حصريا...فضائيا معنا تتجرد إنسانيا.

أحمد سيد نور الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4426 - 2014 / 4 / 16 - 15:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

كلمة تبث صوتا و تلصق حرفا على شاشات الفضائيات لتعنى لدى المتلقى السلبى أى المشاهد لقاء صحفى مع نجم لامع ، سيرة مفكر أو سياسى مشهور أو مسلسل تكلف ملايين يعرض لمحبى و عشاق أبطاله و ربما نال برنامج تاج الحصرى لسخونة مواضيعه الخاصة بضيوفه .ظهرت مصاحبة لحلول الأقمار و الفضائيا ،لكن المتأمل و المدقق لما يطلق و يبث عقب تنويه قناة ما للكلمة من محتوى إعلامى أو فنى يلاحظ انها تعنى فى الأغلب أو تكافىء معانى الحزن ،اليأس ،هدر القيم الأجتماعية،حقن العقول باليأس و الخنوع .
فكل ما هو منبوذ و مرفوض صار قسرا و حصريا على الفضائيات العربية .
أمثلة ل ...حصريا
• ننفرد بكواليس قضية إنكار او لإثبات نسب للفنان ...
• تابعونا مع أول لقاء لمغتصب الطفلة ...
• معنا فقط نكشف سر العلاقة بين فلان السئول و سيدة الأعمال
• قاتل والدية بالصعيد.
• ذبحت رضعيها إرضاء لعشيقها
• نكشف سر تسريب مكالمة أو مقطع لصحفى أو مسئول ما
• الطبيب أو الدجال المتهم بمواقعة زبائنه من النساء
حصريا ذات منبع و مصب
1. المنبع ما هو مرتبط بإدارة و تنمية أموال بأستثمار فرد فى الفضائيات ،خصوصا مع توقف الأنتاج النافع و ثبات موارد الحكومة على ذات البنود من سياحة ،قناة السويس ، بترول ...ألخ فلا زراعة حقة ، صناعة راسخة أو تجارة رائجة عالميا ،فمالك القناة و منتج المحتوى يبحث عن مورد أو تغطية لمصاريف و أجور العاملين فيطرق ما هو غريب و إن كانت حادثة عابرة لا ظاهرة منتشرة كسرقة أعضاء بشرية لأستخراج الأثار كمثال . هذا أولا
2. و ثانيا المصب و هم المتابعين أو الجماهير الذين أُنهكوا نفسيا من جرعات البث المتواصل لمشاهد و مقاطع ترسخ العنف ،الفوضى و تجنيس العلاقات الأنسانية ففسدت الذائقة لدى معظمهم فما هو يطرب الآن الآذان و ينعش العيون برامج الحنجرة الصاخبة لمقدم الفقرة مع موسيقى تصويرية توتر الأعصاب و لقطات متسارعة لوجوه عابسه باكية أو ملوثة بدماء و تسخين المادة بمداخلات سُباب أو بكاء لحال ضحية جريمة أو إهمال إدارة .
و بقراءة الكتاب الجميل و الممتع "ثقوب فى الضمير" نجد أن مؤلفه عالم النفس د.أحمد عكاشة يؤكد على ضرر تكثيف و تكرار مواد ذات محتوى و فحوى سلبي كمشاهد المخدرات ،أخبار الأغتصاب و التحرش ، العنف اللفظى و الفوضى المعدة ببلاتوه الأستديوهات بين الضيوف و المحاور بدعوى كشف المستور و حرية النقد ...ألخ إلى أن وصل الأمر الآن ببرامج التوك شو المحلاة "حصريا " أن تشمل خلع أحذية لأشباه مفكرين أو مدعى علماء ،قذف الأعراض و إيحاءات بشذوذ بين المتخاصمين ، تلميحات عن نفخ أو كبس مناطق و أماكن لدى الأناث من النجمات فهذا حصريا لدى القناة .
فبتكرار عناوين صحفية جذابة ك ... إلقاء الضوء ،عدم دفن الرأس بالرمل ، كشف المعايب ، لفت نظر المسئوليين ، قرع جرس الأنذار المبكر،مناقشة أسباب إستفحال ظاهرة كذا تطفح القناة بما هو ضار .
كل هذا يحصن نفس الفرد فيتحول من مرحلة الأشمئزاز مرورا بالتبلد و عدم الأستجابة برفض أو تجاهل ليصل فى الأغلب لممارسة ذات الأمر او إتيان الأفعال و هذا ما نلمسه الآن.
فصور الرؤوس المنفجرة والأشلاء عقب أى إنفجار تبثه أخبار قناة ،أومقطاع السلاح الأبيض ، سب الوالدين ،خيانة الزوجات ،شم و إدمان المخدرات و الميكفات إلى اللسع على القفا فى الأفلام صنعت جيلا مجوف عقله الجمعى أو الوعى العام متوحد مع الميديا فالكل يتوحد ثم يطبق بالشارع ،العمل و التجمعات لينشد نهاية البطل فيفوز بالحبيبة المقهورة مع تناوله للمحرمات و قضاءه على الخصوم و الأعداء بمطاوة دون إشارة او تلميح لدولة القانون أو دور المجتمع و حقوقه أو ضميره الذاتى و أثر التنشئة أو التعليم .فشاهدنا تلويث صور المعلم ،المحامى ،الطبيب ،الضابط بل و رجال الدين بدعوى أن كل فئة بها الصالح و الطالح فالمعلم أو المحامى مرتشى و الطبيب أو الضابط منحرف و أن الظلم ،القهر و الجهل ،التخلف و الفساد هى ركائز مجتمعتنا العربية و بالتالى فلا داعى أو حاجة للتعليم و سلوك سبيل النبلاء و الفضلاء .
لا فواصل أو تباين فى المحتوى لتلك القنوات ،فلاإهتمام بالطبيعة و أبعادها الثلاث كالغابات و ما تسكن ،المحيطات و ما تسبح و السماء و ما تطير .لا برامج موجه للأطفال تنمى ملكاتهم أو لقاءات مع نجوم الموسيقى ، دعاة تنوريين ، فقرات ترسم بهجة طبيعية و بسمة حقيقية لا سخرية من صنع و حكمة الخالق الظاهرة بأشكال و هيئات خلقه من الناس.

حصريا...أنت معنا فضائيا تنتكس لتكون...

#أحمد_سيد_نور_الدين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات