نقولا الزهر
الحوار المتمدن-العدد: 4421 - 2014 / 4 / 11 - 22:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في كل الأحوال ، وعند مناقشة ما نحن عليه في سوريا وفي العالم العربي، علينا ألا ننسى للحظة واحدة، أن كل الحركات السياسية وعلى الأخص الحركات السياسية العقائدية القومية واليسارية والإسلامية لم تقم بمراجعات فكرية وصلت إلى مستوى انعطافات وثورات فكرية جدية.وإذا كانت قد حدثت بعض المراجعات داخل هذا الفصيل أو ذاك أو من قبل أفراد فبقي تأثيرها ضعيفاً على الحركات الجماهيرية. في اعتقادي حان الأوان لا نعطافات فكرية هائلة في داخل التيار الإسلام السياسي(جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب الدينية الأخرى) وفي التيار القومي(البعثين والناصر يين والقوميين العرب وفي التيار الماركسي(الأحزاب الشيوعية العربية). ومن اهم الأمور التي بات من الضرورة مناقشتها:دور الدين في المجتمع وعلاقته بالدولة؛ إعادة النظر بمفهوم الأمة وعوامل تكوينها، إعادة النظر بقضية الوحدة العربية وأولوياتها ؛ إعادة النظر في الموقف السلبي من الليبرالية الفكرية التاريخية وهنال ضرورة للفصل بينها وبين النيوليبرالية الاقتصادية الحديثة، إعادة النظر في الموقف من العلاقة بين الديموقراطية والاشتراكية. وكذلك لابد من تحديد موقف من دولة المواطنة التي صارت قضية طافية على السطح بعد ان صارت الدولة الدينية وحتى الدولة القومية غير متلائمة مع تطورات العصر وحقبة العولمة. ربما يرى البعض ان هذا الكلام لا علاقة له بما نحن فيه الآن؟ في اعتقادي لا يمكن القطع بين النضال السياسي والنضال الفكري وأي سياسي منقطع عن الفكري والاستراتيجي يحيل إلى التجريبية والعبثية. إن مايحدث في العالم العربي منذ أكثر من ثلاث سنوات ليس مؤامرة وإنما هو داخلي بامتياز وثوري بامتياز دوافعه الخلاص من الاستبداد ونشدان الكرامة والحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية.ما يجب ان نعترف به أن الفكري والسياسي لم يكونا على مستوى هذا السيل الجماهيري العارم أو بالأحرى هذا الزلزال الجيولوجي الديموغرافي الذي يفتقد لقيادة سياسية توحدها قواسم فكرية مشتركة.
#نقولا_الزهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟