عبده جميل اللهبي
الحوار المتمدن-العدد: 1254 - 2005 / 7 / 10 - 13:04
المحور:
الادب والفن
الفضيلة والاخلاق لم تعد موجودة الا في بطون الكتب..0
هذا القول نطق به أحد الاصدقاء متنهداً والحسرة والالم يسيطران عليه عندما كان يروي لنا ماتعرض له من غدر وخيانة ومقابلة إحسانه الذي قدمه لاثنين يعتبرهما أصدقاء بالجحود والنكران ...
بل ووصل الامر بهما الى حد الاساءة به وقطع رزقه من المؤسسة التي كان يعمل بها..
هو الذي توسط لهما بالعمل بها ..
لقد مارسا ابشع انواع الدناءة والسفالة إذ اقنعا مدير المؤسسة انه لا حاجة لنا لجهد هذا الانسان وأن خبراته اصبحت ضحلة ولم نعد بحاجة اليه في ظل استطاعتنا القيام بنفس العمل وتاديته على احسن وجه واكمل صورة ..
وفجأة تحول صاحبنا الى انسان مرمي على قارعة الطريق لايملك اجرة بيته وليس في جيبه مايوفر قوت يوم واحد...
رديت عليه قائلا...لاياسيدي ان الفضيلة موجودة في الكتب وغيرها بل ووتجلى على ارض الواقع، ثم ان غدر واحد او اثنين لا ينفي وجودهما من الحياة وانحسارهما في الكتب ..
ماحدث معك مسألة قديمة حديثة وجدت منذ نشؤ الانسان على هذا الكوكب ....
وقديما قالوا"إتق شر من أحسنت إليه "0
واضفت قائلا ....باعتقادي ان المشكلة دوماً تكمن في الذي تعود على تقديم الخير والنفع للناس. فالبشر ليسوا على حد سواء من القناعات والسلوكيات والاخلاق والتربية ولا يحملون أيضا نفس المقدار من الفضائل والقيم والنبل.....0
فالذي يضع المعروف في غير موضعه سيندم حتماً وسيواجه الغدر والانكاروالاذى ممن قدم لهم الخير...0
ومشكلة هذا الصنف من البشر انهم يتصرفون بعاطفتهم وبراءتهم ويظنون ان تقديم الخدمة والفائدة للبعض سيجعل هذا البعض يعترف بها ، ويبني تصرفاته على اساسها مستقبلا ..ولكن علينا ان نكون حذرين من هذا النوع من البشر نستطلع مواقع خطواتنا والاذان التي سنلقي بها كلماتنا والذوات التي سنعاملها ...0
فالذئب سيبقى ذئباً....حتى لو لبس ثياب الملائكة ، والمشكلة في الذين يعتقدون ان الذئب قد اصبح ملاكا يوماً ما...0
فإنكار لئيم وسفالة جاحد لا يقدر اليد البيضاء التي احسنت اليه ...يفترض ان لا يقودنا الى إصدار حكم قطعي لاإستئناف فيه يقضي بفقدان القيم وانعدامها..0
بل يجب علينا النظر في الامور بوعي وادراك تامين من اجل معرفة المستقبليات والتعايش معها...............0
#عبده_جميل_اللهبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟