حسين مالك الصرايرة
الحوار المتمدن-العدد: 4428 - 2014 / 4 / 18 - 20:35
المحور:
الادب والفن
إنّا باستهلاكنا المخزون المتواضع من "كيمياء" الحياة.. وما بتلك الغدد الطّرشاء ومحتوياتها من الوقود الجّامح عن الاحتراق.. أعني الخليط المنفجر في رأس المحرك الأشبه بناصيتنا "الخاطئة".. نقطع "أشواطاً" من الخطوات في سبيل هدف ما.. وهذا ما يفسّر أنّ الوجود لا يحمل أيّ معنى.. ببساطة فمعناه مختلف بين عياله..
تلك الأشواط تئيض فينا.. -على رصيدنا المتبقي من النبض-.. حمولة جرّة غاز هربت من المصفاة للتوّ.. أسموها لغايات اللّباقة "هرمونات".. "سيرتونين" "أوكسيتوسين" و"دوبامين".. وغيرها من الوقود الخالي من الجدوى..
كل هذا ليس مهماً.. المهم أين يصل بك هذا الجسد.. علبة المسننات الغارقة في الدّمّ ذاك.. أين..؟!
خطر ببالي مَثل شرق أوروبي يقول.. "إذا ما كنت تتمنى الغرق.. فلا تخوضنَّ في الماء الضَّحل.."
وأرى أن الغرق ليس نهاية بطبيعة الحال.. فنحن غارقون في هوائنا طوال الوقت.. ولا نموت..!
إذن الفرق يكمن فيما نغرق ولم نغرق.. إذا كانت الغاية البقاء واقفاً.. فهذا محبب بين الناس مرغوب عند العامة.. لكنك ستجد نفسك في آخر المطاف مجرد ضحيّة أخرى لهذا العالم..
علينا أن نسأل ونتمرّد ونشكّ.. ونضرب أخماساً بأسداس.. على فرض أنّنا نعيش إلى المالانهاية..
أو قد لا نكون أي شيءٍ من هذا كلّه.. من يدري؟!
#حسين_مالك_الصرايرة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟