|
الخلط في اوراق علاقة مصر بجيرانها
محمد حسين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4420 - 2014 / 4 / 10 - 19:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وحدة العرق ،أم وحدة العقيدة ،أم هي مصالح مشتركة. منذ منتصف القرن الماضي و البلايا تحل بمصر و المصريين تباعا واحدة إثر أخرى بسبب فهم إستراتيجي مشوش لخرافة (شاعت بين مثقفيها )تتصل بأن أبناء هذه المنطقة تربطهم وحدة عرق تنسحب علي العقيدة ، اللغة ، التاريخ و رزايا المعاناة من إستعمار متصل مشترك دام لثلاثة الاف سنة . عندما يدمر شباب جامعات مصر معاهدهم وهم يهتفون (( تسلم الايادى لية !! هم ٌ حرروا القدس ولا إيه ؟))فإن هذا يدل علي ترتيب فكرى مغلوط لديهم لاولويات هموم هذا الشعب تم دسه بينهم بغباء متعمد يجعل من قضايا الاخر هدفا يبذل من أجله الغالي و الرخيص يسبق في أهميته تكريس جهد و إمكانيات هذا الوطن لخدمة التنمية و الاستقرار وضبط معدلات نمو وتقدم و رفاهية سكانه . في أغسطس 1947 أعلنت إنجلترا إنهاء الانتداب علي فلسطين و هنا نشبت حرب بين المواطنين الفلسطينين العرب و اليهود .. في هذا الزمن كان علي ضفاف القناة قوات احتلال بريطانية قوامها 30 الف جندى و مع ذلك إتخذت مصر الملكية قرارا بالمساهمة في الحرب بعشرة الاف مقاتل لنجدة الاخوة الفلسطينين الذين يواجهون عصابات الصهاينة . اى شخص يمتلك القليل من المنطق إذا كان منزله مدمرا و تحتلة جماعة من الفتوات عندما يجد عصابة ما تحاول سرقة محلات جاره فهل يشمر عن ساعديه ويجند الابناء لردع اللصوص (بحجة ان الرسول صلعم اوصي بسابع جار ) ام يحشد رب هذه العائلة المصابة بلعنة إحتلال الفتوات لمنزلها جميع إمكانياته هو وافراد العائلة من أجل إجلاء الغاصب و تحرير داره من الدخلاء و إعادة ترميمه .. هذا المنطق البسيط غاب عن الملك فاروق و حكومته فإنطلقوا تغذيهم دوافع غير ناضجة لاحتلال كرسي زعامة المنطقة الذى خلي بسقوط الخلافة الاسلامية العثمانية و علي وقع دقات طبول غوغائية(عن الاخوة و العروبة وغيرها من أوصاف هلامية لا معني لها و لا مردود) دقتها جماعة الاخوان المسلمين و من يماثلها من حملة مباخر كورال الوحدة العربية والامة الاسلامية بالدفع بقوات مسلحة غير مستعدة و متطوعين يتخيلون أنهم في معركة خيبر او حطين لتتلقي( باسم مصر) اول هزائم القرن العشرين بعد مرور قرن كامل علي إنكسارة إبراهيم باشا في معركة نفارين البحرية ..و تستمر الهزائم لا تتوقف بسبب تمكن إستراتيجية مهووسة بأحلام تفوق عربي عرقي غير مثبت علي توجهات متخذى القرار . أخوة الجنس البشرى و إنتصار المثل العليا التي تحض علي التعاطف الانساني و نجدة المظلوم و مساعدة من أصابته كارثة هي من اخلاق المتحضرين ولكن أن تتحول النجدة الي شكل من اشكال التشيع و التعصب للقبيلة او العشيره فهو ما جعل الاوراق تختلط بشكل مسف ..و هو الذى أدى في النهاية الي إقتتال عشائرى في اسوان كان من الممكن الا يحدث لو أن ولاء سكان القرية المقتتلة كان للمواطنة و إنضباطهم يحكمه القانون ..أو الي أن يحمل السلفيين و الاخوان السلاح ضد ضباط الامن و الجيش في سيناء و الوادى متحالفين مع تجار السلاح و المخدرات و النخاسين . خرافة أن المصريين ينتمون الي عرق العرب .. هذه لا اساس علمي او حصرى لها .. فالمصريين هم تجمع واسع من اهل الجنوب و الشمال و هجرات سورية و فينيقية إختلطت بسلالات زنجية و تم تطعيمها بكل أنواع البشر من هنود وفرس و بطالمة و رومان و مغاربة و اكراد و اوربيون و اتراك .. نحن نمثل خلطة بشرية مدهشة لن تجدها الا في دول العالم الجديد استراليا و الامريكتين .. لقد كنا بؤرة جذب جاءت اليها هجرات متتالية من الشرق و الغرب و جيوش محتله من جميع اقطار العالم القديم عاش جنودها بيننا و امتصهم الخليط البشرى المتنوع لتكون مصر و المصريين كذلك فإن إدعاء أن الخير يأتي مع وحدة العرب او المسلمين تدل علي افق ضيق لم يستوعب بعد لغة العصر التي ترفع من شأن التكامل الاقتصادى علي خرافات وحدة العرق او العقيدة .. لو حق لي أن اختار فساوحد مصر و ليبيا و السودان .. كثافة بشرية ووفرة في البترول و ارض صالحة للزراعة المميكنة واسعة المحاصيل .. اما أن تتوحد مصر مع المغرب او اليمن فهو العبث لقد سقطت القومية و الارتباط العقائدى من اجندة المجتمعات المعاصرة و اصبح الاقتصاد الواسع الذى يهدف للارتقاء بمستوى المجتمعات الحياتية هو الهدف . الانتماء اليوم ابوة الانتاج والعمل و امة الحرية و إحترام حقوق الانسان .. و الشخص الذى يبني إنتماؤه علي مدى الخير الذى سينعم به علي الارض يفوق في نبله ذلك الذى يبني انتماؤه علي قصر في جنة مجهولة لديه الا من قصص الرواة . كارثة أن ننتمي سياسيا الي الفريق الذى يداعب مشاعرنا لا يختلف عن تشجيع الاهلي و الزمالك بدون سبب الا كونه انتماء عشائرى لفانلة قد تتقدم و قد تنتكس لاسباب خارج إرادتنا أو وعينا إستراتيجية بناء دولة معاصرة يجب الا تقوم علي العواطف الغامضة و لا علي الاحلام السرابية الوردية التي تنتج عن جلسات الانس و الكيف .. وإنما علي علاقات طيبة بالجميع يسودها الاحترام و النفع المتبادل فمن غير المنطقي أن تعادى الحكومة المصرية المسلمة حكومتي السودان الجنوبي و اثيوبيا المسيحيتين لاسباب دينية في حين أن مصالح الشعوب الثلاثة تكمن في التوافق و التعاون و تبادل المصالح باسلوب عادل لا يشعر اى الاطراف معه بالغبن . العدالة هي قانون الحياة السوية وغياب قيم الحق و الخير و الجمال تعود بالبشر الي مشارف الحيوانية. و قد تكون الزيادة السكانية الرهيبة نعمة لو احسن إستخدامها لاستخراج كنوز تسعة اعشار ارض مصر المهجورة إن التهييج الثورى الديماجوجي لا يبني دولة و لا يصلح حال وستبقي الاوراق مختلطة في عشوائية ما لم نحسن ترتيبها . علينا مواجهة الواقع .. أننا قد اصبحنا متخلفين عن عصرنا بعدة قرون ..وعلينا أن نتفق علي خطة استراتيجبة لنعبر بها البحيرة الراكدة الاسنة ونعيد صياغة الخطاب العام لنستبعد منه الفكر الشوفوني و الاثني ليحل محلها قيم حقوق الانسان و اخوة البشر ووحدة مصير كل سكان كوكبنا ..نحن نحتاج الي ان يصبح الدين في القلب هم شخصي لا يفرضونه بالارهاب و الحرق و الذبح و علي كل منا ان ييسر لما تدرب من اجلة يسعي لصالح وطنة ويحصل علي العائد الذى يكفل له حياة راشدة . هل نقول ان الدين لله و الوطن لجميع الابناء المخلصين ام ان الخلط سيجعلنا نرحب بالقتلة و المعاتيه القادمون من الشرق و الغرب يحملون السلاح و الغدر لانهم عرب مسلمين . للاسف نحن في حاجة الي حزب ليبرالي علماني يقود المسيرة ويتجمع حولة كل فئات الشعب بشكل عاجل وملح قبل أن تشتعل حرائف اسوان وسوهاج في طول مصر و عرضها وعندها سينشد الجميع لجيش بلاده ولابناءها المخلصين ((تسلم الايادى )).
#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خطوات (اخرى ) علي الا رض المحبوسة
-
ملكة القبط (دلوكة) تحمي مصر!!
-
لن أقول لخطيب أمي يا عمي
-
هل سقطوا علينا هؤلاء المجرمون من السماء
-
من الذى يحكم او (يتحكم ) في مصر
-
هؤلاء حرام فيهم العلم
-
العام الرابع عشر من الالفية الثالثة
-
كم بنينا من ثراها اربعا .. وانثنينا فمحونا الاربعا .
-
احاديث عن الغولة ..وتكنولوجيا المعلومات
-
اى معول تحمل و اىصرح تهدم
-
الحياة مع الابرار المخلدون .
-
تبدلت الوجوه والبؤس واحد
-
الاسلام دين لا يقبل عليه المعاصرون
-
الحكومة بتهزر ام متواطئة معهم!!
-
قضاء العيد مع ضيوف غير مرغوب فيهم .
-
ما قبل انقلاب يوليو كانت ثورة
-
قراءة الفنجان في صعود وسقوط الاخوان.
-
ابتهج فلقد صنعت المعجزة.. ولكن!!
-
شكرا لم يعد لدى ما اقوله
-
بكائية يونيو وأحزان العجز.
المزيد.....
-
لوبان لا تستبعد استقالة ماكرون
-
ترامب يوقع أول قانون بعد عودته إلى المنصب
-
10 شهداء في مجزرة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ببلدة طمون بال
...
-
إسرائيل تعترف باستهداف فلسطينيين في غزة رغم اتفاق وقف إطلاق
...
-
تحول تاريخي في سوريا.. تشكيل إدارة جديدة وإنهاء ستة عقود من
...
-
كيف يستعد الجنود من المتحولين جنسيًا لمواجهة ترامب بإعادة تش
...
-
الصين تحتفل ببداية عام الأفعى وسط طقوس تقليدية وأجواء احتفال
...
-
توجيه إسرائيلي لمعلمي التاريخ بشأن حرب أكتوبر مع مصر
-
الجزائر تسلم الرباط 29 شابا مغربيا كانوا محتجزين لديها
-
تنصيب أحمد الشرع رئيسا انتقاليا لسـوريا
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|