طه رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 4426 - 2014 / 4 / 16 - 10:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مرة اخرى تقف اللغة عائقا امامي حين هممت بتحديد عنوان عمودي لهذا الاسبوع، الذي تصاعدت فيه حمى الملصقات الانتخابية في بغداد التي ستجري في الثلاثين من شهر نيسان الحالي. واحترت بين مفردتين: هل حجبوا عنا (الرؤية) ام (الرؤيا )ام كليهما؟
معجم الوسيط يشرح المفردتين ويقول: رآه ( رؤية ) بمعنى أبصره وجمعها رؤى. ورأى في منامه (رؤيا ): حَلِمَ، وجمعها رؤىً.
الدعاية الانتخابية لم توفر جدارا او سياج مدرسة او مستشفى او مسجدا او كنيسة.. اما اعمدة الكهرباء فقد صارت مثل حبال الغسيل، نشروا عليها ملابسهم الجديدة والقديمة، التي حاولوا غسلها ودعكها ، ومع كل الجهود المبذولة لتنظيفها، الا ان بقعا زيتية ظهرت واضحة على ذلك الغسيل، ينبعث منها رائحة نفط!
وراحت الساحات والحدائق بزهورها وشجيراتها ونصبها تأن من قلة الهواء نتيجة احاطتها بصورهم وبإحجام مختلفة.
لقد غضب عدد كبير من المواطنين وهم يرون السيدة كهرمانه تنزل من منصتها وتتجه صوب الشرطة المرابطين بجانبها شاكية من قلة الاوكسجين بسبب تلك الصور .. وماذا بوسع الشرطة ان تفعل؟ وهي المشغولة بمراقبة المفخخات والكواتم والعبوات والمرور والأحزمة الناسفة وأحزمة الامان .. صحيح انهم لم يكتشفوا حزاما ناسفا واحدا الا انهم استطاعوا ان "يضبطوا" العديد من الداخلين والخارجين الى الكرادة بسيارتهم دون احترامهم لحزام الامان و.. گصله وصل !
قال رئيس الشرطة لكهرمانة : عودي لمكانك اختي العزيزة وخليك مع الحرامية .. لا نستطيع ان نترك مهامنا ونروح ننفذ مهام امانة العاصمة .. هذا شغلهم .. صحيح امينهم مريض ولكن يجب ان لا يتسرب مرض امينهم لكل مفاصل الامانة .. كان عليهم تحديد امكنة خاصة لتعليق الدعايات الانتخابية وغير الانتخابية، ومو اليوم، بل كان يجب ان يعدوا عدتهم منذ زمن .. دتشوفين اشلون صايرة بغداد كانها " زرق ورق " !
غضب المواطنون من كهرمانة، لانها تركت عملها الاصلي، وهو حراسة الجرار كي لا يهرب احد الحرامية، الا انها ضحكت ملئ شدقيها كما تقول العرب، وقالت: اعزائي لم يبق حرامي في الجرار لقد خرجوا وتوزعوا في نواح متعددة من المدينة، وقسم منهم استطاع ان يتخفى خلف تلك الصور، التي حجبت عنا الرؤية والرؤيا !
#طه_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟