أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - قرءاة في قصيصة رحلة/ إنجاز :إسماعيل البويحياوي __( رحلة :من تأليف الأستاذ مصطفى عوض)














المزيد.....


قرءاة في قصيصة رحلة/ إنجاز :إسماعيل البويحياوي __( رحلة :من تأليف الأستاذ مصطفى عوض)


نجية نميلي (أم عائشة)

الحوار المتمدن-العدد: 4421 - 2014 / 4 / 11 - 02:10
المحور: الادب والفن
    


رحلة_________
أما لهذا الطريق من نهاية؟ !
تقول عقارب السّاعة، بينما تدور وتدور
وتدور!
---------------------
القصة القصيرة جدا مصطلح أثار ويثير العديد من النقاشات ووجهات النظر التي تستدعي قضايا كثيرة، ومنها تعالقاته مع أنواع عديدة من الأجناس الكبرى والصغرى كاالشعر والخبر والمثل السائر والنكتة والشذرة والومضة القصصية.
ربما يرى البعض أن هذا النص ( رحلة) ليس قصة قصيرة جدا، إن التزمنا شروط النوع المعروفة والمتداولة لدى دارسين ونقاد عديدين، لكنها، مع ذلك، قصة قصيرة جدا بمعنى الومضة القصصية التي تتميز بالسرعة البرقية وقلة الأحداث حتى يخيل إلينا أنها جملة أو جملتان بدون هوية سردية مقنعة لذوي الذائقة السردية التقليدية.
وإذا تبنينا موقفا انفتاحيا لامعياريا صارما لاعتبار شكل القصة القصيرة جدا غير مستقر وتحاور الأنواع والأجناس الكبرى والصغرى والعالمة والشعبية وتتداخل معها محترمة الحجم والكثافة والقصصية ومعتمدة الدهشة والمفاجأة والذكاء وحضور بديهة القاص الذي يمشي فوق حبل دقيق وقصير جدا تتنازعه القصة والشعر والحكمة والنكتة وغيرها. وفي حال عدم توفر الحبكة صراحة فلابأس أن ينوب الحاضر عن الغائب وتكون ضمنية فيقوم القارئ بحفريات قرائية تأوليلية ليفرز حبكته، طبعا لابد من توفر مبرر إبداعي يسوغ ذلك بعيدا عن الضحالة والعشوائية والاستسهال وقراءة الرجم بالغيب الدلالي .(1)
وبالعودة إلى هذه القصيصة فهي تتكون من عنوان وثلاثة أسطر رسمت متقطعة كأنها أسطر شعرية من قصيدة نثر. العنوان( رحلة) اسم نكرة مؤنث يشكل فرضية لتلقي القصيصة وقراءتها.
أما نص القصيصة فيتكون من جملتين:
! جملة اسمية: أما لهذا الطريق من نهاية؟
جملة فعلية: تقول عقارب السّاعة، بينما تدور وتدور
! وتدور
والملاحظة الأولى البارزة أن ترتيب الخطاب ليس هو ترتيب القصة الكرونولوجي المنطقي إن صح التعبير. القصيصة تبدأ بفعل كلامي وتؤخر الفعل الفيزيائي التنفيذي بأسلوب التقديم والتأخير ووظائفه المعروفة في البلاغة. ونقدره وفق الترسيمة التالية:
دوران ←-;- دوران ←-;- تعب ←-;- قول جملة الاستفهام الانكاري ←-;- دوران .....
إن تصرف القاص في التوالي الزمني والمنطقي/ ترتيب الخطاب ليس عبثا، ولكنه وظيفي واستعمل لأغراض بلاغية ونفسية تفيد التنبيه والتوكيد والبوح بأن الأهم في القصيصة والرأس هو جملة( أما لهذا الطريق من نهاية؟). فبعد الجملة الرصاصة الأولى التي تصيب صدر القارئ، و بعد رجة العنوان طبعا وتوليداته، وفق انتباه القارئ وثقافته وتجربته مع معجم ومع سيناريو الرحلة، لآفاق انتظار دلالية تتزامن مع آفاق انتظار حافة بجنس أدبي زئبقي معروف بانزياحاته ومفاجآته. جملة اسمية إذن مبينة على الاستفهام الإنكاري واختلط فيها التعجب والاستفهام فشحنت في سياقها بدلالات كثيرة. ففي الدلالة القريبة السطحية هي مجرد سؤال ممن تعب من الدوران والترحال و يستعجل حط الرحال ليرتاح ويريح، لكن في المستوى العميق تفيد التعجب والاستغراب، واستنكار طول الطريق اللاينتهي أبدا ماديا ومعنويا وفلسلفيا. إن القاص يمرر عبر صوت السارد الوهمي هنا مقصدية فلسفية ووجودية حول الزمن وعجز الإنسان عن فهم الديمومة وما في حوزتها من حقائق. ولأننا بصدد خطاب سردي جمالي وليس جملة تواصلية بسيطة فالقاص اهتم بالبناء الصوتي وانتقى كلماته لتضيف إلى الرسالة الدلالية والمقصدية وإرادة القول جرسا موسيقيا بواسطة تكرار الحروف والكلمات،وخلق انسجام وتناغم صوتي بشكل أو بآخر، سواء تقصد القاص ذلك أم جاء عفويا لاشعوريا.و يتضح ذلك في تكرار حروف الميم والنون والهاء وتكرار المقاطع الطويلة بالمد بالألف والياء حتى لكأن حروف المد مضمخة وحبلى بماء السؤال اليقطر حيرة وقلقا وهزيمة وشيكة. لقد اعتمد القاص تقنية الأهم ثم المهم في تصريف الخبر السردي، ولم يعتمد طريقة تنمية القصة لتمشي بتؤدة وبتدرج نحو اللحظة الأثيرة والأساسية في توالي الأحداث وتناميها. وجاءت بعدها جملة فعلية تفسيرية تلقي الضوء على الجملة الاسمية السابقة وتخبر القارئ عن باث الجملة وهويته الرمزية. وفي الجملة الموالية الذيل توسل القاص بأداة الربط ( بينما) ظرف الزمان الذي يفيد هنا المفاجأة والتعارض بين نمطي الفعلين السابقين: التساؤل الوجودي والدوران المتكرر. وهذه الجملة الأخيرة تتكون من ثلاث جمل معطوفة على بعضها بواسطة الفعل المحذوف فاعله و المنتهية بعلامة تعجب.
تكرار الفعل يعكس المفارقة بين الجملتين الرئيسيتين في القصة وسلوك عقارب الساعة/ الرمز: الفعل والفكر. وهو تكرار يولد تكرار الكلمة والحروف والمعنى و إيقاع الملل والقلق والحيرة.
كما نقدر أن عقارب الساعة ترمز إلى الإنسان باعتبار العلاقة: عاقل/ غير عاقل، واستعارة الطريق لميناء الساعة. إنه الإنسان الذي تعب من الحياة ( تعب كلها الحياة فما أعجب إلا من راغب في ازدياد)ودورانه في حلقة الزمن الرهيبة المفرغة.
هل يريد القاص القول إن الحياة مجرد تعب فيلتحق بذلك بمن قالوا بهذه الفكرة قبله من باب التناص الواسع؟(2) وأن الأفكار الكبرى والبنى الدلالية محدودة ومحصورة و لا نفعل سوى إعادتها بطرق وأساليب مختلفة؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ينظر رأي الناقدة الفنزويلية بيوليطا روخو في كتاب" بحثا عن الديناصور، مختارات من القصة القصيرة جدا في أمريكا اللاتينية، إعداد وترجمة سعيد بنعبد الواح وحسن بوتكى، منشورا مجموعة البحث في القصة بالمغرب، ط1، 2005
(2) يعد التناص عند العديد من النقاد والكتاب مكونا جوهريا من مكونات القصة القصيرة جدا.



#نجية_نميلي_(أم_عائشة) (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عتبات البناء السردي في القصة القصيرة جدا -ناقد- لمبارك السعد ...
- قراءة في نص - سفور- للسعدية بلكارح / إنجاز أمينة حسين
- الفصل الثاني من مسرحية (لا...أيها الآباء)
- مسرحية (لا...أيها الآباء )
- قراءة في نص -خطوبة- لعبد الله الواحدي
- قراءة تحليلية في القصة القصيرة جدا (الوصية) للأستاذ القاص: ع ...
- قصص قصيرة جدا (رابطة القصة القصيرة جدا في المغرب)
- حوار مفتوح مع الناقد المغربي : محمد يوب
- ومضة شعرية
- جدل الاتصال والانفصال في :-كيان امرأة-
- حوار أدبي_ ثقافي مع الأديبة الإعلامية المغربية :فجر عبد الله
- ليل ووهم


المزيد.....




- من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - قرءاة في قصيصة رحلة/ إنجاز :إسماعيل البويحياوي __( رحلة :من تأليف الأستاذ مصطفى عوض)