عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم
(Abdulsattar Noorali)
الحوار المتمدن-العدد: 4416 - 2014 / 4 / 6 - 11:03
المحور:
الادب والفن
الأرضُ تلفظُ كلَّ يومٍ جثةً،
وتُعيدُ أقوامَ الجريمةْ.
الأرضُ كلُّ الأرضِ..
مِرجَلَةٌ أليمةْ.
تتقاسمُ الأدوارَ،..
والأنهارَ،..
والذهبَ الغنيمةْ.
إنَّ التي ليستْ على مقياسِها،
فلْتفترقْ في الأفقِ،..
تلقفُها الأعاصيرُ الأثيمةْ.
ياأيُّها القومُ الموزّعُ نسلُكمْ،
ما كنْتُمُ ضمنَ الخطوطِ الخُضرِ..
في الأممِ القديمةْ.
فتناوبَتْ فيكمْ سيوفُ الناسِ،..
كلٌّ يعتلي سقفَ الجريمةْ.
ليفاخرَ الدنيا بمعزولٍ..
عنِ الأحلافِ، والديّاتِ،..
لا يقوى على صدِّ القبيلةْ.
حتى الذليلةْ
قويَتْ، وبانَ لها فخاراتٌ هزيلةْ!
وتلاعبَتْ فيها الظنونُ بأنَّ في
قَسَماتِها أمماً أصيلةْ.
فتعرتِ الأوراقُ،..
بانَ المشهدُ المرسومُ..
خلفَ ستائرِ المدنِ الرذيلةْ.
هي خلطةُ الأوراقِ..
والغاياتِ..
بالأيدي الذليلةْ.
قد قيلَ: فاحْذَرْ..
نقمةَ الجبنِ الغريقِ،
فإذا تحكّمَ صارَ،..
والصيرورةُ العشواءُ..
مذبحةٌ لأفّاقٍ طليقِ.
يا أيُّها المُلقَى بلا رسْمٍ على
أرضٍ.... وأرضٍ.... حائراً
ما بينَ أشلاءِ الحدودِ،
تُلقي على الناسِ السلامَ،..
وأنتَ مُرتهَنٌ بأيدٍ..
مِنْ سماسرةٍ عبيدِ،
في سوقِ نُخّاسِ المغانمِ ترتدي
حُلَلَ الكلامِ مُزوَّقاً بشذى الورودِ.
تُلقي على الدنيا السلامَ،..
وأنتَ تُنحَـرُ في حروبِ القومِ،..
تُرمَى بينَ غاراتِ الجنودِ.
لا أرضَ ترضى أنْ تلمّكَ..
بل مَنَصاتُ الوعيدِ.
يتسابقونَ على المجازرِ..
للقريبِ وللبعيدِ.
ولأنتَ في ناموسِهمْ
رَجْعٌ لأصداءِ البعيدِ.
يخشونَ منْ همَساتِ إنسانٍ..
يهيمُ معَ المواجعِ، ينتقي
لغةَ الحديدِ.
يخشونَ، والرجفاتُ..
تُنعشُ في الصدورِ..
مواسمَ الثاراتِ والتهجيرِ،..
والذبحِ المُنظَّمِ..
للوريدِ إلى الوريدِ.
ياأيُّها القومُ الذينَ تتابعَتْ
فيكمْ رياحُ الهجرِ..
مثلَ تتابعِ المطرِ الغزيرِ،
في كلِّ فصلٍ هجرةٌ محسوبةٌ
بكتابِ سُفيانٍ صغيرِ،
لا يرتوي مِنْ صاعقاتِ النارِ،..
أو منْ ذبحِ معشوقٍ وليدِ.
عبد الستار نورعلي
1996
#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)
Abdulsattar_Noorali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟