أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الصمد فكري - المسألة الجنسانية (4)














المزيد.....

المسألة الجنسانية (4)


عبد الصمد فكري

الحوار المتمدن-العدد: 4424 - 2014 / 4 / 14 - 22:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إرضاء القضيب مطلب قهري (4/5)
إن الرجل (...) اليوم يتحول ويتجدد باستمرار ويعيش أعتى حالات الكبت والضغط الذي حوله إلى أداة كل ما يشغله هو تحقيق علاقة جنسية، بحيث تحول الجنس من ضرورة إنسانية اجتماعية إلى غاية حيوانية مازوخية ، ليتحول بذلك إلى إنسان مهووس داخل مجتمع يمارس رقابة مكثفة على الجنس.
فإذا أمنا بالنظرية القائلة أن الرجل من الناحية السيكولوجية يمتلك غريزة جنسية تكبر مع النظر إلى جسد المرأة ، وهذه الأخيرة تتم إثارتها جنسيا من خلال مغازلتها وإبداء الاعجاب بها، فربما من حيث هذه الاختلافات النفسية تعتبر المرأة بلباسها المثير في الشارع أو التي تظهر بعض مفاتنها ، مستفزة لمشاعر الرجل. وبهذا المعنى فإن هذه الترسيمة تعتبر ذكورية باطريكية في المجتمعات الأبيسية التي تعتبر الرجل حيوانا ينتصب قضيبه كلما رأى أنثى ، والمرأة بهذا المعنى تتحول إلى مجرد جسد فاتن ينبغي حجبه.
فقد أصبح الذكر داخل المجتمع المغربي الأبوي الفاعل الأول الممارس لمختلف السلط والأنشطة الاجتماعية ، كمهيمن ومسيطر يُخضِع الأنثى لمختلف المواقف والرغبات. كما أصبحت الأنثى وسيلة لانتشار وتعدد أشكال متنوعة من السلوكات الجنسية (كفرضية) ، بنوعية اللباس الذي ترتدينَه والمثير. ومن جهة ثانية فإن هنالك قاعدة نسائية ترى أن " العهر ليس في لباس المرأة بل هو في عقل الرجل " ، مؤكدة على أن جسدها ليس وسيلة إغراء وتأثير وليس سببا رئيسيا في قيام الذكور بملاحقتهم، بل هناك دوافع آخرى تتدخل في هذه المسألة منها ما هو تربوي أخلاقي يرجع إلى التنشئة الاجتماعية التي تنبني على القيم والمبادئ الأخلاقية ، ومنها ما هو مؤسساتي يعود إلى كيفية تدبير الدولة لمسألة الجنسانية. لذلك فسلوكات الرجل الجنسية تجاه / ومن خلال المرأة هي ضرب من العنف الرمزي لمقوماتها الإنسانية.
من الذي يرى بأن سببَ قهرِ رجلٍ شامخ قوي يكسر الحجر ويحمل الأطنان يسقط عند نظرة جسد مرأة، يرجع بالأساس إلى غياب ثقافة جنسية ملقنة في إطار تنشئة وتربية اجتماعية للأجيال في البيت والمدرسة وعلى مختلف المواقف والأفعال التي من شأنها فهم المسألة الجنسانية، قصد بناء هوية الفرد النوعية، بمعنى أن كلا من الرجل والمرأة ليسا مجرد معطيين بيولوجيين : فقضيب الرجل وفرج المرأة معطيين يشكلان فقط الهوية الجنسية لكل منهما. لذلك وجب الإثبات على أن ذكورة الرجل تحولت إلى سلطة تبنى على موقع اجتماعي سلطوي تراتبي تتخذ شكل تنظيمي يدور حول حلقة غير بعيدة عن التصور الديني "الرجال قوامون على النساء " وعن التشريعات القانونية وعن الأخلاق والقيم الاجتماعية "الهيمنة الذكورية". فالقرآن يذكر " ‏‏قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ". لذا يلزم إعادة التفكير لتغيير كل أشكال العنف التي تحد من حرية المرأة ، لأنه يصعب الاستمرار في تنظيم هذا التواجد بمنطلق ذكوري.
فعلى الرجل أن يقتنع بأن هيجانه الجنسي ليس بسبب تواجد المرأة في الأماكن العمومية خارج المنزل لأن ذلك من صبيب حريتها الشخصية بل يجب عليه أن يتعلم كيفية ضبط نفسه والتصرف بعقلانية.
إضافة إلى تأكيد ضعف الوازع الديني لدى أغلب شباب اليوم ، هذا الوازع الذي أصبح وجوده من عدمه. فبعض الشباب يهربون من الجنس إما للصلاة وحفظ وقراءة القرآن ، وإما لتناول المخدرات باعتبارهما سبيلين لملئ هذه الطاقة أو الحاجة الماسة للجنس. فلم يعد للدين ذاك الدور الفعال في التربية والتعليم وتلقين الأجيال ، ذلك أن مسألة التحريم أصبحت قاعدة بدون فعالية على أرض الواقع. والسؤال الذي يجب طرحه، هو ما الجدوى من قيم وتشريعات دينية وأخلاقية يخرقها الكثير من الأفراد يوميا ؟ هل يتم خرقها لأنها غير واقعية ؟ أم لأنها لم تعد تستجيب لحاجيات الفرد المعاصر في ظل ثنائية التعولم والتحفظ ؟.
لهذا فإننا من خلال هذا العمل ، نود أن يتم تكثيف الدراسات المتعلقة بهذا الشأن بهدف البحث عن حلول ضمنية نتوخى من خلالها حل مشاكل الشباب الاقتصادية ومنها الجنسانية.



#عبد_الصمد_فكري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسألة الجنسانية (3)
- المسألة الجنسانية (2)
- القضية الجنسانية
- صور من حارتنا (3)
- - أأنا عاهرة ؟؟؟ -
- -صور من حارتنا- الجزء الأول : أبناء الحي
- - ليس مجرد جسد -
- المعاشي
- مريم
- عثرت محارب
- حرر عقلك وفكر من جديد
- التِلمِيذ المَغرِبي المُهمَش فِي بَحثٍ عَن مَخرَج
- - إليك... يا جوهرتي -
- نسيم عطش حواء
- الجنس كموضوع في السوسيولوجيا (الجزء الثاني)
- حروب الأنا
- الجنس كموضوع في السوسيولوجيا (الجزء الأول)


المزيد.....




- الجيش الفرنسي يعلن تدمير مسيرة في البحر الأحمر
- أوربان: الغرب خسر الحرب بالوكالة في أوكرانيا
- محللون: موقف حماس الجديد يضع نتنياهو في مأزق سياسي
- 17 قتيلا وعشرات المصابين بقصف أميركي لميناء رأس عيسى في اليم ...
- موقع -السوداني-: إعفاء وزير الخارجية علي يوسف الشريف من منصب ...
- هل يمكن أن تحسّن دراسات النوم جودة نومنا بشكل أفضل؟
- Honor تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات الجيل الخامس
- نيبينزيا: القوات الروسية في سوريا ما تزال في مواقعها وموسكو ...
- الهلال الأحمر اليمني يعلن مقتل 17 وإصابة العشرات في قصف أمري ...
- نيبينزيا: هدنة الطاقة في أوكرانيا ليست واقعية بسبب عدم التزا ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الصمد فكري - المسألة الجنسانية (4)