أحمد يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 4417 - 2014 / 4 / 7 - 07:30
المحور:
الادب والفن
أندروميدا
كقافلةٍ من سديمٍ لا منتهٍ،
تمرُّ بحشايا الذاكرة بلا وَجَل،
تُرْدِي رياحين المُخيّلة عن جنبَيها،
تجتثُّ للهدأةِ جذورَها الضحلة،
وتختمُ على شبقِ الأبصارِ بوَحلِ القطيعة.
أندروميدا...!! ألستُ أنا من فكّ لموسلِينِكِ الدخاني
أزرارَ اللّهفة العَجْلَى؟
ألستُ أنا من هَدهَد جَنَاكِ،
وبرعَمَ تباشيرها الخَجْلى؟
ألمْ أقضم زغبَكِ المَرْسوفِ بأصفادِ البدايات،
وأُهشّم سلاسِلَ منفاك بزبد النهايات؟
أندروميدا...! أنا لم أعتقْكِ لِأساقَ لمَهْلَكتي...
وأجوبَ اللّـجّةَ مزجوراً،
مثقولاً بشظايا الذّات.
من ذَا الّذي باغتَ شرودَ أناملي في سِلالِ نارنْجِكِ المُخضَلّ
واقتاد بقايا ناسُوتَكِ لمواخيرَ قيحٍ ودَمامِل...؟
أندروميدا...!! من ذا الذي غرّر زوراً بحُبَيبات الأرجوان،
وقطفَكِ كوكباً من سماءاتي الشمالية،
ونزع شالات اللّذاذة عن ضَوْعَةِ مساءاتي...
وتَرك خناجِرَ هَجْرٍ في الحَنايا كأفعُوان!؟
يا ليلُ... يا ليلُ اخلع أرديةَ قتامتِكَ،
ولملِم نجومَك وسعيرِكَ وكلَّ خناجركَ.
فَهَا نوارسُ الألقِ القديم بالسّواد تتوشّى...
دَعْها تبوحُ بسرِّ القناديل المخبّأ خلف خيوط الأرجوان.
#أحمد_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟