أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خضر عواد الخزاعي - صناعة التأريخ














المزيد.....

صناعة التأريخ


خضر عواد الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4425 - 2014 / 4 / 15 - 16:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صناعة التاريخ
يعرّف أبن خلدون صاحب كتاب المقدمة التأريخ بما يلي : إن خبر عن الاجتماع الإنساني الذي هو عمران العالم وما يعرض لطبيعة ذلك العمران من الأحوال مثل التوجس ، والتأنس ، والعصبيات، وأصناف التغلبات للبشر بعضهم على بعض، وما ينشأ عن ذلك من الملك والدول، ومراتبها، وما ينتحله البشر بأعمالهم ومساعيهم من الكسب والمعاش، والعلم والصنائع وسائر ما يحدث في ذلك العمران بطبيعة الأحوال.
فيما يرى المفكر الأسلامي سيد قطب أن التأريخ ليس هو الحوادث وإنما هو تفسير هذه الحوادث والاهتداء إلى الروابط الظاهرة والخفية التي تجمع شتاتها وتجعل منها وحدة متماسكة الحلقات متفاعلة الجزئيات ممتدة مع الزمن والبيئة امتداد الكائن الحي في الزمان والمكان .
لقد كانت ومازالت صناعة التاريخ بشقيها التسجيلي والتفسيري من الصناعات الرائجة على مر العصور وهي في الأغلب صناعة المنتصرين وليس المغلوبين فبعد كل حقبة تاريخية زمانية يحلو للمنتصرين أن يستعينوا بالكتّاب والمؤلفين لكي بؤرخوا لتلك الحقبة بكل أحداثها ورجالها ووقائعها وما أنتهت أليه ، والتاريخ نوعان تاريخ أممي أي تاريخ الأمم والشعوب والحضارات وتاريخ شخصي أي تاريخ الأفراد من القادة والسياسين والمحاربين وصناع الفكر والعلوم والسياسة .
وصناعة التاريخ ليست حرفة يمكن لمن شاء أن يتعلمها، لكنها مَلكة بالنفوس التي حباها الله بالتميز دون غيرها تٌمكن صاحبها من تجاوز التفاصيل الصغيرة ، لتقفز به فوق عقبات الجغرافيا المحدودة بالزمان والمكان، وصولاً إلى آفاق تاريخية أرحب وهي مهمة عسيرة إلا لمن تشربت نفسه بالأباء والثورة والتغير من الأنبياء والرسالين والزعماء والفلاسفة أما العمل فى حدود الجغرافيا الضيقة فهو صنعة الطغاة والمأجورين والمزورين أن صناعة التاريخ فن لا يستطيعه ويتمكن منه إلا من تجردت روحه من المخاوف وألأهواء لتسمو روحه فوق كل ماهو مادي ، والتاريخ القديم والمعاصر حافل بما كتبه المؤرخون عن الأمبراطريات والأمم الغابرة مثل البابليون والاشوريون والفراعنة والبيزنطيون والرومان وما قدموه للبشرية من حضارات وأنجازات مازالت بعض آثارها باقية إلى الآن على شكل ملاحم مكتوبة كما في الملحمة السومرية جلجامش والألياذة والأوديسة اليونانيتين لهوميروس أو منحوتات مثل مسلة حمورابي والثور المجنح في بلاد وادي الرافدين والأهرامات في وادي النيل ومعبد الاكروبوليس في اليونان والكولسيوم أو المدرج الفلافي في روما .
في كتب التاريخ نجد أيضاً من أرخ للمغول والتتار الغزاة الذين كتبوا تاريخهم بالدم والدمار والفتك والهمجية كما في الكتاب الموسوعي ( جامع التواريخ ) لرشيد الدين الهمذاني وفي العصر الحديث ومع تطور وسائل الأعلام وتشعبها بين المرئي والمقروء وجدنا أن هناك من يصنع تاريخاً للطغاة كما فعل غوبلز مع الزعيم النازي أدولف هتلر حينما صنع أكذوبته الشهيرة الرايخ الثالث أمبراطرية ألألف عام وهكذا فعل ستالين حين سخر لدكتاتوريته كل الأمكانيات الاعلامية والدعائية لرسم صورة الأب والدكتاتور الذي لا يقهر .
المفكر الروسي جورجي بليخانوف يذكر في كتابه – دور الفرد في التاريخ – " إن الرجل العظيم يعد عظيما لا لأن صفاته الشخصية تطبع الأحداث التاريخية بطابعها الخاص بل لأنه يتحلى بصفات تجعله أقدر من الآخرين على الاستجابة للضرورات الاجتماعية العظيمة في عصره تلك الحاجات التي تتأتى عن الأسباب العامة والخاصة " وليس من مثال أنصع على هذا من نبينا العظيم محمد (ص) والمهماتا غاندي محرر الهند ومؤسسها في العصر الحديث والمناضل الأفريقي نيلسون مانديلا والمكافح الثوري الأرجنتيني تشي جيفارا اذاً التاريخ لم يكن حكراً على أحد أو أمة لكنه قراءة مفتوحة للجميع فيه الخير والشر مثلما فيه المنتصر والمهزوم فيه الغزاة والفاتحين لكن بين من عمّرَ وأسس وأنتج وبين من خرب ودمرَ ولم يقدم شيئاً فرق شاسع التاريخ نفسه يكون فيه الشاهد والمفسر والحكم فالأمم التي قامت على السيف والقتل والطغاة والقتلة والمارقين سوف لن يجدوا لهم مكاناً غير مزبلة التاريخ أما المكان الأرحب لمن فتح وأسس وأنجز وضحى فسيكون حتماً في عقول الناس قبل أن تحتويه بطون الكتب ومجلداتها .



#خضر_عواد_الخزاعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات العراقية والبديل الغائب
- تأسيس الدولة العراقية الحديثة والخطأ التاريخي للمؤسسين


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان وقطع ...
- الضفة الغربية.. توسع استيطاني إسرائيلي غير مسبوق
- الرسوم الجمركية.. سلاح ترامب ضد كندا
- إسرائيل تلغي جميع الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية قبي ...
- -البنتاغون- لـCNN: إرسال طائرات إضافية إلى الشرق الأوسط
- موسكو لواشنطن.. قوات كييف تقصف محطات الطاقة الروسية
- الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة في رفح
- تصعيد روسي في خاركيف: هجمات جديدة تخلّف إصابات ودمارًا واسعً ...
- -صدمة الأربعاء-.. ترقب عالمي لرسوم ترامب الجمركية
- بيليفيلد يطيح بباير ليفركوزن من نصف نهائي كأس ألمانيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خضر عواد الخزاعي - صناعة التأريخ