أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام آدم - السَّنافر - 1















المزيد.....



السَّنافر - 1


هشام آدم

الحوار المتمدن-العدد: 4423 - 2014 / 4 / 13 - 15:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مع مطلع هذا الشهر الفضيل (شهر أبريل)، كنتُ قد قررتُ أن أُدبِّر مقلبًا هزليًا لمجموعة أصدقائي المُقرَّبين (المُلحدين والمُؤمنين على السَّواء)، على أن أعلن بعد فترةٍ أنَّها لَم تكن سوى مزحةٌ أبريلية April Fool، وينتهي الأمر كما تنتهي أيَّة مزحةٌ بين الأصدقاء. فقمت بفتح موضوعٍ Post في أحد المواقع السُّودانيَّة، وكذلك في حسابي الخاص على الفيسبوك، ادعيتُ فيه بأنَّني رجعتُ إلى الإسلام، وأعلنتُ الشَّهادتين. قدَّرتُ أنَّ إشاعةً كهذه لن يكون لها وقعها إذا كانت على نطاق شخصي وضيِّق، وبالتَّالي فما كان لها أن تفعل مفعولها الذي أرجوه، ولهذا كان قراري أن أُطلقَ الإشاعة في مواقع عامة يرتادها أصدقائي أيضًا. كنتُ أعلم أنَّ خبرًا كهذا سيكون له وقعٌ كبيرٌ عليهم، لاسيما وأنَّهم يعرفونني جيَّدًا، وقلتُ في نفسي: "يبدو أنَّ هذه الكذبة لن تنطلي عليهم." لاسيما وأنَّني اخترتُ اليوم الأول من أبريل لإطلاق هذه المزحة. وصدق حدسي، فكان لهذا الخبر ردودُ أفعالٍ مُتباينة وصارخة، ولكن ما لَم أتوقعه، أنَّ تأتي ردود الأفعال هذه مِن أشخاصٍ ليسو هُم المُعنين بالأمر. أشخاصٌ لا تربطني بهم علاقةٌ شخصيَّة، وآخرين لا أعرفهم أصلًا. وانهالت الرَّسائل المُستفسرة والمُهنئة على بريدي في الفيسبوك، وأذكر أنَّني في اليوم الأوَّل من إطلاق المزحة تلقيت ما يُقارب من 36 رسالةً، أغلبها مِن أشخاصٍ لا أعرفهم أصلًا، يُهنئونني بالإسلام، ويعرضون عليَّ صداقتهم! تعجبتُ كثيرًا لردود الأفعال المُتطرفة تلك، والتَّي بلغت حدَّ البكاء عند أحدهم! كنتُ أسأل نفسي: "ما علاقة هؤلاء بإسلامي أو عدمه؟" أفكاري دائمًا -كانت، ومَا تزال- لنفسي وحسب، وإعلان خبرٍ كهذا مِن شأنه أن يهم أصدقائي المُقربين، لاسيما المُلحدين مِنهم (وهم ليسوا كُثرًا على أيَّة حال)، فما علاقة هؤلاء بأن أغيَّر أفكاري أو أن أُبقي عليها؟
(سأحتفظ لنفسي برأيي عمَّا قيل عني بعد إعلان إسلامي، وما قيل عني "من نفس الأشخاص" بعد اكتشاف أنَّها لم تكن سوى مزحة.)

على أيَّة حال، كان لإعلان الكذبة الأبريلية صدىً لا يقل تطرفًا عن إعلان إسلامي، وتباينت ردود أفعال النَّاس حول ذلك، ولكن هذه المرَّة كنتُ أتوقع ردود الأفعال تلك. ولكن مَا لَم أكن أتوقعهُ أبدًا أن ينتقل خبر إعلان إسلامي، وتكذيبه إلى قرية السَّنافر، وأن يتم تناقلها بين معشر السَّنافر أنفسهم. وفي لحظةٍ تحوَّلت مزحةٌ بيني وبين أصدقائي، إلى قضيَّة سخريَّةٍ مِن الإسلام والشَّهادتين. وبدأ المُسلمون ينهلون مِن سوبرماركت القرآن، الآيات المُناسبة لقصَّتي (كلٌ حسب وجهة نظره وتصوُّره الخاص). بالإمكان أن يكون هذا الحدث مُناسبةً جيِّدةً لتسليط الضَّوء على بعض أمراض مُجتمعنا، وبعض الظَّواهر المُنتشرة فيه، ولكن لن أقوم بهذا الدَّور، وسأترك مُهمة استخلاص العِبر مُفتوحةً للجميع، وكما قلتُ سابقًا: سأحتفظ لنفسي برأيي عمَّا قيل عني بعد إعلان إسلامي، وما قيل عني "من نفس الأشخاص" بعد اكتشاف أنَّها لم تكن سوى مزحة. أنا هنا لأتكلَّم عن قرية السَّنافر، وعن السَّنافر أنفسهم The Smurfs. وقرية السَّنافر التَّي أعنيها هنا هي موقع (التوحيد - eltwhed.com)، الذي يضم كوكبةً مِن السَّنافر الذين يمتازون بالتَّقزُّم والغباء. بالطَّبع هنالك العديد مِن المواقع الدِّينية التَّي قد ينطبق على روَّادها هذا الوصف، ولكن هذا الموقع بالتَّحديد يمتاز روَّاده بصفةٍ غريبةٍ جدًا، وهي الغباء السَّلبي المُركَّب. والموقع نفسه –كغيره مِن المواقع الدِّينيَّة، لاسيما الإسلاميَّة- يُعتبر واحدًا مِن مراكز تدليس العلوم وتزييفه، وأذكر أنَّ مجموعة السَّنافر هذه هاجمت الدكتور عمرو شريف- رئيس أقسام الجراحة في طب جامعة عين شمس بالقاهرة، بعد ظهوره في برنامج (بيني وبينكم) تحت عنوان (العلم الحديث في مواجهة الإلحاد) الذي يُقدَّمه الدكتور محمد العوضي على قناة الرأي، عندما صرَّح برأيه العلمي حول نظريَّة التَّطور، وقال ما معناه بأنَّه يُؤيد التَّطور ولا يُؤيد نظريَّة التَّطوير، واقترح بأنَّ يُسميها تطوير وليس تطوَّر. وعلى أيِّ حال، فإنَّ هذه الجُرعة المُخففة كانت كافيةً لإغضاب مجموعة السَّنافر، وبالتَّالي انتقاده في موضوعٍ فُتح خصيصًا لهذا الأمر بعنوان (مع د. عمرو شريف في نظرية التطور) (رابط الموضوع بالأسفل).

والحقيقة أنَّ عدد السَّنافر في ازديادٍ مُستمر، ولكن لا يعيش جميعهم في قرية السَّنافر السَّعيدة التَّي أتكلم عنها، فثمَّة سنفورٌ ضالٌ اسمه أبو عمر الباحث، يُطلق على نفسه اسم (مُكافح الشُّبهات)، وهو مُتخصِّصٌ في الرَّد على المسيحيين، وسنفورٌ آخر اسمه حمزة تزورتزس، وهو مُتخصصٌ في مُناظرة العلماء والمُلحدين الغربيين. وهؤلاء السَّنافر الضَّالة سوف نتكلَّم عنهم لاحقًا. المهم هنا، أنَّ ميزة السَّنافر الإيجابيَّة أنَّهم يُثيرون فينا الضَّحك دائمًا. فعلى الرُّغم مِن غبائهم وتقزُّمهم، إلَّا أنَّهم دائمًا مُتلهفون للمُناظرة مع الآخرين. وهنا تكمن صفتهم التَّي يمتازون بها (الغباء السَّلبي المُركب) فالأغبياء كُثر، والغباء في حدِّ ذاته ليس عيبًا، وهو ليس أمرًا مُطلقُا، فلا يُمكننا إطلاق وصف (غبي) على شخصٍ ما، بالمُطلق؛ فهو قد يكون غبيًا في أمرٍ ما، ومتوسط الذَّكاء في أمرٍ آخر، وعبقريٌ في مجالٍ آخرٍ تمامًا، ولكن أن يكون غباء الشَّخص غباءً سلبيًا ومُركبًا، فهذا نوعٌ مِن الغباء لا علاج له على مَا أظن. قد يعتقد البعض أنَّني أُبالغ، أو أنَّني أقصد إهانة السَّنافر، ولكنني لا أقصد أيًا مِن الفعلين على الإطلاق. الأمر في غاية البساطة: الشَّخص الذي يقتنع –في هذا العصر- أنَّ ناقةً حيَّة تخرج مِن جبل، وأنَّ حيوانًا يُمكن أن يتكلَّم بلسانٍ بشري، وأنَّ طفلًا بشريًا قد يُولد مختونًا، وأنَّ بإمكان أحدهم أن يشق البحر إلى نصفين بعصًا اعتيادية، وأنَّ رجلًا يُمكن أن يجلس وسط النَّار دون أن تحرقه، وأنَّ الموتى يُمكن أن يعودوا إلى الحياة، وأنَّ التَّيمم بالتّراب طهارةٌ، فهو لا يخرج عن أحد أمرين: إمَّا أن يكون غبيًا أو أن يكون مجنونًا. والمِحنة تأخذ شكلها السَّاخر عندما يبدأ شخصٌ يُؤمن بمثلِ هذه الأشياء بالحديث عن العلم والمنطق! أمثالُ هؤلاء –لو كان ثمَّة عدلٌ- يجب أن يتم حبسهم في حجرٍ صحِّي، وأن يُعزلوا عن المُجتمع تمامًا، حتَّى لا يُلوثوا أفكار الآخرين، ويجب أن يتم إخصاء ذكورهم ونزع أرحام نسائهم، حتَّى لا يُنجبوا أطفالًا ويُعبِّئوا رؤوسهم بمثل هذه التُّرهات الفارغة. هل أسمع أحدهم يقول: "وأين حريَّة الفِكر والتَّعبير؟" إنَّ كان مَا أسمعه حقيقيًا، وليس مُجرَّد هلاوس سمعيَّة، فإنَّني أقول: "مِن حق أيِّ شخصٍ كان أن يُؤمن بأيِّ شيءٍ، ولكن المُشكلة هنا ليست في الإيمان، وإنمَّا في القداسة." أن تُصبح مثل هذه الأفكار الخرافيَّة مُقدسةً، ونكون مُطالبين باحترام هذه الأفكار السَّخيفة تحت ذريعة أنَّها مُقدَّسات، فتلك هي الكارثة الكُبرى.

كنتُ أقول إنَّ هؤلاء السَّنافر، رغم غبائهم وجهلهم، إلَّا أنَّهم مُتعطِّشون للمُناظرات، وأعتقد أنَّ المُناظرات بالنِّسبة إليهم نوعٌ جديدٌ وحديثٌ مِن الجهاد. وطابع المُناظرات التّي يخوضها هؤلاء السَّنافر لا يختلف كثيرًا عمَّا يُمكن أن تفعله رابطةٌ لمشجعي كرة القدم: شخصٌ يُكذِّب ويُلِّفق ويُدلِّس العلوم، والبقية تهتف وتُكبِّر، سواءٌ فهموا أم لَم يفهموا، فهم ليسوا مُجتمعين للفهم والمعرفة، بل هُم مُجتمعون للمُناصرة والتَّأييد. قد يُقبِّل أحدهم حذاءكَ لتقبل مُناظرته، فإذا رفضتَ أو قررتَ الانسحاب لأيِّ سببٍ، هتفوا دفعةٌ واحدةً: "الله أكبر، هرب مِن المُناظرة." فالمُناظرة بالنسبة إليهم "مُصارعةٌ"، وليست أكثر مِن ذلك. هذا الفهم الطُّفولي لا يُمكن أن يُقدِّم للبشريَّة أيَّ شيءٍ مُفيدٍ على الإطلاق. وليتهم يكتفون بالكذب وتدليس العلوم، ولكنهم أيضًا يُدلِّسون نصوصهم أيضًا. الفكرة تتلخصُ ببساطةٍ شديدةٍ في أنَّهم يسعون حثيثًا إلى الحصول على أيِّ إشادةٍ مِن أيِّ عالم يعترف فيها -ولو ضمنيًا بصحِّة- القرآن، وبالطَّبع فلا بأس بالكذب لخدمة هذه الفكرة الجليلة، وهذا ما حدث مِن قبل مع موريس بوكاي Maurice Bucaille، ومع غيره. وعلى العموم فسوف أُعطي بعض الأمثلة الحيَّة التَّي تُوضح كذب وتدليس هؤلاء السَّنافر في نصوصهم الأصليَّة، في الجزء الثاني مِن هذا المقال.


أنا هنا -كما قلتُ- لأتكلَّم عن قرية السَّنافر المُسمَّاة بمنتدى التوحيد eltwhed.com الذي احتفى بإسلامي، وفتح مِن أجله موضوعًا Post بعنوان (عودة هشام آدم إلى الإسلام)، والذي تمَّ حذفه مِن الموقع بناءً على رغبة أحد السَّنافر، وأظنُّه سنفور "غضبان". وعلى أيَّة حالٍ، فقد تمَّ توجيه كثيرٍ مِن الانتقادات إليَّ بصفةٍ شخصيَّةٍ، وإلى مقالي: (الخالق ورطة الخلقيين)، وسوف أتطرقُ في هذا الجزء إلى هاتين النَّقطتين بالتَّحديد. في البدء دعوني أتكلَّم عن موقف السَّنافر مِن موضوع كذبة أبريل التَّي أطلقتُها، فقد واجهوا هذه الكذبة بحملةٍ مِن التَّهكم والسُّخريَّة، التِّي تحمل في مُحصلتها النِّهائيِّة معنىً واحدًا، وهو: "ليس بغريبٍ عليه الكذب فهو مُلحدٌ ومُعتادٌ على الكذب." وكما يقول أبو الطِّيب المُتنبي:
إذا أتتكَ مذمتي مِن ناقصٍ
فهي الشَّهادة لي بأنَّي كامل

غير أنَّي لن أدعي الكمال كما ادعاهُ أبو الطَّيب المُتنبي، ولكنني سوف أُناقش الطَّرف السَّنفوري الذي يتهمني بالكذب، وكأنَّه يعتبر الكذب مذمَّةً كبيرةً، فهل فعلًا يحق للمُسلم انتقاد الكذب والكاذبين؟ بصورةٍ مبدئيِّةٍ أقول: إنَّ المُتدين (أيَّ مًتدين) ليس له وازعٌ أخلاقيٌ أبدًا، بل هو مُتمتعٌ بما يُسمَّى بالوازع الدِّيني، وشتَّان بين الوازع الدِّيني والوازع الأخلاقي. فالوازع الأخلاقي يرى في الفعل نفسه –كموضوع- شرًا فيجتنبه، ويرى في الفعل نفسه –كموضوع- خيرًا فيفعله، ولكن المُتدين، يفعل ما ينص عليه كتابه المُقدَّس، فهو مُسيَّرٌ بأوامر النُّصوص، ومَا لًم يرد فيه نصٌ واضحٌ وصريحٌ، فهو بالنِّسبة إليه أمرٌ شائك لا يستطيع البتَّ فيه إلَّا بعد الرَّجوع إلى الفقهاء والعلماء ورجال الدين. والحقيقة أنَّ المُتدين لا يفعل الفعل لأنَّه خيرٌ، بل لأنَّ نصوص كتابه أخبرته بأنَّ هذا الفعل خير. وهو لا يجتنب الفعل لأنَّ الفعل شرٌ، بل لأنَّ نصوص كتابه أخبرته بأنَّه هذا الفعل شر. والخير والشَّر بالنِّسبة للمُتدين، والدِّين، مُتعلقٌ بخدمة الدِّين والعقيدة، وليس بخدمة الإنسان دائمًا، ولهذا فإنًّ جُلَّ النُّصوص المُسمَّاة بالمُقدَّسة مُخالفةٌ لما اتفقت عليه البشريَّة مِن قوانينٍ واتفاقاتٍ تُحاولُ أن تُوفر للإنسان تلك الحُريَّات التِّي انتزعتها مِنه الأديان. فلهذا –مثلًا- يرى المُسلم والمسيحي على حدٍ سواء، أنَّ ممارسة الرَّجل الرَّاشد والمرأة الرَّاشدة للجنس برضاهما دون زواج جريمةً أخلاقية. لماذا؟ لأنَّ هذا مُخالفٌ لما هو واردٌ في نصوصهم المُسمَّاة بالمُقدَّسة. وهكذا نرى كيف أنَّ المُتدين أشبه بطفلٍ صغيرٍ، بحاجةٍ دائمةٍ إلى التَّوجيه والإرشاد لما يفعله، ولما لا يفعله. لا حاجة للإنسان المُتدين إلى العقل، فالله يُفكر بالنيابة عنه، ويُقرر له، مَا هو صحيحٌ، ومَا هو خطأ. ومَا لَم يقله الله فهو بالتَّأكيد مِن الشَّيطان، في الوقت الذي لا وجود فيه لا لإلهٍ ولا لشيطان!

عمومًا دعونا نُركز على السَّنافر في قريتهم السَّعيدة؛ فهم قومٌ يسيرون على خُطى أبيهم إبراهيم (بابا سنفور): {ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين}(الحج:78) وإبراهيمٌ هذا أعتبره –بصفةٍ شخصيَّةٍ- مِن أغبى الشَّخصيَّات التَّي قرأتُ عنها في حياتي. وعلى العموم، وقبل أن نتكلَّم في صُلب الموضوع، دعونا نعرف أولًا ما هو الكذب. الكذب كما في مقاييس اللغة وفي لسان العرب هو نقيض الصِّدق. فأيُّ خبرٍ أو حديثٍ أو فعلٍ يُخالف الصِّدق والحقيقة فهو كذب. فلو أنَّ شخصًا هزَّ رأسه بالإيجاب في محل النَّفي فهو كاذبٌ، حتَّى وإن لَم ينطق بحرف. والكذب لا لون له، وليس له درجات؛ فليس هنالك كذبٌ أبيض، وآخر أسود. ليس هنالك كذبٌ خيِّر وكذبٌ آخر شرير، فالكذب على الدَّوام هو كذبٌ شرير. ولقد تحدثتُ في مقالي السَّابق (المُعاناة في حياة المُلحد) عن معاني الخير والشَّر، وقلت إنَّهما مفاهيم أخلاقيَّةٌ لموضوعاتٍ ليست أخلاقيَّة، وإنَّ الخير قد يكون شرًا مِن وجهة نظرٍ ما، وقد يكون شرًا مِن وجهة نظرٍ أُخرى، حسبما تقتضي المصلحة. والمصلحة هنا تعني النَّفعيَّة، والنَّفعيَّة أمرٌ ذاتيٌ لا علاقة له بالموضوعيَّة. فأن أقتل شخصًا فهو في مصلحتي تمامًا، ولكن القتل –حتَّى وإن كان في مصلحتي- لا يعني أنَّ القتل خير، إلَّا مِن وجهة نظري أنا فقط. وهنا يكون الأمر ذاتيًا صرفًا، ولو كان لنا أن نُبرر لأفعالنا بدافع مصلحتنا فإنَّ كلَّ الأفعال الشِّريرة في هذا العالم هي خيِّرة، لأنَّها خيرٌ مِن وجهة نظر مُرتكبيها.

في القرآن نجد أنَّ إبراهيم كذب في موضعين، ففي الموضع الأول، نقرأ: {فقال إني سقيم * فتولوا عنه مُدبرين}(الصَّافات: 89-90) وخلاصة القصَّة، كما في نسختها الإسلاميَّة أنَّ قوم إبراهيم كان لهم عيدٌ يخرجون فيه خارج المدينة، فدعوه إلى الخروج معهم، فكذب وتعلل بأنَّه مريضٌ، والحقيقة أنَّه لم يكن مريضًا، بل كان يُدبر لأمرٍ آخر. وبعد كذبته الأولى هذه، نرى كذبته الثانيَّة في موضعٍ ثانٍ؛ إذ نقرأ: {قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم * قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون}(الأنبياء: 62-63) والمُسلمون يقرأون هذه الآيات ويُعجبون لحكمة إبراهيم وذكائه المبني على كذبةٍ، والواقع أنَّه هو مَن كسر الأصنام، ولكن بالطَّبع فإنَّه –بالنسبة إليهم- لا بأس بالكذب إذا كان خدمةً لمصلحة الدِّين والدَّعوة، وهذه هي النفعيَّة التَّي تُعادل الذَّاتيَّة. الأمر في مُحصلته النِّهائية كذبٌ صريحٌ ولا غبارَ عليه، لأنَّه مُخالفٌ ونقيضٌ للصِّدق، ولأنَّ المُسلم ليس له وازعٌ أخلاقي فلن يرى في هذه الكذبة مُشكلةً تُذكر، ولكنها مِن وجهة النَّظر الأخلاقيِّة فهي محض كذب، ولا أكثر. وفي كتاب (المبتدأ في قصص الأنبياء) نقرأ ما يلي من سيرة إبراهيم، عندما قرر الارتحال إلى مصر مع زوجته ساراي (سارة): "قال: فأتى الجبَّار رجلٌ، وقال له: "إن هاهنا رجلًا معه امرأةٌ، مِن أحسن النِّساء. ووصف له حُسنها وجمالها، فأرسل إلى إبراهيم (عليه السلام): فجاءه، فقال له: "مَن هذه المرأة منك؟" فقال: "هي أختي." وتخوَّف إن قال: "هي امرأتي أن يقتله، فقال: "زينها وأرسلها إليَّ، حتى أنظر إليها." فرجع إبراهيم إلى سارة (عليها السَّلام) وقال لها: "إنَّ هذا الجبَّار قد سألني عنكِ، فأخبرته أنَّكِ أختي، فلا تُكذبيني عنده، فإنَّكِ أُختي في كتاب الله، وإنَّه ليس في هذه الأرض مُسلمٌ غيري وغيرك."(المصدر في الهامش) هذه القصة لا تُوضح لنا كم كان إبراهيم كاذبًا وحسب؛ بل وتوضح لنا أنَّه كان يدفع الآخرين إلى الكذب، وأنَّه كان ديوثًا يقبل بأنَّ يُقدِّم زوجته للملك.

بالطَّبع سوف يرفض المُسلمون هذه الرِّواية –كعادتهم- بحجة أنَّها مِن الإسرائيليات، وأنَّ كُتب السِّيرة وقصص الأنبياء مليئةٌ بهذه الإسرائيليات، ولكن لديَّ سؤالٌ بسيطٌ لهم حول هذه الحُجة المُتهافتة: "هل كان مُحمَّدٌ بن إسحاق مُلحدًا؟" ، "هل تملكون الشَّجاعة لرفض الإسرائيليات فعلًا؟" إنَّ مُحمَّد بن إسحاق هو مُؤرخٌ وكاتب سيرةٍ إسلامي في المقام الأول، كما أنَّ المُسلمين ليس بوسعهم أن يرفضوا الإسرائيليات لأنَّ القرآن نفسه استفاد مِن هذه الإسرائيليات في قصصه الواردة في القرآن، بل وأكثر مِن ذلك، فإنَّ القرآن يُوصي بالرُّجوع دائمًا إلى الإسرائيليات كمصدرٍ مُعتمد، فنقرأ: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك }(يونس:94) أفبعد هذا يُمكن لمُسلمين رفض الإسرائيليات؟ وسواءٌ رفض المُسلمون هذه القصَّة أم لم يرفضوها، فهي مُثبتةٌ في كُتبهم، وليس في كُتب أحد المُلحدين، وليس في كُتب أحد المُستشرقين المُتربصين بالإسلام. وهذه صورة مُبسطة لأبي المُسلمين الذي سمَّاهم "مُسلمين"، وكما يقول الشَّاعر سبط ابن التَّعاويذي:
إِذا كانَ رَبُّ البَيتِ بِالدُفِّ مولِعاً
فَشيمَةُ أَهلِ البَيتِ كُلِهِمِ الرَقصُ

وفي الفقه الإسلامي يُباح الكذب في ثلاثة مواضع: 1- في الحرب. 2- في الإصلاح بين النَّاس. 3- في حديث الرَّجل مع زوجته والعكس، وهذا عليه دليلٌ صحيحٌ مِن السُّنة، ففي صحيح مُسلم نقرأ مِن حديث أم كلثوم بنت عقبة قالت: "لم أسمع يُرَخَّصُ في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث : الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها." وبصرف النَّظر عن الدَّوافع، لأنَّها كما قلنا دوافعٌ نفعيةٌ، فإنَّ الكذب الذي هو فعلٌ غير أخلاقي قد يُصبح مُباحًا -عند هؤلاء المُسلمين- إذا اقتضت مصلحتهم ذلك. ومصلحتهم بالضَّرورة ليست مصلحةً عامةً، بل هي مصلحةٌ إسلاميِّة فقط. أفهؤلاء هم الذين يُمكن أن يُقبل مِنهم نقدٌ فيما يتعلق بالكذب؟ وفي القرآن آيةٌ تمدحٌ رجلًا (وقومًا كاملًا بالتعميم) لأنَّه كذب اضطرارًا، وهذه حالةٌ رابعةٌ يّباح فيها الكذب، ولم تذكرها أم كلثوم بنت عتبة، فنقرأ في القرآن: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}(النحل:106) وهذه الآية وردت في عمَّار بن ياسر، عندما اضطر إلى سبِّ محمدٍ حتَّى يتخلَّص مِن التَّعذيب. الغريب في الأمر، أنَّ مَن مات وهو يُعذَّب في سبيل الدَّعوة أُعتبر شهيدًا وبطلًا، ومَن كذَّب لينجو بنفسه اعتبر صحابيًا جليلًا. هذه هي معايير المُسلمين في تصنيف الكذب والكذَّابين، فأيُّ ضيرٍ في أن ينعتني هؤلاء بالكذب؟

والحقيقة أنَّ موضوع الكذب هذا ليس هو المُشكل الأساسي الذي قد يُثير الانتباه في زوبعة السَّنافر، ولكن ما أثاروه حول مقالي الأخير: (الخالق ورطة الخلقيين) إذ أبوا إلَّا أن يُثبتوا غباءهم بإصرارٍ يُحسدون عليهم، إذ علَّق أحد السَّنافر على قولي: "هل الثقوب السَّوداء ضمن خطة النِّظام الكوني؟" وذلك في معرض حديثي عن عدم وجود النِّظام في هذا الكون، فقال ساخرًا فيما معناه: "ولماذا لم تبتلع الثقوب السُّوداء كرتنا الأرضية؟" هذا السَّنفور يرى أنَّ الثُّقوب السَّوداء طالما أنَّها لا تُؤثر على كوكب الأرض الذي نعيش عليه، فهذا –بالنسبة إليه- لا يعني أيَّ شيءٍ، ولا يعني أنَّ الكون غير منظم، وكأنَّ الكون شيءٌ، وكوكب الأرض شيءٌ آخر. هذه هي الأنانيَّة والذاتيِّة التَّي تحدثتُ عنها في المقال ذاته، وتحدثتُ عنها مرَّة أُخرى في مقالي الأخير: (المُعاناة في حياة المُلحد)، تلك الأنانيِّة التِّي تجعلنا نربط كل الظَّواهر بنا، وبما يتعلَّق بنا، وكأننا لسنا جزءًا مِن هذا الكون. ولكن لا بأس، سوف نأخذ هذا الحجَّة الواهية على عِلَّاتها، فهل يُمكننا اعتبار كوكبنا مُنظمًا في حين يكون الكون غير مُنظمًا؟ أليس –بحسب زعم الخلقيين مِن المُسلمين- خالق الكون والأرض خالقٌ واحد؟ إنَّ حجج هؤلاء هزيلةٌ ومُتهافتةٌ، وتدعو للرثاء أو الضَّحك فعلًا. وتكمن المُشكلة في أنَّ السَّنافر مُقتنعون في قرارة أنفسهم، بأنَّ حجتهم مُفحمةٌ ومنطقيَّة، وهذا –بالطَّبع- مِن تأثير الغباء السَّلبي المُركب الذي تكلَّمنا عنه في بداية المقال. هذا السَّنفور لا يعرف أنَّ أيِّ ثقبٍ مِن هذه الثُّقوب يُمكن أن يبتلع هذه الأرض في أيَّة لحظةٍ، بل وأنَّ شمسنا هذه سوف تتحوَّل إلى ثقبٍ أسود يومًا ما، ولكن الخبر السَّعيد هنا، أنَّ هذا السَّنفور لن يعيش حتَّى يشهد هذه اللحظة المُريعة، ولكن بالنِّسبة إليه يظل الأمر مُنظمًا وطبيعيًا، طالما أنَّ الأمر لا يطاله فقط، وإذا تصادمت المجرَّات بعضها ببعضها، فسوف يظل يرى الكون مُنظمًا، طالما أنَّ الأمر لا يمس كوكبنا، وكأنَّ كوكبنا هذا هو الكون، ولا يُدرك أنَّ هذا الكوكب ليس إلَّا ذرة غبارٍ في هذا الكون المهول.

وفي تعليقٍ على حديثي عن تكوُّن البروتين بالصُّدفة، والذي هذا نصُّه: "وفي سبيل إثبات عدم إمكانية إنتاج شكل أو نظام معقد بالصُّدفة، فهم يعتمدون على مقولةٍ مُنتشرةٍ في غالبية المواقع الإلكترونية، وهي مقولة منسوبةٌ إلى تشارلز جاي Charles-Eugène Guye يقول فيها بأن احتمالية تكوَّن جزيء بروتيني بالصُدفة هي 1/16010 وهو ما يتطلب 24310 عامًا حتى يتحقق. وبالطبع فإنَّ هذا الكلام غير علمي بالمرَّة، ببساطة شديدة لأنَّ البروتين يتكوَّن في الأساس داخل الخليَّة الحيَّة وليس خارجها، وأيُّ كلام عن تكوُّن بروتينٍ بالصُّدفة هو كلامٌ يتجاهل تمامًا أبسط المعلومات العلمية المُتعلقة بنشوء وتكوُّن البروتين، وبالتالي فهو يفترض أنَّ للبروتين وجودٌ حُرٌ في الطَّبيعة، بحيث يكون البروتين هو المُكوِّن للخليَّة وليس العكس!"(انتهى الاقتباس) علَّق أحد السَّنافر تعليقًا غريبًا ومُدهشًا للغاية؛ إذ قال مَا معناه إنَّ كلامي هذا كمن يرفض تكوَّن بناءٍ Building بسبب وجود البناء داخل مدينةٍ أكبر وأوسع، وكأنَّني بهذا أضع مُشكلةً أكبر. وهذا الكلام في الحقيقة لا يُثير إلَّا الضَّحك، لأنَّ هذا السَّنفور لم يفهم أصلًا ما عنيتهُ بكلامي على وجع الدِّقة، وسأُعيد كلامي مرَّةً أُخرى، علَّ جينات السَّنافر تحمل موروثة الوعي الارتدادي:

(اعتراض الخلقيين على نظريِّة التَّطور تكمن في جزءٍ مِنها على أنَّه مِن المُستحيل تكوُّن بروتينٍ بالصُّدفة.) حسنًا، فلنأخذ هذه الحُجة ونُشرِّحها ببطءٍ مِن أجل السَّنافر هذه المرَّة، ربمَّا يكون منهم مَن يبحث فعلًا عن الحقيقة، ولا يرغب أن يُكمل بقيَّة حياته كائنًا سنفوريًا: الحياة -عزيزي السَّنفور- لَم تتكوَّن أصلًا مِن البروتين، بل تكونت مِن الخليَّة الحيَّة، والخليَّة الحيَّة هي مَن تُتنج البروتين، لأنَّه لا يُوجد بروتينٌ حُرٌ يُنتج في الطَّبيعة. وإذا كنتَ ترى أنَّ تصوَّر تكون خلية حيَّة أصعب وأكثر استحالة من تكوُّن البروتين، فهذا الأمر يعود إلى سببين:
1- اعتقادكَ الخاطئ بأنَّ تكوُّن البروتين مُستحيل، وهذا اعتقادُ خاطئٌ، فالبروتين يتكوُّن بنسبة 100% داخل الخليَّة الحيَّة، وعندها لن يتبقى لدينا إلَّا اختبار فكرة تكوُّن الخليَّة الحيَّة نفسها.
2- أنَّك تجهل أو تتجاهل نتائج تجربة يوري-ميلر Miller-Urey Experiment التَّي نجحت في إنتاج الأحماض الأمنيَّة الأساسيَّة لتكوين الخليَّة الحيَّة.

فالأحماض الأمينيَّة هي التَّي تكوِّن الخليَّة الحيَّة، وليس البروتين، لأنَّ البروتين يحتاج للخليَّة الحيَّة ليتكوَّن، في حين تحتاج الخليَّة الحيَّة إلى الأحماض الأمينيَّة لتتكوَّن. ولكنكَ إذا رفضتَ تجربة يوري-ميلر بحجة أنهما اعترفا بخطأ التَّجربة، فسوف تُثبت لي في المقام الأول أنَّك كائنٌ سنفوريٌ تُحب وتُريد أن تظل سنفوريًا، لأنَّ التَّجربة فعلًا أنتجت أحماضًا أمينيَّةً، ولكن فشل التَّجربة كان ناتجًا فقط عن نقصٍ في المعلومات حول المواد والعناصر التَّي يجب أن تتوفر في التَّجربة، وهذا أمرٌ آخرٌ، وتظل الفكرة الأساسيَّة قائمةً على أصولها: "يُمكن للحياة أن تنشأ بعفويةٍ وتلقائيَّةٍ عندما تتوفر الظُّروف المُناسبة لذلك." وفي المُحصلةِ النهائيِّة، فقد نجح يوري وميلر في إنتاج الحياة (أو الدعائم الأساسيَّة للحياة)، ولكنهما أخفقا فقط في معرفة الظُّروف المُناسبة. ولا علاقة للأمر بالبناء والمدينة، وهذا التشبيه الذي لا يمت للأمر بصلةٍ، لأنَّها محض توهمات سنفوريَّة لا أكثر مِن ذلك ولا أقل. وفكرة نشوء وتكوُّن الحياة بطريقةٍ تلقائيَّةٍ وعفويَّةٍ، مازالت تعمل حتَّى اليوم، وستظل تعمل دائمًا. ويتضح الأمر مِن تكوُّن الطَّحالب والنَّباتات غير البذريَّة في الأماكن والظُّروف الملائمة لها.

سأكتفي بهذا القدر مِن التَّعليقات على سنافر قريَّة السَّنافر، وفي الجزء الثاني سوف أتناول السَّنافر الضَّالة، ومَا يحملونه مِن تدليسٍ، ليس للعلوم فحسب، بل ولنصوصهم التَّي يسمونها مقدسة ويُطالبوننا بتقديسها أو احترامها. لنعرف كيف أنَّ هذه المخلوقات تعشق الكذب لتحقيق نصرٍ زائفٍ، ومصلحةٍ ذاتيَّةٍ تتعلَّق بمُعتقدهم المبنيَّة -في أساسها- على الوهم والخرافة. ولن أنسى قبل أن أختم هذا الجزءَ مِن مقالي أن أزجي أزكى تحياتي لسنفور مُفكِّر (أبو حب الله)، الذي رغم افتضاح تدليسه الواضح للعلوم والنَّظريات العلميَّة، في مناظرتي معه؛ إلَّا أنَّه مَازال مُصرًا على لعب دور الفارس هازم الأشرار، ومُدمِّر المُلحدين، وأُحب أن أسأله سؤالًا لطالما حلمتُ أن أجد إجابةً عليه: "قمتَ -عزيزي سنفور مُفكِّر- بفتح موضوعٍ Post بعنوان (مناظرتي مع الملحد هشام آدم والتي انتهت بانسحابه) في موقع القرية الرَّسمي eltwhed.com وفردت فيه مُداخلتكَ أنتَ فقط، وتجاهلتَ مُداخلاتي، بحجة أنَّكَ لا تُريد التَّطويل على القرَّاء، ووضعتَ رابط المُناظرة في مكانها على الفيسبوك، وفجاءةً –وبعد انتهائك مِن إكمال الموضوع- تختفي صفحة المُناظرة الأصليَّة على الفيسبوك. فهل أجد مُبررًا لهذا الأمر، أم أنَّها صدفةٌ كونيَّةٌ ما؟"





----------------------------------------------
1- موضوع (مع د. عمرو شريف ونظرية التطور)
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?26192-%E3%DA-%CF-%DA%E3%D1%E6-%C7%E1%D4%D1%ED%DD-%DD%ED-%E4%D9%D1%ED%C9-%C7%E1%CA%D8%E6%D1!!
2- كتاب (المبتدأ في قصص الأنبياء) لمحمد بن إسحاق "صاحب السِّيرة" – جمعه ووثق نصوصه محمد كريم الكرواز. دار الانتشار العربي، بيروت - لبنان – الطبعة الأولى2006 . ص116



#هشام_آدم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المُعاناة في حياة المُلحد
- الخالق ورطة الخلقيين
- مصير الأنبياء
- الحجاب والحرية الشخصية
- دفاعًا عن نظرية التطور
- خطايا السَّيد المسيح - 2
- خطايا السَّيد المسيح
- فضائح السَّند والمتن في علم الحديث
- الالتفاتة الأخيرة لخلدون
- رَمَدُ العُيون في مقالة المدعو خلدون
- قراءةٌ في سِفر الوثنية
- محاولة لقراءة التاريخ الإسلامي بعينين
- زواج عتريس من فؤادة باطل
- هكذا تكلَّم يهوه 1
- يا فتيات العالم المختونات .. افتحوا
- لماذا الله غير موجود 2
- ما الغاية من حياتنا وما الهدف منها بلا دين؟
- هولي بايبل يحرق مراكب العودة - 2
- بين محمَّد ومُسيلمة الكذاب
- هولي بايبل يحرق مراكب العودة


المزيد.....




- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام آدم - السَّنافر - 1