أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - السياسات النخبوية في مواجهة السياسة من أسفل














المزيد.....

السياسات النخبوية في مواجهة السياسة من أسفل


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4422 - 2014 / 4 / 12 - 01:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السياسات النخبوية في مواجهة السياسة من أسفل

الثورات الشعبية في الشرق اليوم هي محاولة جديدة من الناس العاديين لدخول التاريخ , لا العودة إليه , فالإنسان في الشرق , و ربما العالم , مغيب منذ فجر التاريخ عن كتابة مصيره , الأمر الذي اختزل عادة بالطغاة و السادة , و الجنرالات و بعض "المفكرين" المهووسين بالسلطة حتى الجنون ... الطريقة الوحيدة ليقتحم البشر "العاديون" مسرح التاريخ أو يشاركوا في صناعته هو الثورة , فقط ... و هذا بالضبط ما بدأه مهمشو الشرق مع البوعزيزي مع أفول عام 2010 ... و يجب الإقرار اليوم بأن تحولات الثورات الشعبية هي في جزء منها نتيجة التناقضات في فعل و تفكير المهمشين أنفسهم , و أيضا , نتيجة فعل القوى السلطوية المختلفة التي تحاول السيطرة على مصير هذه الشعوب ... خلافا للدارج , ليست الديمقراطية آلية ليحكم الناس "العاديون" أنفسهم بأنفسهم , إنها آلية حكم نخبوي فوقي هرمي أكثر استقرارا بزعم أنه أكثر "عقلانية" .. الديمقراطية هي مطلب و مشروع نخبوي أساسا , و جزء مكمل للسياسات النخبوية يهدف إلى شكل "ضروري" لكنه "مستدام" و قابل للاستمرار للتحكم بالبشر .. تعكس خطابات النخب المعارضة نخبوية مشاريعها : تركيزها على مفاهيم الدولة و الحفاظ عليها , وحدة التراب الوطني , البحث عن هوية مصطنعة قبل إنسانية أو لا إنسانية ( الاعتراف بإنسانية الإنسان على أنها هويته الفعلية سيؤدي حتما إلى الإقرار بقدسية حريته فوق اي اعتبار آخر ) , اتهام عفوية الجماهير و غياب الإيديولوجيا أو التنظيم الهرمي الفوقي أو غياب القيادة على أنه السبب وراء كل "أخطاء الثورات" أو انحطاطها , الحال قد يكون مختلفا في الواقع , يبدأ انحطاط الثورات الشعبية كمغامرة نحو المجهول و الحرية عندما يجري لجمها و إخضاعها لإيديولوجيا و قيادة أقلية "ثورية" ما ... هذا لا يعني أن الخصم الآخر للنخبة الليبرالية , أي الإسلاميين , بالرغم من شعبويتهم , يمارسون سياسة مختلفة في نهاية المطاف .. كحركة احتجاجية , يقترب رفض الإسلاميين لهيمنة الإنسان على الإنسان بدعوى "عبوديته" لله وحده من المثال الأكثر جذرية أو "تطرفا" للحرية الإنسانية , حيث لا هيمنة لإنسان على آخر , لكنهم يختلفون كلية عندما يصبحون أو يقتربون من السلطة , حالهم في ذلك مثل بقية السلطويين .. فهم يؤمنون بضرورة فرض العدالة و غيرها على المجتمع و الناس العاديين من أعلى بالإكراه , إنهم أقلية ثورية جدا , و سلطوية جدا في نفس الوقت , دون أي مساومة في الحالتين ... إنهم حقيقيون جدا في أنهم اليوم المعارضة الأكثر راديكالية و جذرية للطبقات الحاكمة في الشرق و لمجمل النظام الرأسمالي العالمي , إنهم ألد أعداء عالم يقوم على القهر و الاستبداد و الخداع , و هم مزيفون جدا في أنهم يريدون هدم هذا العالم لإقامة يوتوبياهم : عالم يمارسون فيه قمع و استلاب الناس العاديين بدرجة أعلى من الشمولية و الطغيان و الإكراه .. في الثورات العربية اليوم تناقض رئيسي : بين المضمون التحرري الهائل لها و بين مطالبها و شعاراتها النخبوية و الفوقية , بين فعل الجماهير و أهدافها و بين فعل النخب و رغباتها , و كل تراجعات أو هزائم هذه الثورات و انحطاطها المحتمل يعكس عجز الجماهير عن التملص من آليات الهيمنة النخبوية السابقة و الجديدة .. قد يكون رفض الديمقراطية كمطلب و مشروع نخبوي ضروري بالفعل لحرية حقيقية للناس العاديين , من اجل "سياسة" جديدة تمارسها الجماهير مباشرة في الأسفل , لكن هذا الرفض قد يؤدي من جهة إلى التنظيم الذاتي للجماهير إلى أشكال مبتكرة من الديمقراطية المباشرة للجماهير على حياتها , ما يقترب فعلا من معنى حكم الناس لأنفسهم بأنفسهم بالفعل , أو إلى الفاشية و الشمولية ... لقد حدث هذا من قبل , في غمار صعود ثوري جماهيري مماثل , قال يومها لينين أن الحرية هي كذبة برجوازية , قضى البلاشفة يومها على الأورخانا القيصرية لتأخذ التشيكا البلشفية مكانها , و فرض الصمت و الخضوع كقاعدة أساسية للحياة , أغرق تروتسكي انتفاضة بحارة كرونشتادت بالدماء , وصولا إلى معسكرات العمل العبودي الستاليني في الغولاغ .. قد يكون هذا أشد قسوة بكثير مما فعلته البرجوازية الأمريكية البيضاء أو الفرنسية أو الانكليزية بعد ثوراتها الشعبية , الفلاحية - البروليتارية هناك , عندما اختارت الشكل الديمقراطي لهيمنتها على الجماهير , في كلتا الحالتين أخرج الناس العاديون بالقوة من التاريخ , بانتظار ثورات جديدة , بانتظار وقت يحكم فيه الناس العاديون أنفسهم بأنفسهم



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين العبث و الثورة , تأملات ثورية بعد قراءة دانييل خارمز
- الحرب في بر الشام
- هيك , حكي نحشيش
- داعش و أخواتها
- محاولة للنظر في المرآة
- رد متأخر , العزيزة ليندا
- عدونا هو العبد للأناركي الفرنسي نويل ديميور
- عن قصة المؤامرة
- حقيقة الجهاديين
- تقبل الآخر : كعلاقة هيمنة لإيريك إمبسون و آريانا بوف
- مانديلا : انتصر على الأبارتيد , و هزمته النيوليبرالية لجوناث ...
- ثورات في منتصف الطريق
- هل تكون الطائفية هي الثقب الأسود لربيع الثورات الشعبية
- ماذا يمكن للثوري الايطالي كاميليو بيرنييري أن يقول اليوم للث ...
- تأملات في جنيف 2
- مناضلون ضد النازية
- من هو الأناركي ؟
- مجموعة تشيرنوي زناميا ( الراية السوداء ) الأناركية ( 1903 – ...
- مزرعة الحيوانات السورية
- الله و دولة العراق و الشام الإسلامية


المزيد.....




- اتهمت جيفري إبستين باستغلالها جنسيًا.. رواية فيرجينيا جوفري ...
- فيديو: انهيار ناطحة سحاب في بانكوك جراء الزلزال يثير تساؤلات ...
- إسرائيل تعلن توسيع نطاق عمليتها العسكرية في غزة مع إخلاء -وا ...
- عملية أمنية أوروبية تطيح بشبكة ضخمة لاستغلال الأطفال جنسيا و ...
- اتهام موظف رفيع في وزارة أمريكية بالقرصنة الإلكترونية
- مستشار ترامب: الرئيس قادر على إيجاد طريقة للترشح لولاية ثالث ...
- مشروبات الجمال والصحة
- -ما حدث في غرينلاند يمكن تكراره في إسرائيل- - هآرتس
- ترامب يستعد لـ -أم المعارك- التجارية: العالم على شفير هاوية؟ ...
- مناورات صينية بالذخيرة الحية حول تايوان تحاكي ضرب موانئ ومنش ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - السياسات النخبوية في مواجهة السياسة من أسفل