اهتمامات المندوب الفرنسي

غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4426 - 2014 / 4 / 16 - 22:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

السفير الفرنسي لدى منظمة الأمم المتحدة السيد جيرار آرو Gérard ARAUD, بمؤتمره الصحفي هذا اليوم, كان منشغلا بشرح اهتمام حكومته بإضبارة تقديم جميع مسؤولي النظام السوري الحالي, إلى محكمة الجنايات الدولية... مشروع مشترك تتقدم به كل من قطر والسعودية بالاشتراك مع الحكومة الفرنسية الحالية, ووزير خارجيتها لوران فابيوس... ولما جاء دور مندوب قناة الميادين اللبنانية في واشنطن ونيويورك الصحفي المعروف نزار عبود.. طرح على السيد آرو السؤال التالي بالإنكليزية : ولماذا يا سيادة السفير.. لماذا لا تهتمون باختفاء ثمانية عشر ألف طفلة وطفل سوريين, بثبوتيات العديد من المحققين والإعلاميين الحيادين والأطباء العاملين بمنظمات إنسانية خاصة... اختفوا داخل الأراضي التركية.. كما استعمل غالبهم بتجارة الأعضاء, والتي استعملت بعمليات جراحية تجارية إجرامية, يقوم بها جراحون مجرمون بتغاض وغض نظر من السلطات التركية... أجاب السيد السفير الفرنسي العتيد... هاتان إضبارتان معروفتان.. ونحن كحكومة فرنسية.. وأنا شخصيا اهتمامنا بالإضبارة الأولى.. إدانة السلطات السوريةّ!!!... يا لعار هذا الجواب من ممثل أممي ... لدولة فــرنــســا, هذه الأمة التي علمت عبر التاريخ, ونشرت بالعالم كله مبادئ حقوق الإنسان وحقوق الطفل وصيانة الحريات الإنسانية... السيد آرو... السيد آرو يخجلني ويحزنني, لأنني عملت وساهمت وساعدت هذا الحزب الاشتراكي الفرنسي, خلال نصف قـرن من إقامتي في فرنسا... ولكنني من أجل تصرفات معلمه السيد فابيوس, تجاه ســوريا وأزمات المشرق.. لم أصوت لهم بالانتخابات البلدية الأخيرة الهامة, والتي خسروها الشهر الماضي...
ومن الجدير بالذكر أن السيد نزار عبود, لما أحرج السيد السفير آرو بسؤاله المنطقي الواقعي المباشر.. انتفض معاليه ازدراء وغضبا وأجاب الصحفي, أنت تعمل للمخابرات السورية.. فأجابه السيد عبود بكل ثقة واتزان : أنت مخطئ يا سيادة السفير.. لأنني صحفي حـر, مجاز منذ أكثر من عشرين سنة من منظمة الأمم المتحدة...
ولكن هذا لم يردع السيد السفير عن اهتمامه بالموضوع الأول.. اهتمامه بإدانة المسؤولين السوريين.. ولا شـيء آخر.. لأن الحقائق الحقيقية الإنسانية المهمة.. ليست على أجندة اهتماماته والأوامر التي يتلقاها من معلمه السيد فابيوس... إدانة سوريا وحكومتها.. وتشتيت وتفجير الوطن السوري.. والشعب السوري.. والكيان السوري... حتى تتوسع صديقتهم وحبيبتهم وشريكتهم... دولة إســرائيل... وتوسعها على حساب تعدياتها ومؤامراتها على جيرانها جيرانها.. ولا شيء آخر...
كما أذكر شخصيا سيادة السفير الفرنسي آرو, أنني لم أسمع منه ولا أي من زملائه الناتويين, أية صرخة غضب أو انتفاضة, لدى عمليات المحاربين الشيشان وغيرهم على الأراضي السورية وذبحهم وقتلهم لأسراهم ونهشهم لقلوبهم... ولا كلما فجروا كنيسة وذبحوا قسسها ورهبانها... حتما.. كل هذه الأمور... ليست على أجندته... ولا انشغالاته الشخصية...
وعرباننا نائمون.. مشاركون في الخيانات والتعديات والغباء.......
*********
أنا شخصيا, سوف أرسل هذا المساء, إلى منظمة مراسلين بلا حــدود
Reporters sans Frontières الفرنسية, لألفت انتباهها إلى هذه الغلطة الديبلوماسية والتعدي على مصداقية إلإعلامي السيد نزار عبود, رغم عدم ثقتي بهذه المنظمة, وارتباطاتها بنفس الخط الذي يرتبط بـه مع الأسف السيد آرو... وأنها ستكون ــ كالعادة ــ صرخة بوادي الطرشان.. لأننا نعلم أن غالب الإعلام الفرنسي والأوروبي.. كما الأمريكي.. مرتبط بشكل مختوم.. مع الصهيونية العالمية وأجنداتها ومخططاتها البعيدة الأمد... ولكنني سأكتب لهم.. تـأدية لواجبي كإنسان حــر...
ولكنني آمـل ألا يبقى هذا التعدي المغرض المفتوح من الممثل الرسمي الفرنسي في الأمم المتحدة, على الإعلامي نزار عبود.. ضائعا.. بلا محاسبة.. كمجمل التعديات التركية ــ الناتوية ــ الأمريكية ــ العربانية على سوريا وشعبها.. وتزوير الحقائق ضدها بشكل إعلامي علمي عالمي منظم.. حتى تستمر التعديات والتفجيرات على أراضيها وتقتيل شعبها وأطفالها.. كما يحدث في معلولا.. وكما يحدث من أطلاق صواريخ على مدارس أطفال, داخل مدينة دمشق.. وسقوط ضحايا بريئة.. دون أن تهتز اهتمامات سيادة السفير آرو.. أو ضميره... لأن تفجير كنائس معلولا وقتل أطفال دمشق.. لا قيمة لها بأجندته الجاهزة من عشر سنين, على خفايا مؤامرات جاهزة ضد سوريا وشعبها... يا لـلـعـار... يا لـلـعــار...
لكن الحقيقة الحقيقية, لا بد أن تظهر يــومــا... وسوف تحاكم أنت ومعلمك أمــام المحكمة الجنائية الدولية.......
بـــالانـــتـــظـــار
للقارئات والقراء الأحبة.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي وولائي واحترامي.. وأصدق تحية طيبة مهذبة...
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا

#غسان_صابور (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات