رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)
الحوار المتمدن-العدد: 4420 - 2014 / 4 / 10 - 05:34
المحور:
كتابات ساخرة
:
هو قضية ..! واقع يطفو على وهم ، حيوية محمومة كالمرض و تجسيد اقرب الى الحلم ..
كائن في هيئة شبح ، مستبد و غريب الاطوار بتناقضه المتطرف بين السمو و الابتذال .. منافق يتلون بسرعة البرق بين الكابة والفرح . مخادع ، فهو بحكم انتمائه واختصاصه من شؤون الفؤاد لكنه يتسلل من اذيناته و بطيناته ليربك بهجمات خاطفة العقل و المنطق .
هو تحريض غامض على خرق اسوار الارادة و مدارات الاتزان .. قدرة غامضة تحتل قواعد الاحساس ، في عطائه الكثير من الفرح و مساوؤه مأساوية .
و الحب كالشر ، نمنمة لابد منها ليندمج بها المخلوق و حسب فهمه للحياة و نواياه و بتفاعل خاص ضمن الزمن الممنوح له عمرا ..
قد يكون هذا التفاعل سلبيا او ايجابيا فليس كل الحب ايجابي و مريح ، هو كتوأمه ( الكراهية ) الذي ليس كله سلبي و صعب ، فغالبا ما تكون الكراهية بمبررات نبيلة هي المطلوبة تجاه مواقف مرذولة .
عجيب هذا الميزان الذي يربط بين الحب و الكراهية ، فغالبا ما تنقلب الصورة فلا تعرف ايهما الحب و ايهما الكراهية ، فالكراهية كثيرا ما تكون اصدق تعبير لانقى حب ، اما ان ينتهك احدهم كل القيم و ما يخص الاخرين من خصوصيات و حقوق حبا بذاته و اشباعا لرغباته فهو حب مرفوض و لا مشروع يستحق عليه العقاب بما يوازي الاضرار التي يخلفها حبه .
الحب لاحب اذا لم يكن مقرونا باحترام الذات بالسيطرة على نزواتها و رغائبها ، الحب لا حب اذا تجاوزعلى حقوق و مشاعر الاخرين ..
و الحب و الاحترام لايفرضان غصبا و لا بمعسول الكلام او ببريق الاصفر الرنان و خشخشات الدولار .
لا ميكافيلية و لا ديماغوغية في الحب ، فبها يفقد عصارة معناه كاحساس فطري لا ارادي او كسلوك عقلاني منتج و ينقلب نصبا و احتيالا ..
و الحب كالكراهية انواع ، و اخطرها تلك التي تنفلق من اول نظرة ، فحتى العيون الوسيعة الستة على ستة تخلط بين الحقيقة و السراب ، و مثل هذا الحب مقامرة قد يضيع المرء فيها مشيته و يفقد كل شيء معنوي و مادي و لحد الافلاس ..
و اصنافه السامة كثيرة ، فالانانية نوع من الحب و كذلك البخل و الجشع و امتلاك السلطة و النفوذ و الى بقية التشبيهات و التفاصيل ..
و من اشكاله الوضيعة التجرد من كل لبس الانتماء الوطني المحتشم و الارتماء في احضان هذا و ذاك من غير اهل الوطن ، امعانا في اهانة اهل الوطن ..! ..
و اخيرا لا اخرا .. من لا يحب الاخرين بايجابية بنائة و وفاء منتج لابد و ان يسحب لوحده في النهاية ، عربته المثقلة بهموم الاحقاد الانانية ..
#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)
Rizgar_Nuri_Shawais#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟