سوزان ئاميدي
الحوار المتمدن-العدد: 4416 - 2014 / 4 / 6 - 03:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو لنا ان بعض المثقفي والسياسين العرب في العراق قد بدءوا يفقدون معايير التقيم السياسي الموضوعي في تحليلاتهم السياسية وخاصة فيما يخص علاقتهم بالشريك الكوردي ومواقفه . فقد أظهرت مواقف وتصريحات بعض مسؤولي الحكومة الاتحادية وممثلي دولة القانون ليس فقط ضيق تحليلاتهم القائمة على التأويلات والتعصب بل ايضا ً - وهو المهم لكونه يتصف بخطورته - بث ثقافة الكراهية التي تزيد من التطرف والاحتقان السياسي المتفشي أصلاً. فلكون معطيات ثقافة الكراهية قائمة على المعطيات المجانية التي تتجسد في صورتها بالقيل والقال من جهة ومن جهة اخرى على إثارة مشاعر الأكثر بدائية في نفسية الإنسان والخوف من الأخر في تصويرهم لهذا الأخر بصورة العدو الغريب ومصدر كل مشاكل والمتاعب التي يعيشها العراقيون .إذ أنهم بتفكيرهم بهذه الصيغة يتناسون وينسون كل الروابط الثقافية والتاريخية والنضالية التي تجمع بين القوميتين العربية والكردية .
ولو حاولنا في الواقع تحليل هذه السلوكية فسنجد أن مثل هذا التصرف يعكس تطرف شخصيتهم كنتاج لعدم قدرتهم على تجاوز نقاط ضعفهم الأمر الذي تضطرهم إلى إسقاط مشاعر العنف التي يشعرون بها على الآخرين , هذه المشاعر التي تجد أساسها في ذلك القلق الذي يجد جذوره في غموض مواقفهم اتجاه أنفسهم وثقافتهم وعدم قدرتم في التعامل معها بشكل موضوعي . فعاطفية تصرفاتهم تعني فقدانهم على القدرة في التحكم بعقلانية بتصريحاتهم وتصرفاتهم , ويجعلهم يتصرفون كالطفل الذي لايستطيع التحكم بمحيطه فيلجؤ إلى الصريخ والعويل.
ان رمي مسؤولية كل ما يجري في العراق اليوم على كاهل الكورد كمسبب او مستفيد هو منطق يفتقد إلى الواقعية بسبب عدم عقلانيته , وعدم استفادة الكورد بأي شكل من الأحداث الأخيرة والنتائج المفترض الحصول عليها بالقيام بمثل هذه الأعمال ستكون سلبية وليست إجابية وتؤثر عليهم قبل الآخرين في زعزعة حالة الأمن والاستقرار الذي يعيشها الكورد على مناطقهم , لان العنف يولد العنف فلا يعقل بأن المرء يقوم بعمل سئ به الى نفسه إلا إذا كان هذا المرء مريض نفسيا ً , ومن الجدير بالذكر ان الكورد لهم مشاركة حقيقية وفعالة في إسناد العملية السياسية في الحكومة الاتحادية ومنعها من الإنهيار .
ولكن يبدو ان هؤلاء المثقفين العرب ممن تعودوا على فكرة المؤامرات ويعيشون نظرية المؤامرة يعكسون في الواقع تفكيرهم المريض من خلال رمي مسؤولية الأحداث على عاتق الكورد تلك الشخصية تعاني شعورا بالدونية يجسدها تصورهم بأنهم مضطهدون وان كل مايحيط بهم من أطراف سياسية ومكونات إجتماعية هم في الواقع أعداء يريدون القضاء عليهم . وهم يعكسون فعليا بهذه الأقاويل عجزهم في مواجهة اوضاعهم اما لكونهم متخوفين ان تكشف عملية المواجهة طفولية شخصياتهم بسبب رضاءهم البقاء تحت سيطرة الوصايا التي يمارسها عليهم مَن يملك القوة او ان تكشف هذه العملية عدم قدرتهم على انتهاج المنهج العقلاني في التعامل مع جميع الأطراف العراقية لخدمة هذا البلد لكونهم غير قادرين على تحمل المسؤلية السياسية . فهم مثقفون فقط بالاسم وليس بالعمل .
#سوزان_ئاميدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟