عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4420 - 2014 / 4 / 10 - 19:58
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
جمهورية العقل ج1
كثيرا هي النظم السياسية التي عرفها الإنسان وخبرها وسقط على أعتابها حائرا يبحث عن إصلاح وتنمية الوجود بنظام أكثر قدرة على أن يكون هو الأمثل بالتوافق بين كون المنافسة الفطرية التي جبل عليها الإنسان وبين السلام اشتراط الديمومة , عجز عن صياغة توفيقية بين هذا وذاك حتى أفلاطون حاول أن يبني رؤيته فأصطدم باللا معقول واللا ممكن وكأن المعقول والممكن هو أن يترك الإنسان سدى يجرب ويجرب وأمامه أكثر من حل لكنه أثقل من أن يحتمل,في غمرة يأس البعض من الحل أستسلم للواقع وسلم عقله له وبدأ يبحث عن تجميل السيئ وتقليل ما يمكن من خطاياه,نسي هذا العقل أنه قادر أن يقود المجتمع لجمهوريته الخاصة التي تصنع من الخيال وجود فكيف بالموجود وهو في دائرة الحضور والسجود,الإنسان الحر المتخلي عن البحث عن السيئ عليه أن يعلن أولا عن ولائه لجمهورية العقل وينصبه الحاكم المطلق فقط وبشرط ان يعرف معنى العقل عندها يمكنه ان يوفق إلى أن يستمتع بحب الدنيا والحياة ويفوز بالنتيجة الفلاحية المطلقة , إنها جمهورية العقل القادمة إلينا من السماء الزرقاء.
في جمهورية العقل لا توجد طبقات ولا امتيازات ولا حدود بين الناس إنما توجد تصنيفات للعمل هناك عمل عاقل ومعقول ومتعقل وفائق العقلانية يقابله أيضا قليل العقلانية ولا معقول ولا مستعقل وفاقد العقلنه ,الطبقية هنا مسلكية متبدلة لا وصفية تحقيقيه ممكن أن بكون السلوك مرة في ضوء الظرف الآني في قمة العقلانية نجده بعد كان كأن شيئا فيه بحاجة إلى بلوغ ما ثبا عليه,الناس تتصرف مع السلوك الواجب عقلا لا تتصرف على الفعل النفسي لأنها تعلم أن كل سلوكية شاذة ستقابل بالرفض وليس بالعقوبة ولأن أشد أنواع العقوبة الذاتية أن ترى الناس فيك غير سوي ولا تبال بما تفعل لأنك ناقص العقل ولا عتب على مفتقد الأصول بالنسبة لها وبالتناسب مع المعيار.
في هذه الجمهورية لا توجد أفكار متناقضة مع واقعها بل توجد أفكار ناقدة له ومتحمسة للتطوير والانتقال من مرحلة الواقع التقريري إلى مرحلة الواقع التحفيزي , كل شيء هناك يحفز لأن تخرج من أشتراطات التسليم بما هو موجود إلى الأحسنية القائمة على مبدأ الأكثر خيرا هو الأكثر استحقاقا بمعنى أن الناس فيه لا تبحث عن ما هو تحصيل حاصل وتقبل بل تشترط له أن يكون أحسن من غيره بما يحمل من شروط الخيرية التي تعني أيهما أكثر نفعا , لا حدود للنفع هنا طالما أن مرتبط بتحديدات العقل له , العقل الصريح يعتبر الخير هو الموافق والمتوافق مع الحسن النسبي العالم دون أن يجعل للمتفاوت قيمة.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟