أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - قراءة في نص - سفور- للسعدية بلكارح / إنجاز أمينة حسين














المزيد.....

قراءة في نص - سفور- للسعدية بلكارح / إنجاز أمينة حسين


نجية نميلي (أم عائشة)

الحوار المتمدن-العدد: 4417 - 2014 / 4 / 7 - 19:11
المحور: الادب والفن
    


سفورٌ..

عقارب الساعة تسجل..الواحدة صباحا...
البيت في سكون عارمٍ..إلا من خرير ماءٍ و قرقعة صحونٍ تفد من الطابق العلوي..
صوتٌ آخرُ يشتت الصمت..يأمر بوَصد الباب ..
ويدٌ تتسلل في الظلامِ ..تجذبها من الخلف..
تُلجَم بعدها كل الأصوات..إلا خشخشة بين علبِ القمامةِ...
______________________
عتبة النص تحيل إلى الكشف عما خفي.
عقارب الساعة تسجل ، والعقارب ترمز لمحور ثابت من دوران الأرض حول الشمس، وهو الزمن، الليل والنهار ، السنة والتاريخ .
وهنا أجد أن الاستهلال بالجملة " عقارب الساعة تسجل" إشارة واضحة للزمن إلى آخر الأحداث في ترابط تدريجي وواقعي لتسجيل الحدث الأساسي ( الخيانة)، إذن صيغة الفعل المضارع " تسجل" تفيد استرجاع ضمني للحدث الأساسي المكرر في مثل هذا الوقت مما يوحي عمق التوتر في الشخوص المشتركة في الحدث الأساسي، الحدث الذي يتبلور بين شخصين في النص( السيد/ الزوج و الخادمة / المغلوب على أمرها، الزمن الذي يقول لنا أن أي حدث مهما بلغ في الخفاء فهو لن يحدث خارج إطاره ولهذا فهو في سجل محفوظ( التاريخ).

الجملة تؤكد أن تسجيل الأحداث صغيرة كانت أو كبيرة، مهمة أو تافهة، جار. فالتسجيل كان وكائن وسيكون ما دامت الأرض تدور والحياة باقية والناس تحيا.
خصصت الساردة( الوقت / الزمن/ التاريخ ) لسرد أحداث الساعة الواحدة صباحا في بيت ما، لم تحدد هوية البيت وأصحابه، فالشخوص تبدو كأشباح تتحرك في الفضاء، مما يضفي الغموض واعلاء وتيرة التوتر والرهبة مما يدور في الخفاء.
في تلك الساعة من ذلك اليوم في الأسبوع ، وربما من كل يوم تتكرر نفس الأحداث، فالشخوص مجهولة كما أسلفت والأحداث مسلط عليها الضوء.
1- السكون العارم، هدوء شديد يسود المكان، وهذا المتوقع والمسلم به عند الساعة الواحدة صباحا، إلا أن هذا البيت مستثنى من السكون العارم بحدثين في الطابق العلوي،" خرير ماء" و " قرقعة صحون" . لو جاء في المتن " خرير ماء يتخلله قرقعة صحون" لفهمنا أن عملية جلي للصحون تتم في المطبخ، لكن الحدثين منفصلان على ما يبدو ، ولهذا أفترض أن الماء ينساب في مكان آخر غير المطبخ ( الحمام مثلا أو نافورة كهربائية تدفع بالماء في جرار أو برك كي يحدث صوت الخرير للمساعدة في عملية الاسترخاء وتهدئة النفس ) ، وقرقعة الصحون ناتجة عن عملية تصفيفها بعد تجفيفها في الخزانة المخصصة لحفظها. إذن خرير الماء دليل على وجود حركة شخص / أشخاص في الحمام وقرقعة الصحون دليل على وجود حركة شخص/ أشخاص في المطبخ.
2- صوت آخر يشتت الصمت، هذا الصوت في فعل " يشتت" يدل أن الشخص له سيادة ومكانة في النهي والأمر ولا يهمس مستترا من شيء أو أحد، لهذا ظهر صوته/ صوتها، واضحا جليا مشتتاً الصمت و"يأمر بوصد الباب".
وهذا أمر سلطوي يكشف قدرة الآمر باتخاذ اجراءات صارمة في حال لم ينفذ أمره/ أمرها.
لفت انتباهي هنا أن الصوت الآمر لم يتحدد إن كان من سيد البيت أو سيدته. ولكن الحدث الفعلي الذي توالى بعد الفعل الآمر جعلني أخمن في كيفية تدرج الأحداث الملغزة في النص، "ويد تتسلل في الظلام"، هذه اليد معتادة على انتظار اللحظة المناسبة فيما بعد الأمر بوصد الباب، يد تستغل الظلام وخلود السيدة للنوم ليتسلل"صاحب اليد" إلى الطابق السفلي ليقوم بفعلته المعتاد عليها في مثل هذا الوقت من الزمن ، أن يجذبها من الخلف،
" تجذبها من الخلف".
والجذب يفيد سيادة الجاذب على المجذوب ،والجذب جاء من خلف المجذوبة مما يعني أنها مغلوبة على أمرها ولا تستطيع دفع اليد الجاذبة.
بهذا التسلسل للأحداث الواقعة في الطابقين العلوي والسفلي يُكشف عما يحدث في هذا البيت، فالخادمة تنهي عملها في ساعة متأخرة من الليل، سيدة البيت تأمر الخادمة بوصد الباب، وعند الفرصة المناسبة يتسلل السيد إلى مخدع الخادمة والتي لا تستطيع دفعه خوفا منه وخوفا من انقطاع مصدر رزقها
3- تُلجم بعدها كل الأصوات، بما فيه صوت الخادمة من الصراخ أو الاعتراض على التسلل..
واستثنت الساردة من اللجم، " صوت خشخشة في القمامة".مصدر الخشخشة نابع من حركة في القمامة ، ولم تحدد نوع الصوت ، فصوت الفئران مثلا تعتبر خشخة في القمامة حين تدخل فيه وتغيب بداخله، ولو كان شخص "ما" يقوم بنبش القمامة لما وصفت الصوت بالخشخشة، فالإنسان لا يمكنه أن يدخل في القمامة ويغيب فيها ولكنه يقف عليها وينبشها، أما وقد جاء ذكر الخشخشة في ختام النص فأميل إلى الاعتقاد بأن صوت الخشخشة صادر عن حيوانات برية لا علاقة لها بما يدور أو يحدث في الداخل.
_______________
أمينة حسين أمريكية من أصل فلسطيني.












#نجية_نميلي_(أم_عائشة) (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل الثاني من مسرحية (لا...أيها الآباء)
- مسرحية (لا...أيها الآباء )
- قراءة في نص -خطوبة- لعبد الله الواحدي
- قراءة تحليلية في القصة القصيرة جدا (الوصية) للأستاذ القاص: ع ...
- قصص قصيرة جدا (رابطة القصة القصيرة جدا في المغرب)
- حوار مفتوح مع الناقد المغربي : محمد يوب
- ومضة شعرية
- جدل الاتصال والانفصال في :-كيان امرأة-
- حوار أدبي_ ثقافي مع الأديبة الإعلامية المغربية :فجر عبد الله
- ليل ووهم


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - قراءة في نص - سفور- للسعدية بلكارح / إنجاز أمينة حسين