عبدالله محمود أبوالنجا
الحوار المتمدن-العدد: 4418 - 2014 / 4 / 8 - 14:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فى أواخر عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك راحت تتعالى بعض أصوات من يطلق عليهم ناشطين نوبيين مطالبةً بتعويض من تم تهجيرهم من أهالى النوبة عن أراضيهم التى غمرتها مياه بحيرة ناصر ابان انشاء السد العالى ، ورغم مشروعية ماكان يطالب به هؤلاء ، الا أنه أفسح المجال لشطحات بعض الناشطين النوبيين الذين تم اصطيادهم فى بعض العواصم العربية والغربية بواسطة بعض أجهزة الاستخبارات الاقليمية والدولية للمطالبة بانفصال اقليم النوبة عن الدولة المصرية ودولة السودان الشمالى لانشاء دولة نوبية مستقلة على أساس عرقى كما حدث مع دولة جنوب السودان التى تم سلخها عن السودان الأم وانشاء دولة جنوب السودان على أساس دينى واثنى فى نفس الوقت ! هؤلاء الناشطون النوبيون تم دعمهم مالياً واعلامياً ثم تمت زراعتهم فى المجتمع النوبى وتصويرهم أمام الرأى العام النوبى على أنهم طلائع تحررية تكافح من أجل تحرير الانسان النوبى ، الذى أبرزته وسائل الاعلام الغربية وقناة الجزيرة القطرية وغيرها من الفضائيات التى تدور فى فلك الاستراتيجية الصهيوأمريكية على أنه انسان مهمش سياسياً واقتصاديا ومضطهد عرقياً من كل الأنظمة التى حكمت سواء فى مصر أو فى السودان !!! والحقيقة أن تأثير هؤلاء على الرأى العام النوبى كان ضعيفاً ومحدوداً للغاية مما جعل المتربصين بالسودان وبمصر يفكرون فى تفعيل تأثير هؤلاء النشطاء باتباع استراتيجية اسالة الدماء بواسطة أطراف تكون علاقاتها مع النوبيين علاقات مضطربة !!! لم يكن الأمر يحتاج الى مجهود يذكر ، فالمسرح كان مهيأً منذ سرقة جماعة حسن البنا لثورة 25 يناير وقيامهم باستقطاب بعض كبار العائلات فى الصعيد وفى سيناء وفى مطروح وتمييزهم على أبناء القبائل الأخرى فى نفس المناطق ، وهذا هو ماحدث فى مدينة أسوان ، اذ كانت قبيلة بنى هلال من المؤيدين لحكم جماعة حسن البنا ، بينما كان النوبيون من الرافضين لحكم الجماعة . لذلك ذهب وفد من أبناء النوبة الى مقر حملة المشير عبدالفتاح السيىسى لاعلان تأييدهم له فى انتخابات الرئاسة المقرر اجراؤها فى مايو القادم . وكانت تلك الزيارة هى الشرارة التى أشعلت ذلك الصراع الدموى بين القبيلتين والذى بدأ بكتابة العبارات المسيئة لأبناء قبيلة الدابودية النوبية وللنوبيين بوجه عام ، وذلك انتقاماً منهم لتأييدهم المشير عبدالفتاح السيسى كرئيس لمصر ! وتحركت الأصابع الخفية تفعل فعلها فى أبناء القبيلتين حتى تساقط القتلى والجرحى من الجانبين وسالت الدماء فى كل مكان هنا وهناك ! نأمل أن يسود العقل وأن تقف الأمور عند هذا الحد ولا يصبح أىُ من الطرفين ألعوبة فى أيدى أعداء مصر أو أعداء السودان !!!
بقلم / عبدالله محمود أبوالنجا
#عبدالله_محمود_أبوالنجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟