|
السَّنافر - 2
هشام آدم
الحوار المتمدن-العدد: 4425 - 2014 / 4 / 15 - 21:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كنتُ قد وعدتكم في الجزء الأول مِن هذا المقال أن أتناول السَّنافر الضَّالين (= أقصد بهم السَّنافر الذين لا ينتمون إلى قرية السَّنافر السَّعيدة)، وكيف أنَّهم لا يكتفون بتدليس العلوم والنَّظريات العلميَّة، كما يفعل دكتور زغلول النَّجار وفضيحته الكُبرى على قناة الجزيرة فيما يختص بالمُؤتمر الصَّحفي الذي تمَّ فيه الكشف عن مُستحثة آردي Ardi وما يعنيه هذا الكشف العلمي الهام، أو كما يفعل الشيخ عبد المجيد الزنداني الذي ادعى بأنَّه يملك علاجًا لمرض الأيدز، أو هارون يحيى (عدنان أوكطار) وتدليساته الغبيَّة جدًا في مجال علوم الأحياء، وغيرهم كُثر. قلتُ إنَّهم لا يكتفون بتدليس العلوم والنَّظريات العلميَّة فحسب؛ بل ويُدلسون نصوصهم الدِّينيَّة نفسها إن هُم اضطروا إلى ذلك، ورغم أنَّ مَا يُسمى بالإعجاز العلمي في القرآن والسُّنة قد يكون مِثالًا جيَّدًا على ذلك، ولكنني سوف أُريكم في هذا المقال ما تقوم به السَّنافر الضَّالة مِن إصرارٍ على كشف غبائهم السَّلبي المُركب. وسنبدأ أولًا بالسَّنفور حمزة تزورتزس الثرثار.
حمزة تزورتزس Hamza A. Tzortzis بحثتُ عن معلوماتٍ عن هذا السَّنفور فلم أجد له أثرًا في الشَّبكة العنكبوتية، فبمجرَّد أن تضع اسمه بحروفٍ عربية حتى تنفتح عليك صفحات وصفحات مكتوب عليها "مناظرة"، فهو إذن؛ مُناظرٌ في المقام الأول، ولكن وبالبحث عن اسمه بالحروف اللاتينية، وجدت نبذةً عنه على الموقع الرَّسمي لمعهد الكوثر الإسلامي alkauthar.org فهو يُقدِّمه على أساس أنَّه كاتبٌ وناشطٌ وباحثٌ إسلامي، وكذلك على الموقع الرسمي لأكاديمية التربية والبحوث الإسلامية Islamic Education and Research Academy IERA (iera.org) الذي لم يُقدِّم له أكثر مما قدَّم له الموقع السَّابق، هذا بالإضافة إلى موقع الخاص وصفحته الشخصية على توتير وفيسبوك. فهو ليس مُتخصصًا مِن النَّاحيَّة الأكاديميَّة، ولكنه فقط -كبقيَّة السَّنافر- لديه حفنةٌ مِن المعلومات العلميَّة التَّي فهمها بشكلٍ مغلوط، واعتقد أنَّه قادرٌ على مُناظرة العلماء أصحاب التَّخصصات العلميَّة. وكغيره مِن السَّنافر، فإنَّه يتعامل مع النَّظريات العلميَّة كما ولو أنَّها مسائل فقهيَّة اجتهاديَّة، أو كما يتعامل المُفسِّرون في تأويل وتفسير النُّصوص الدِّينيَّة، وهو يعتمد غالبًا على الحجج المفاهيمية "الفلسفيَّة"، والتَّي لا يكون لها قيمةٌ تُذكر أمام العلوم التَّجريبيَّة.
سوف آخذ لهذا السَّنفور مثالين فقط، وبإمكانكم الرجوع إلى صفحته الرَّسميَّة hamzatzortzis.com والاطلاع على مُناظراته أو البحث عنها على موقع اليوتيوب YouTube.com. ولنبدأ بمُناظرته مع البروفيسور بول مايرز Paul Myers عالم الأحياء النمائية وأستاذ مُشارك في جامعة مينيسوتا الأمريكيَّة، ويُعتبر أحد الرَّافضين بشدَّة لفرضيَّة التَّصميم الذَّكي Intelligent Design وبالضَّرورة فهو مِن الرَّافضين لفكرة الخلق Creationism.
ثمَّة مقطعٌ مُنتشرٌ لمُناظرةٍ (هي ليست مُناظرةٌ فعليَّة) بين البروفيسور مايرز وبين السَّنفور حمزة الذي يُذكرني -بطريقةٍ ما- بمحاربي الشوارع Street Fighters لأنَّه يعشق توقيف مُحاوريه في الشَّارع، ليطرح عليهم أسئلته، ثم لتتحوَّل أسئلته إلى ما يُشبه المُناظرة، وإذا اعتذر أحدهم عن مواصلة النقاش، قالوا: "إنه تهرَّب" وهذه هي طبيعة السَّنافر، لأنَّهم يعتقدون أنَّ المُناظرات والحوارات الفكريَّة معركةٌ حقيقيَّةٌ لا يجب أن يخسروها، لأنَّهم في هذه الحالة يُمثلون الإسلام، ولا يجب على الإسلام أن يُهزم، فيجب ألا يتوقفوا عن طرح الأسئلة، والاستمرار في الحوار إلى ما لا نهاية، ليس حبًا في المعرفة، ولكن حتَّى لا يظنَّ أحدٌ بأنَّهم خسروا أمام مُحاوريهم.
الشيء البارز في حوار بروفيسور مايرز مع السَّنفور حمزة –بالإضافة إلى أنَّه حوارٌ على قارعة الطريق- أنَّ هذا السَّنفور لا يُعطي لمُحاوره فرصة الرَّد على مُجمل الأفكار التِّي يطرحها، ويُقاطع مُحاوره باستمرار، وقد نبهه بروفيسور مايرز، وحتى الجمهور لذلك. وهذا يُشير فقط إلى أنَّ السَّنافر كائناتٌ تتكلَّم أكثر مما تسمع، وفي هذا المقطع يُمكننا اكتشاف مدى ثرثرة سنفور، ولهذا أُسميه بسنفور ثرثار. ولو حاولتم التَّدقيق في ملامح البروفيسور مايرز فسوف تُلاحظون ملامح الدَّهشة والصَّدمة مُرتسمةً على وجهه طوال الوقت تقريبًا، لأنَّ هذا السَّنفور يقذف بثرثراتٍ سطحيَّةٍ وفارغةٍ لا تفعل شيئًا سوى إثارة الدَّهشة في طريقة تفكيره، وغباء تبريراته، حتَّى أنَّ بروفيسور مايرز صرَّح في لحظةٍ ما، قائلًا له: "أنتَ تُشعرني بالملل." الغريب أنَّه عندما يقذفكَ أحد السَّنافر بتحليلٍ أو استنتاجٍ غبي، وتقف مذهولًا أمام هذا الغباء وهذه السَّطحيَّة، فإنَّه يُفسر هذا الذهول وهذه الصَّدمة على أنَّها "إفحام"، لأنَّه ببساطةٍ شديدة يعتقد أنَّ كلامه السَّاذج هذا كلامٌ ذكيٌ ومنطقيٌ ومُفحم.
في واحدةٍ مِن النَّقاط التَّي أثارها حمزة في حواره مع البروفيسور مايرز أنَّه كان يحاول أن يشرح له كيف أنَّ السَّببيَّة تدعم فرضيَّة الخالق، وكيف أنَّه يتوجب أن يكون المُسبب بلا سبب، وكيف أنَّه أزلي، وكيف أنَّ هذه الفكرة (المليئة بالأخطاء أصلًا) تدعم ولا تتعارض مع فكرة الإله التوحيدي. فاعترضه بروفيسور مايرز بحجة أنَّ هذا الإله مُجسمٌ وأبوي، فقاطعه حمزة تزورتزس رافضًا ذلك، بحجة أنَّها فكرةٌ مسيحيَّة وليست إسلاميَّة، واستدل بآية {ليس كمثله شيء}. الحقيقة أنَّ فكرة الإله مُجسمة وأبويَّة؛ حتَّى في الفكر الإسلامي، وبحسب النُّصوص الإسلاميَّة نفسها. فالأبوَّة تعني العنايَّة، وتوحيد العناية (الذي هو نفسه توحيد الرُّبوبيَّة) يعني -فيما يعني- أنَّه هو الخالق والمُدبِّر والرازق والمُتصرِّف في شؤون العباد، وهنالك آيات كثيرةٌ جدًا تحمل هذا المعنى، ولا أعتقد أنًّ أحد المُسلمين يجرؤ على إنكار ذلك، فهو جزءٌ أصيلٌ مِن عقيدتهم. فأبويَّة الإله ليست بالضَّرورة أن تُفهم على النَّحو التناسلي الضَّيق الذي سار إليه حمزة، وفي الأصل فإنَّ كلمة (رب) نفسها تحمل أحد معاني الأبوَّة، فنقول: "رب الأسرة" أو "رب البيت" أيِّ المسؤول عنه والمُتحكِّم أو المُتصرِّف فيه. فلماذا يُنكر حمزة تزورتزس توحيد الرُّبوبيَّة المُثبت في القرآن، ويدعي بأنَّها فهمٌ مسيحي؟ أمَّا عن التَّجسيد، فالله بحسب نصوص القرآن مُجسَّم تمامًا، فهو مستوٍ على العرش، وله يدان، وله عين، وله صورة (وجه). لا يكفي أنَّ تقول إنَّ استواءه على العرش غير معلومٌ لكي تنفي التَّجسيد، كما لا يكفي أن تقول إنَّ كلتا يديه يمين حتَّى تنفي التَّجسيد، ولا يكفي أيضًا أن تقول إنَّ وجه الله ليس كوجوه البشر، أو ليس كوجه أحدٍ مِن مخلوقاته، حتَّى تنفي التَّجسيد، وعلى هذا فإنَّ آية {ليس مثله شيء} لا تصح في الاستشهاد أساسًا، فهو شيءٌ ولكنه ليس كأيِّ شيءٍ آخر، وهذا الشيء له صفات، وهذا في حدِّ ذاته تجسيم، أو فإنَّ السَّنافر لا يعرفون معنى التَّجسيم. ثمَّ عندما لم يقتنع بروفيسور مايرز بتبريرات ودفوعات حمزة، أعاد عليه الأمر من جديد: "أنتم لديكم إله شخصي يهتم بشؤون البشر." فقاطعه حمزة مُجددًا، ولكنه هذه المرَّة قائلًا: "وما المشكلة في ذلك؟" والحقيقة أنَّني لم أفهم موقف حمزة بالتَّحديد: لماذا رفض الكلام في بدايته، ثم وافق عليه ولَم ير فيه مشكلةً في النهاية؟ أغلب الظَّن أنَّها آثار الغباء السَّلبي المُركب الذين تمتاز به قبيلة السَّنافر.
وفي نقطةٍ أُخرى عندما أراد بروفيسور مايرز أنَّ يوضح أنَه -ورغم استخدام المُتدينين لنفس الحجج التي يستخدمها حمزة- إلَّا أنَّهم لا يصلون لنفس النَّتيجة، لأنَّهم في النِّهاية لا يتفقون على نفس الإله، بل لكل ديانةٍ تصوراتها عن هذا الإله، حاول حمزة تبرير ذلك بما أسماه بالوحي (النص القرآني) وأنَّه يدفع إلى "التفكير" ثمَّ استشهد بجزءٍ من آيةٍ جاءت فيها عبارة {أفلا تعقلون}، وأردف مُفسرًا معنى هذه العبارة قائلًا: "أيّ أفلا تستخدمون أدمغتكم؟" حسنًا، لقد صدَّع السَّنافر أدمغتنا بسؤالهم التقليدي المُتكرر: "هل ترى عقلك؟" وعندما تشير إلى جمجمتك يقولون ساخرين: "هذا دماغك وليس عقلك." وحتى عندما تحاول أن تشرح لهم أنَّ العقل هو أحد وظائف الدِّماغ، يُحاججون حول ذلك. وأنا شخصيًا أريد أن أعرف مِن هؤلاء السَّنافر: "هل العقل هو الدِّماغ أو على الأقل مُرتبطٌ به، أم هو شيءٌ آخر تسمونه الفطرة؟" وعلى ذكر القلب، فقط أُحب أن أذكِّر السَّنافر بهذه الآية قبل أن يتهوروا بالإجابة كعادتهم: {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها}(الحج:46) الآن بإمكانكم الإجابة على السُّؤال: "هل العقل هو الدِّماغ أو أحد وظائفه كما أشار حمزة؟" هل يُمكننا أن نعتبر تفسير حمزة لعبارة {تعقلون} تحريفًا للقرآن وتأويلًا (كالتَّأويل الذي يرفضه أهل السنة والجماعة)؟ لا علاقة لعبارة {أفلا تعقلون} باستخدام الدِّماغ أو التَّفكير، وإنَّما لها علاقةٌ بالقلب (طبعًا القلب أيضًا ليس له علاقة بالتفكير)، والمُراد ببساطةٍ (أفلا تعتبرون) أو (أفلا تُؤمنون) لأنَّ القرآن نفسه يستخدم القلب باعتباره مصدر الإيمان، فنقرأ: {قالوا قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون}(النساء:155) فالإيمان لا علاقة له بالعقل والتَّفكير، بل الأمر كله مُناطٌ بالقلب، وحتى هذه المعلومة ليست صحيحةً، لأنَّ القلب ليس له أيُّ وظيفةٍ أخرى غير الوظيفة البيولوجيَّة المعروفة (ضخ الدم). والأمر نفسه ينطبق على عبارة {يتفكَّرون} فهي لا تعني التَّفكير، فالتَّفكير شيءٌ والتَّفكُّر شيءٌ آخر، والتفكُّر يُراد به أخذ العبرة، ولهذا نقرأ: {فاقصص القصص لعلهم يتفكرون}(الأعراف:176) أيّ يأخذون العبرة مِن هذه القصص.
انتقل النَّقاش في مرحلة تالية إلى الحديث (طبعًا) عن مراحل تكوين الجنين، والتي يعتقد السَّنافر أنها إعجازٌ علميٌ، وكان البروفيسور مايرز يُؤكد في كلامه على أنَّ ما قرأه في كتاب الدكتور كيث مور يُعتبر هراءً وأكاذيب محضة، ثم تكلَّم عن الأجزاء الموجودة في القرآن والتَّي تناولت موضوع مراحل تكوُّن الجنين، ووصفها بأنَّها مُجرَّد أوصاف غامضة ومُبهمة ومُلتبسة. تدَّخل أحد رفاق حمزة مِن السَّنافر، وبدأ في مُحاولة إيضاح الأمر لبروفيسور مايرز وراح يتحدث عن تشكل العظام في الجنين أولًا، مُعتمدًا على ما قاله دكتور كيث مور حول ذلك. ثمَّ تداخل حمزة ليُوضح نقطةً رآها هامة، إذ كان يتساءل عن كيفية معرفة أو تخمين نبي الإسلام بأنَّ العظام تتشكل أولًا بعد سبعة أسابيع من الحمل، وأشار إلى نقطةٍ غايةٍ في الغرابة والتَّدليس؛ إذ ذكر في هذا الصدد الاستخدام اللغوي القرآني الدَّقيق لحرف العطف (ثمَّ)، وقال بأنَّ هذا الحرف يُفيد التَّعاقب الفوري. وفي الحقيقة فإنَّ أيَّ شخصٍ يعرف اللغة العربية جيدًا يعرف أنَّ (ثمَّ) يُفيد التَّعقيب مع التَّراخي، وليس التَّعقيب الفوري، وحرف العطف الذي يُفيد التَّعقيب الفوري هو حرف الفاء (ف)، لأنَّنا نقول: "جاء زيدٌ فعمرو" أيّ جاء زيدٌ وبعده مُباشرةً جاء عمرو، ولكن عندما نقول: "جاء زيدٌ ثم عمرو" فإنَّ الفترة الزَّمانية بين مجيء زيدٍ ومجيء عمرو أطول بكثيرٍ مما هي عليه في الجملة الأولى. وفي موقع (دروس في اللغة العربية schoolarabia.net) في درس (العطف) نقرأ ما قيل في تعريف وتوصيف حرف الجر (ثمَّ): "ثم :وتُفيدُ الترتيبَ مع التراخي في الزمن وهو انقضاءُ مُدّة زمنيةٍ طويلةٍ بينَ وُقوع المعنى على المعطوف عليه ووقوعهِ على المعطوفِ."(انتهى الاقتباس) إذن؛ فنحن أمام تدليسٍ واضحٍ لمعاني القرآن، ولكن كثيرًا من السَّنافر الضَّالين يستخدمون الحجج اللغوية مع علماء غربيين لأنَّهم غير مُلمين باللغة العربية، وفنونها ودهاليزها.
والواقع أنَّ فكرة نشوء العظام أولًا ثم كسوها باللحم فكرةٌ غير صحيحةٍ على الإطلاق، لأنَّ العظام أو الأنسجة العظميَّة تتشكَّل بالتَّوازي والتَّزامن مع الأنسجة العضلية واللحمية. وعندما أوضح له بروفيسور مايرز هذه المعلومة، تدخل أحد السَّنافر قائلًا: "حتَّى ولو كان كلامك صحيحًا، فإنَّ القرآن صحيحٌ مِن النَّاحية اللغوية، لأنَّ (ثم) تعني حرفيًا أن تحدث الأشياء في نفس الوقت." استمرارٌ في الكذب والتَّدليس حتَّى على نص القرآن، والتَّلاعب بألفاظ وأحرف اللغة العربية، فهي مرَّةً تعني (التَّعاقب الفوري) ومرَّةً تعني (حدوث الأشياء في الوقت ذاته)، وأنا لا أعرف كيف يُمكن أن يكون حرف العطف (ثم) حاملًا لمعنى التَّزامن(!) ولكن ماذا على البروفيسور مايرز الذي لا يفقه أيَّ شيءٍ عن اللغة العربية أن يفعل أو يقول حيال كلامٍ كهذا؟ أرأيتم الكذب والتَّدليس الذي يُمارسه السَّنافر حتَّى على النُّصوص الدِّينية؟ فإذا كانوا يكذبون ويُدلِّسون نصوصهم الدِّينية، فبالأحرى أن يُدلِّسوا النَّظريات الدِّينية، فلا حرج في ذلك طالما كان الهدف هو نُصرة الدين. فعندما يتعلق الأمر بالدِّين ونُصرة الدِّين فلا مانع أن تكذب أو حتَّى أن تقتل لو اقتضى الأمر، وهذا هو الفارق الأساسي والجوهري بين الوازع الدِّيني والوازع الأخلاقي، لأنَّ أحد السَّنافر تداخل قائلًا: "وإذا كان الإسلام يُبيح الكذب في ثلاثة مواضع، فهل في هذه المواضع أذيةٌ أو ضرر على أحد؟" والواقع أنَّ المُشكلة ليست في الأذيَّة وإنَّما في فعل الكذب نفسه. فإذا قلتُ ادعيتُ بأنَّني نبي مُرسلٌ مِن الله، فهل هذه الكذبة سوف يتضرر منها أحد؟ بالطَّبع لا، ولكن يحق للآخرين أن يصفوني بالكاذب رغم أنَّ أحدًا لَم يتضرر مِن كذبتي هذه.
سأتوقف عند هذا الحدث مع سنفور ثرثار؛ حتَّى لا أُطيل على القارئ الكريم، على أن نتابع معه في مناظرة ثانية، ثم نأخذ أمثلة أخرى لسنافر آخرين.
-------------------------------------------------------------------- 1- رابط مناظرة حمزة مع بول مايرز https://www.youtube.com/watch?v=QnMtRUCbcKk
2- رابط موقع معهد الكوثر الإسلامي http://www.alkauthar.org/instructor.php?id=23
3- الصفحة الشخصية لحمزة تزورتزس http://www.hamzatzortzis.com/
#هشام_آدم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السَّنافر - 1
-
المُعاناة في حياة المُلحد
-
الخالق ورطة الخلقيين
-
مصير الأنبياء
-
الحجاب والحرية الشخصية
-
دفاعًا عن نظرية التطور
-
خطايا السَّيد المسيح - 2
-
خطايا السَّيد المسيح
-
فضائح السَّند والمتن في علم الحديث
-
الالتفاتة الأخيرة لخلدون
-
رَمَدُ العُيون في مقالة المدعو خلدون
-
قراءةٌ في سِفر الوثنية
-
محاولة لقراءة التاريخ الإسلامي بعينين
-
زواج عتريس من فؤادة باطل
-
هكذا تكلَّم يهوه 1
-
يا فتيات العالم المختونات .. افتحوا
-
لماذا الله غير موجود 2
-
ما الغاية من حياتنا وما الهدف منها بلا دين؟
-
هولي بايبل يحرق مراكب العودة - 2
-
بين محمَّد ومُسيلمة الكذاب
المزيد.....
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي
...
-
طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي
...
-
ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|