فؤاد قنديل
الحوار المتمدن-العدد: 4428 - 2014 / 4 / 18 - 08:33
المحور:
الادب والفن
رحل عن عالمنا الملبد بالغيوم والعواصف والأيام الحزينة الكاتب الروائي الكولومبى جابرييل جارثيا ماركيز أبرز كتاب السرد في النصف الثاني من القرن العشرين بعد مرض شديد الوطأة أخذ ينهش في ملكاته بالتدريج ودأب وإلحاح كل يوم حتى توقف عندما تأكد أن الرجل العظيم قد فقد كل مهاراته وذاكرته وقدراته النادرة على تحويل كل قبح الدنيا إلى جمال ومتعة ، وكان ذلك عندما بلغ عمرا يناهز السابعة والثمانين ، وقد رحل العظيم بعد أن عاش زمنا عريضا وفسيحا كفاه ليروى قصصه وقصص بلده وعاهراته اللائي ساعدنه على الإبداع وشجعته على مجاوزة الواقع حتى أصبح هو ذاته أسطورة مثل الأساطير التي صاغها لقرائه كي ينظروا إلى الحياة عبر نوافذ جديدة أكثر تسامحا وتعاطفا وحبا حتى لو كان ذلك في أزمنة الطواعين والجوع والحروب والكوليرا.
ومن المتوقع أن يحزن عليه العالم أجمع خاصة القراء الذين عشقوا حروفه وإبداعه الأصيل والمجدد والفانتازي ذا الروح الساحرة التي استطاعت أن تلهم الآلاف من كتاب القصة والرواية حول العالم وسوف تظل الساحات الثقافية تدرس وتناقش أعمالة وتستمتع بأسرارها وأعماقها المجتشدة بالجمال والعبقرية والجاذبية الفكرية والفنية الآسرة .. لقد رحل ماركيز الجسد فقط لكنهماركيز الكاتب لن تحترق أوراقه بنار الموت بل سيظل حيا كأفضل ما يكون الأحياء.
#فؤاد_قنديل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟