أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غدعون ليفي - فساد إسرائيل الأكبر هو الاحتلال














المزيد.....


فساد إسرائيل الأكبر هو الاحتلال


غدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 4417 - 2014 / 4 / 7 - 07:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


زامنت قراءة حكم المحكمة في قضية هولي لاند وجودي أمام جدار الفصل في دير العسل العليا، في المكان الذي قتل فيه جنود الجيش الاسرائيلي الفتى يوسف الشوامرة الذي ذهب ليقطف العكوب. وأذاع المذياع الامر بصورة انفعالية وكان يقف أمامي قائد المنطقة الذي قتل جنوده الولد من الكمين، وقال إن القتل "لم يكن شخصيا". وأذاع المذياع دراما وكان يقف أمامي الأب الثاكل الذي قتل ابنه ولا توجد كلمة اخرى لوصف ظروف قتله وحاول أن يثبت أن ابنه لم يمس الجدار (وكأن مس الجدار حكمه الموت).
وصفت اسرائيل وكأنها تقف عند خطها الفاصل: فاسرائيل الفاسدة الى أن كان بت الحكم على اهود اولمرت ومن والاه، والاخرى المطهرة في اليوم التالي. ولم تعرف الاقوال المنمقة حدا الى أن أصبحت شيئا قديما مبتذلا مثل: ‘رئيس منظمة الجريمة’، و’أكبر قصة فساد في الدولة’، و’انتصار أبناء النور’، و’الفاسد من الجبل’ الذي ‘كاد يحول اسرائيل الى مملكة فساد عفنة’. وخُيل الينا لحظة أن اسامة بن لادن اعتقل أو الكابونا الاسرائيلي على الأقل.
500 ألف شيكل لأخ في ضائقة، بتحويلات لم توجد لها تسجيلات، و60 ألف شيكل اخرى للانفاق على حملة انتخابات جعلت اهود اولمرت يتحول الى ما تحول اليه. وكلما كثرت المبالغة زاد الافراط في الثناء على أنفسنا وكأننا نقول أنظروا الينا كيف نحارب الفساد. وأصبحت الشجاعة والاستقامة والقانون والعدل كلمات رئيسة. إن اولمرت رئيس الوزراء الذي لم يُحاسَب قط على عملية ‘الرصاص المصبوب’ وهي أكثر عمليات اسرائيل اجراما، تم وقفه الى عمود العار ودُهن جسمه بالزفت والريش بسبب دولارات قليلة. وأصبحت اسرائيل التي قتلت قبل ذلك ببضعة ايام فقط ولدا فلسطينيا آخر وهو فعل راتب دون أن يحاكَم أحد، أصبحت تتطهر من فسادها بالجملة.
لكن فسادها الأكبر ليس في المال النقد لموشيه تلنسكي ولا في خزانة شموئيل دخنر. من الجيد أن اسرائيل تحارب الآن الفساد بالجملة، فهذا الفساد يجب القضاء عليه ايضا. ومن الحسن أن يخاف الرُشاة وأن يعاقب المرتشون. لكن ماذا عن التناسب؟ ينبغي أن نقول ذلك مرة اخرى، نقول إن الاحتلال هو أكبر فساد اسرائيل وهو ‘مملكة العفن’ وهو ‘منظمة جريمتها’ الحقيقية، ولا يحاكَم أحد عنه.
كان يجب أن يحاكم اولمرت لكن قبل كل شيء عن مسؤوليته عن قتل مئات الأبرياء. وعن قتله 21 من أبناء عائلة سموني في غزة ، وعن تسوية حي الضاحية في بيروت بالارض وبيوت رفح في قطاع غزة وعن قتل ريا وماجدة أبو حجاج، وهما أم وابنتها رفعتا علما ابيض أطلق الجنود النار عليهما، وعن استعمال الفوسفور الابيض ايضا. كان يجب أن يحاكم رئيس الحكومة الثاني عشر عن هذا. فقد كان رئيس حكومة جريمتي غزة ولبنان، ورئيس حكومة جرائم الحرب، لكنهم لم ينسوا له ذلك فقط بل لم يذكروه له قط. وأصبح بعد ذلك ايضا رئيس حكومة جريئا اعترف بضرورة التوصل الى تسوية عادلة مع الفلسطينيين ولا يجوز أن يُنسى له ذلك ايضا. واسرائيل تثور حماستها لاشياء صغيرة.
إن رئيس المحكمة العليا يطلب الى ممثل منظمات حقوق الانسان أن يقترح ‘وسائل بديلة’، سوى اعتقال طويل بلا محاكمة لطالبي اللجوء من افريقيا ‘لحماية أنفسنا من هجرة غير مراقبة’ وكأن احتجاز آلاف البشر هو ‘بديل’ أصلا. واضطر أب فلسطيني أطلقت النار على ابنه من كمين فأردي قتيلا، الى رفع استئناف الى المحكمة العليا بعد أن لم ينجح الجيش الاسرائيلي في اكمال التحقيق في الحالة حتى بعد سنة وربع. تطلق النار على الابرياء فيموتون في المناطق في كل اسبوع تقريبا، ولم نقل كلمة حتى الآن عن العفن والفساد في مشروع الاستيطان والفساد الأكبر هو في هولي لاند. إنها الارض المقدسة.
أشك في أن يكون اولمرت مستحقا لكل هذا الهجوم عليه بسبب أطماعه. لكن من المؤكد أن اسرائيل لن تنظفها محاكمته برغم مهرجان نفاقها كله. ولن توجد هنا أبدا دولة قانون ما بقي جنودها يطلقون النار على أولاد يذهبون لقطف النبات البري فيُردونهم قتلى.


(هآرتس)



#غدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسرائيل تستحق ليبرمان رئيسًا لحكومتها..!
- الجيش الاسرائيلي يقتل أبرياء بينهم أطفال
- حينما يتحدث الرئيس ولا يقول شيئا
- فخر اسرائيلي وقح


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غدعون ليفي - فساد إسرائيل الأكبر هو الاحتلال