أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سليمان يوسف يوسف - لبنان الرسالة يهتز من جديد














المزيد.....

لبنان الرسالة يهتز من جديد


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1255 - 2005 / 7 / 14 - 12:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لم يكن يهدأ لبنان بعد، من الزلزال السياسي الكبير الذي سببته جريمة اغتيال رئيس وزراءه الأسبق، رفيق الحريري والنائب باسل فليحان وآخرون كانوا معهم، في الرابع عشر من شباط الماضي، حتى صدم بجريمة سياسية اخرى نكراء لا تقل عنها بشاعة وفجاعة في الثاني من شهر حزيران الحالي، تمثلت باغتيال الصحفي اللبناني المتميز والمناضل البارز في حركة اليسار الديمقراطي اللبنانية، سمير القصير. وفي صبيحة يوم الثلاثاء 21-6، من جديد، اهتز لبنان، لفاجعة أخرى، ذهب ضحيتها الأستاذ( جورج حاوي) الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني، و تكاد تفوق هذه الجريمة السياسية النكراء، ببشاعتها ومخاطرها سابقاتها،من حيث الظرف السياسي والاجتماعي،الذي يمر به لبنان، فهي جاءت بعد يوم واحد من انتهاء الانتخابات النيابية وبداية مرحلة سياسية جديدة، فيها الكثير من الاستحقاقات والتحديات تنتظر لبنان.مرة أخرى يهتز لبنان ويهتز له الضمير العالمي، وتهتز شروط بقاء لبنان واستمرار رسالته الحضارية وأنموذج التعايش بين الأديان والثقافات والمذاهب، في هذا الشرق العربي المنكوب بكل أنواع العنف والقمع والإرهاب والظلم والذل، في مقدمتها (الإرهاب السياسي) الذي ينزع دوماً الى تدمير كل ما هو خارجه. كان (جورج حاوي) من ابرز الشخصيات السياسية والوطنية اللبنانية اليسارية والتقدمية والعلمانية، التي تمسكت بالخيارات والثوابت الوطنية للبنان ،فكان يسعى دوماً للمصالحة الوطنية وطي ملف الحرب الأهلية، التي نبذها ولم ينجر لها، كان همه الأول طرد المحتل الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية، وإخراج القوات السورية بعد أن أدت واجبها، ليعود لبنان وطناً ديمقراطياً مستقلاً سيداً حراً من كل وصاية، عسكرية أو سياسية، إقليمية أو دولية، ولأجل هذه الأهداف بادر الحزب الشيوعي اللبناني الى تأسيس (المقامة الوطنية) في الجنوب.بقي جورج حاوي، مخلصاً وفياً للبنان ولشعب لبنان وللقضية الفلسطينية ، ذهب شهيداً ضحية مواقفه الوطنية،انضم الى قافلة شهداء الحرية والكلمة الجريئة.
من يغتال الوطنيين اللبنانيين؟:
الأسئلة كثيرة، تلك التي يطرحها الواقع اللبناني الراهن في ضبابيته والمتشابك في أزماته، لكن السؤال الأهم الذي يشغل بال اللبنانيين وغير اللبنانيين هذه الأيام: من يغتال السياسيين والوطنيين الأحرار في لبنان؟ أمثال، الحريري والقصير وحاوي وقبلهم النائب،مروان حمادة- الذي نجى باعجوبة- وبعدهم تبدو القائمة طويلة؟! ومن هو المخرج الحقيقي والممول الأساسي لهذا المسلسل الدموي الخطير عنوانه (الإرهاب السياسي)؟ !. بدون شك،من الصعب الاجابة على هكذا أسئلة- قانونياً وقضائياً،إن لم تثبت التحقيقات ذلك بالأدلة القطعية- خاصة وان لبنان كدولة وكمؤسسات وكنظام أمني، مخترق من اكثر من طرف وجهة، محلية وإقليمية، لكن من السهل جداً معرفة أهداف ودوافع الجهة أو الجهات التي تقف وراء هذه السلسلة من الاغتيالات السياسية، إذ أن أهدافهم واضحة ومكشوفة، هي تفريغ لبنان من الشخصيات الوطنية المميزة في الوسط السياسي والثقافي والإعلامي والاجتماعي والاقتصادي، التي تشكل بمواقفها وافكارها التقدمية والوطنية، عائقاً يحول دون تحقيق هؤلاء لمشاريعهم الفئوية والطائفية في لبنان والمنطقة.إن الجهات المخططة لهذه الاغتيالات تسعى للتخلص من رجال وشخصيات لبنانية قادرة على تحريك الراي العام، اللبناني والدولي، ضد الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية الشاذة التي يعيشها لبنان في هذه المرحلة الحرجة، التي يقف فيها لبنان على أعتاب مرحلة سياسية مفصلية يستعيد فيها عافيته وحريته وسيادته، وبالتالي منع لبنان من تحقيق هذه النقلة التاريخية، عبر هذا (الإرهاب السياسي) والاجتماعي، ومن خلال خلق البلبلة والفوضى والاضطراب وزرع الرعب والخوف في المجتمع اللبناني، وفي النهاية تستهدف هذه الجهات إعادة لبنان الى النفق المظلم .أن اغتيال شخصيات وطنية من خارج اطار (الميليشيات) وأمراء الحرب الأهلية، مسالة يجب التوقف عندها، فهي تضع اكثر من اشارة استفهام على الجهة التي تقف خلف هذه المسلسل الإجرامي، الذي يأتي في نطاق المؤامرات السياسية على لبنان. دوماً لـ (الاغتيال السياسي) أبعاد ومخاطر تفوق حالات القتل العادية والاغتيالات الأخرى، إذ لا تتوقف اثاره ونتائجه على الشخص الذي اغتيل، وإنما تتعداه لتطال شرائح واسعة وربما تصيب شعب باكمله ودولة بمؤسساتها ، وفي (لبنان) المتميز في تركيبته السياسية والاجتماعية، للاغتيالات والجرائم السياسية، مخاطر كبيرة ومضاعفة ، في هذا الجو الطائفي المحتقن والمشحون وأجواء الحرب المتوترة المخيمة على المنطقة، ووجه الخطورة في الإرهاب الممارس في لبنان، انه غالباً، يتم بادوات لبنانية و تغطية وبحماية من جهات لبنانية، وفي ظل سلطة مخترقة ونظام أمني مخترق.
أمام هذا المشهد اللبناني القاتم، المرعب والمخيف، يبقى أمل اللبنانيين كبيراً ببقاء وطنهم وتجاوزه لهذه المحنة، وبان لبنان الكبير بتاريخه والقوي بشعبه المستنير سيهزم في النهاية أصحاب العقول والأفكار الظلامية القابعين في الكهوف والقرونوسطية، فطوال التاريخ الانساني (الاغتيال السياسي) لم يحقق أهدافه ولم يكن أبداً مدخلاً لاحداث أي تغيير سياسي في هذا البلد أو ذاك، والامثلة والنماذج التي يزخر بها تاريخ البشرية اكثر من أن تحصى، فامريكا لم تتغير باغتيال ابراهام لينكولون و جون كندي... وسياسة مصر لم تتبدل باغتيال السادات، وديمقراطية الهند استمرت مزدهرة باغتيال صانع استقلالها( المهاتما غاندي) ومن بعده أنديرا ومن ثم راجيف غاندي. فعمر الإرهاب والاغتيالات السياسية والحرب الأهلية لم تصنع ثورة ولن تبني أوطان، واليوم لبنان وشعب لبنان سيهزم مافيات القتل والإجرام وكل أعداء لبنان، لبنان باق ولا خوف عليه طالما بقي فيه من يؤمن برسالته ومتمسك بوحدته ويناضل من أجل حريته، ومن دون شك، هم كثر، سائرين على درب شهدائه الوطنيين الأحرار،من فرج الله الحلو ومهدي عامل و وكمال جنبلاط ورشيد كرامي ورفيق الحريري وباسل فليحان وسمير القصير و جورج حاوي.



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعث السوري مدد ولايته حتى اشعار آخر
- فوبيا التغيير في سوريا
- تسونامي كردية في القامشلي وغزو عربي لأسواق المدينة
- من يروج لفكر محظور في سوريا
- مخاطر استمرار اختطاف الشيخ الخزنوي في سوريا
- بشار الأسد والفرصة التاريخية
- بداية النهاية لحكم البعث في سوريا
- تركيا الملطخة بدماء الأرمن والآشوريين، هل ستدخل الاتحاد الأو ...
- أنشودة الحياة والحرية في نيسان
- آشورييوا سوريا، وهواجس الخوف في عيد الأكيتو
- الأزمة اللبنانية تحدث تغيراً في خطاب المعارضة السورية
- هل ستحسم الأزمة الراهنة خيارات الشعب اللبناني
- آشوريوا المهجر، ما قيمة الوطن من غير حقوق
- من أجل اصلاح الدولة السورية
- قراءة غير سياسية للحرب في العراق
- رؤية آشورية للأحداث الخيرة في الجزيرة السورية
- حوادث الحسكة والتصريحات المخالفة للمحافظ
- في سوريا حزب الأغلبية الساحقة يخش الديمقراطية
- نعم لفتح باب الترشح للرئاسة في سوريا
- المؤتمر الدولي التاسع للدراسات السريانية


المزيد.....




- الجمهوري أرنولد شوارزنيجر يعلن دعمه للديمقراطية كامالا هاريس ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل
- كوريا الشمالية: تصرفات الولايات المتحدة أكبر خطر على الأمن ا ...
- شاهد.. ترامب يصل إلى ولاية ويسكونسن على متن شاحنة قمامة
- -حزب الله- ينفذ 32 عملية ضد إسرائيل في أقل من 24 ساعة
- بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدعو إلى التجديد العاجل للخدمات الم ...
- وسائل إعلام: تقدم في المفاوضات حول وقف إطلاق النار بين إسرائ ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل (صور)
- إعصار كونغ-ري يقترب من تايوان والسلطات تجلي عشرات الآلاف وسط ...
- ما هي ملامح الدبلوماسية الأميركية المستقبلية في الشرق الأوسط ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سليمان يوسف يوسف - لبنان الرسالة يهتز من جديد