|
وداوها بالتي كانت هي الداء
حيدر حسين سويري
الحوار المتمدن-العدد: 4428 - 2014 / 4 / 18 - 01:36
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
بحث بسيط ، اردنا من خلاله بيان رأي ، وكشف صورة نفسية واجتماعية لما تعيشه شريحة معينه من المجتمع العراقي والعربي بصورة خاصة ، والمجتمع العالمي بصورة عامة ، من خلال التحولات النفسية والاجتماعية ، مقترنة بعاملين مؤثرين جداً هما عاملا الزمان والمكان حيث ان هذان العاملان يلعبان الدور الرئيسي في هذه التحولات فما نجده اليوم جيدا قد يكون في زمان ومكان اخرين سيئاً وبالعكس ..... في عصرنا الحالي اعلن عن السمنة بانها مرض يجب الوقاية والعلاج منه ، ولكن ياترى ما اسباب هذا المرض ؟!! انا لست من المختصين في المجال الطبي ولكني ابحث الموضوع من جانب نفسي اجتماعي في نفس الوقت ..... بملاحظة بسيطة من خلال مجتمعنا العراقي ، قبل عقد ونيف من الان كانت النساء بشكل خاص تبحث عن ادوية طبية تمكنها من زيادة وزنها لانها بذلك تكون مرغوبة من الرجال وخطبتهم فالرجل العربي ينجذب الى المراة السمينة ( المربربة) ، فاستخدمت بعض النساء الدواء المعروف باسم (الدكسن) والذي يستخدمه مرضى ضيق التنفس ، حيث يقوم هذا الدواء بنفخ خلايا الجسم !! ومضاره لا تحصى على قول المختصين ..... واخريات استخدمن دواءاً اخر اسمه (البرياكتين) ويقال بانه يفتح الشهية للطعام !! وكذلك ذكر لي صديق صيدلاني بان الامر ليس محصورا على النساء فقط بل تعداه الى الرجال ، فانك ترى احدهم اليوم بشكل وتراه بعد يومين بشكل اخر فلا تعرفه !!! .... اليوم بدأت النظرة تتغير وبدء الرجل يبحث عن الفتاة الرشيقة ذات القوام الممشوق وكذلك بدءت المرأة بالبحث عن الشاب الرياضي الرشيق ، ولكن ظهرت مشكلة اخرى وهي بحث الاثنان عن دواء الترشيق ، فدخلت الاعشاب هذه المرة لتجد لها مكانا بين الادوية الكيمياوية وهي ترفع شعار (ان لم ننفعك فنحن لا نضرك ) ولكن هل هذا صحيح فعلاً ؟!! ........ من جهة اخرى كان ومن المتعارف عليه بين اوساط المجتمع انه اذا كان احد ما سميناً (بدين) يقال عنه بانه مرتاح ، ذو بالٍ صافٍ وغني غير محتاج ، وقد يكون اكله من النوع الجيد والكثير ، وعلى العكس منه الشخص النحيف ، وكثر الموروث القصصي بمثل هذه الحكايات منها هذه الحكاية : كان أحـد المـلـوك القـدماء سـميـنا كثـير الشـحم واللحـم يـعـاني الأمرين من زيادة وزنه فجـمع الحـكمـاء لكي يجـدوا له حـلا لمـشـكلته ويخـفـفـوا عنه قلـيلا من شحمه ولحمه . لكن لم يستـطيـعوا أن يعـملوا للمـلك شيء.ـ فجـاء رجـل عاقل لبـيـب متـطبـب .ـ فـقـال له المـلـك عالجـني ولك الغـنى .ـ قال : أصـلح الله المـلك أنا طبـيـب منـجم دعني حتى أنظـر الليـلة في طالعـك لأرى أي دواء يوافـقه .ـ فلمـا أصـبـح قال : أيهـا المـلك الأمــان .ـ فلـما أمنـه قال : رأيت طالعـك يـدل على أنه لم يـبق من عمـرك غـير شـهر واحـد فإن إخـترت عالجـتك وإن أردت التأكد من صدق كلامي فاحبـسـنـي عنـدك ، فإن كان لقولي حقـيـقة فـخل عني ، وإلا فاقـتص مني .ـ فـحبـسه ... ثم أحتـجب الملك عن الناس وخـلا وحـده مغـتمـا ... فكلما انسلخ يوم إزداد همـا وغمـا حتى هزل وخف لحـمه ومضى لذلك ثمأن وعشرون يوما وأخرجه .. فقـال ماترى ؟ فقال المـتطـبـب : أعـز الله المـلـك أنا أهون على الله من أن أعلم الغـيب ، والله إني لا أعلم عمـري فكـيف أعلم عمـرك !! ولكن لم يكن عنـدي دواء إلا الغـم فلم أقدر أجلب إليك الغـم إلا بهـذه الحـيـلة فإن الغـم يذيب الشـحم .ـ فأجازه الملك على ذلك وأحسـن إليه غاية الإحسان وذاق الملك حلاوة الفـرح بعـد مـرارة الغـم .انتهى ولكن نرى اليوم بان الدراسات الطبية تقول بان من اسباب مرض السمنة الرئيسية هو عامل الغم والهم واجريت ابحاث في هذا المجال واثبتت ذلك ..... وصراحة استهوتني الفكرة فخرجت ابحث عن عينة من السمان والتقيت بهم وتعرفت عليهم وبعد عدة محاولات معهم من خلال طرح الاسئلة العامة ومتابعة عملهم وحياتهم الاسرية وجدت ان هذه الدراسة صحيحة حيث كانت بعض النساء عوانس (غير متزوجات) والبعض الاخر منهن جالسة في البيت لا تغادره الا في مناسبات خاصة ، عموما فان اغلبهن غير منفتحات على الحياة ولايشعرن بالسعادة ، وكذلك الحال مع الرجال لقد وجدت بان السمان منهم يحملون هموما واوجاعا كثيرة ..... نخرج بحصيلة من هذا البحث البسيط : ان ما كان سببا لشفاء مرضٍ ما في زمان ومكان معينين قد يكون في زمان ومكان اخرين سببا لوجود المرض ، ولذلك قيل : وداوها بالتي كانت هي الداءُ ..... ومن المفاراقات , قرأت في احدى المواقع الالكترونية انهم اكتشفوا وفي استراليا بالتحديد علاجاً لسرطان الرئتين الذي يسببه دخان السكائر بنوع من التبوغ التي تستخدم في صناعة السكائر!!
#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زمن العجائب !!!
-
أكرام الضيف والتطور الحضاري
-
قصيدة - حيرة -
-
نقمة النسيان
-
قصيدة - صديقة -
-
سياسة الأزمات
-
قصيدة - قطرٌ وحجاز-
-
مكرمة الرئيس!! ألغاء الدوام الرسمي ليوم السبت
-
قصيدة - المؤتمر -
-
مظلومية المرأة العربية
-
ماذا يحصل لو ..... ؟!!
-
المناهج الدراسية والتطور التكنلوجي
-
ريفان 2
-
العالم والجاهل
-
قصيدة - فطام -
-
العين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم
-
كيف اراك ؟!
-
قصيدة - فاتنة -
-
مَن المستفيد ؟!!
-
قصيدة - ريفان -
المزيد.....
-
مصطفى شعبان بمسلسل -حكيم باشا- في رمضان
-
شاهد: أصدقاء وأقارب الأسيرة الإسرائيلية آغام بيرغر يحتفلون ب
...
-
حركة حماس تعترف بمقتل قائد جناحها العسكري محمد الضيف
-
القاهرة: لا لتهجير الفلسطينيين من أرضهم
-
عمّان.. رفض قاطع لتهجير الفلسطينيين
-
حماس تنعى عددا من كبار قادتها العسكريين وفي مقدمتهم القائد ا
...
-
سـوريـا: مـا هـي طـبـيـعـة الـمـرحـلـة الـجـديـدة؟
-
الدولي المغربي حكيم زياش ينضم إلى نادي الدحيل متصدر الدوري ا
...
-
العراق ومصر يجددان رفضهما لتهجير الفلسطينيين
-
الجيش الفرنسي يسلّم آخر قاعدة له في تشاد
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|