا بقي بشار، وإذا ما انتصر، مع حلفائه الدوليين والإقليميين، أيْ أسياده، فسورية هي المهزومة؛ وإذا ما استمر الصراع (الذي نعاينه الآن، ونعاني تبعاته وشروره) بما هو عليه من ماهية وخواص، فسورية هي المهزومة؛ وإذا ما انتصرت "المعارَضَة، بما هي عليه من ماهية وخواص، فسورية هي المهزومة.
"السياسة"، ومعها "المستقبل السياسي لسورية (وللصراع فيها)"، لا تُقْرَأ، ولا تُفْهَم، إلاَّ حيث يدور ويحتدم القتال (الذي هو اقتتال، وقَتْلٌ، وتَقْتيل). من دمشق، يقود بشار حرب التأسيس لـ "دويلة الساحل"، والتي يُراد لها أنْ تكون "الأقوى"، وأنْ تظل بمنأى عن حرب الموت والدَّمار التي يخوضها ويقودها بشار (وحلفائه) في سائر سورية؛ فسورية، باستثناء إقليم "دويلة الساحل"، يجب أنْ تُدمَّر، بمدنها وأحيائها ومنازلها ومنشآتها وبُنْيَتِها التحتية؛ أمَّا سكَّانها فلا خيار لديهم إلاَّ "اللجوء" أو "النزوح"؛ ولقد كانت "كَسَب" الثغرة في هذا الجدار المنيع.
أمَّا "حزب الله (اللبناني)"، و"أشِقَّائه" من العراقيين، فَنَفَثَ في روع "الطائفة" و"مجاهديه" أنَّ "التكفيريين" في الطريق إلى معاقله، يَسْتَحِثُّون الخطى، وأنَّ "الموتى العِظام"، مع أضرحتهم السورية، في خَطَر؛ ولا بدَّ من "الذِّهاب إليهم (في سورية) قَبْل أنْ يأتوا إلينا"؛ و"التجربة الجهادية" في سورية، وبألوانها الإسلامية المختلفة، تقيم لنا الدليل على أَمْرَيْن: أنَّ المسلمين كانوا، وما زالوا، في "حرب أهلية (طائفية)" هي الأطول في التاريخ، وأنَّ غالبية شهداء المسلمين هُمْ قَتْلى على أيدي مسلمين.
ولَمَّا نَظَرْنا إلى "الأرض" حيث يدور ويحتدم القتال (محاماةً عن موتى وماضٍ ما زال حيَّاً يُرْزَق في حاضرنا ومستقبلنا) بانَت لنا "الحقيقة" عارية من الوهم؛ فما هي إلاَّ حرب لـ "الوَصْل (الجغرافي)" بين "دويلة الساحل" وبين معاقِل الحزب، وفي مقدَّمها "معقل الهرمل"؛ فـ "مجاهدوه" احتلوا من الأراضي السورية المحاذية للبنان ما يمكن أنْ يكفي لإقامة "شرائط جغرافية" تَصِل "دويلة الساحل" بمعاقله اللبنانية (الهرمل على وجه الخصوص، أو حتى الآن) وبـ "معقل بشار" في العاصمة؛ وموانئ "دويلة الساحل"، وفي مقدَّمِها ميناء طرطوس، تَصْلُح للتأسيس لعلاقة استراتيجية، في شرق المتوسط، بين روسيا وإيران، تَنْتَفِع منها هذه "الدويلة" و"حزب الله".
ورُبَّما لا تكون هذه النتيجة هي نهاية هذا المسار؛ فإنَّ ما يشبه "المجال الحيوي" لهذه "الدويلة" يمكن أنْ يُقام؛ فنرى "دويلة الساحل" على شكل "قوَّة احتلال" في أجزاء ومناطق أخرى من الأرض السورية؛ ونرى اللاجئين والنازحين عاجزين عن العودة؛ خَوْفاً من بطش "قوَّة الاحتلال"، ولأسباب موضوعية، في مقدَّمِها خراب ودمار "المكان" الذي يريدون العودة إليه؛ ورُبَّما تَلِد المأساة مهزلة، فتُصْدِر الأمم المتحدة قراراً كقرارها الرقم 194، تؤكِّد فيه حقَّ اللاجئين (السوريين) في العودة أو التعويض!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا الشعب تخلَّى عن -الحرية- في سبيل -الأمن-!
- القانون الكوزمولوجي الذي يَحْكُم تطوُّر الكون
- حتى نُحْسِن فَهْم سياسة الولايات المتحدة!
- -العدم-.. تلك الفكرة الغبيَّة!
- في -الخَطِّ العُقَدي- الهيجلي
- أخطاء يرتكبها -ماديون- في دفاعهم عن -المادية-!
- -النقود الإلكترونية-.. ثورة نقدية تقرع أبواب القرن الحادي وا ...
- هكذا تموت الأُمم.. العرب مثالاً!
- -الوسيط- كيري!
- -الحركة في المكان- و-الحركة المكانية-
- نظام دولي جديد يتدفق في أنابيب الغاز!
- -التناقض- في ظاهرة -انحناء المكان-
- -المعرفة- بصفة كونها -صناعة-
- كيف نَفْهَم -خصائص- الشيء؟
- واشنطن وموسكو.. صراعٌ لتبادُل المصالح!
- تاجِر الإعلام عبد الباري عطوان!
- في التسميات والأوصاف الطائفية
- عندما يحامي بيكر عن -الدولة اليهودية-!
- إذا ما احتفظت المعارَضَة السورية بسيطرتها على كسب!
- هل هذا -نوع آخر- من -المادة-؟


المزيد.....




- رئيس CIA الأسبق يعلق لـCNN على تطورات قضية مؤسس ويكيليكس جول ...
- منها -خنزير باربي-.. علماء يوثقون كائنات مذهلة بالمحيط الهاد ...
- شاهد الطريقة الفريدة التي يتبعها منشق كوري شمالي لإيصال معلو ...
- اتهام زوجين أمريكيين باستعباد أطفالهما بالتبّني
- لافروف: شيء واحد فقط يهمنا وهو أن لا تأتي التهديدات لأمننا م ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدميره مربضا لإطلاق الصواريخ في رفح (ف ...
- -تشكُّل حركة قوية مناهضة للحرب في إسرائيل أمر ممكن-- الغاردي ...
- اللون البرتقالي يغزو برلين: مشجعو هولندا يهيمنون على شوارع ا ...
- الجيش الأمريكي يدعو وسائل الإعلام إلى أول جولة في رصيف غزة ا ...
- المعارضة الكينية تدعو الحكومة لسحب مشروع قانون المالية


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - قراءة في -فنجان- الصراع السوري!