أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - المسلمَة الأخلاقية














المزيد.....


المسلمَة الأخلاقية


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4414 - 2014 / 4 / 4 - 17:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    





أسطوانة أفندي: هي العبارة المشهورة في الشام و الحجاز التي تعبر عن الشخص الذي يطيل الحديث دون أن يفصح عن آرائه و مواقفه، إنها لغة شعبية تتخذ من الأفراد ملاجئ خطيرة، فهي نوع من المراوغة، أو خطة احتيال مطبقة، و يمكن القول أنها لغة الوجهيْن بعملة صلبة تتخذ الكثير من الوضعيات أمام الوجوه المختلفة.
انتهى زمن المعجزات و أدوار الأبطال، على الرغم من أنّ العالم الثالث لا يزال يغرق في الإيمان بغير الموجودات، و هذا ما يترك الكثير من الفرص للمتملقين الحاملين لشعارات بلا جدوى، هي شعارات للجذب و الإبهار، على شاكلة القصص و الروايات.
من العجيب! أن أشهد أمامي من لا يزال يؤمن بالمخلصين، الأخلاق المثالية، في زمن التقدير و النسبية، لا أحد كامل، لكن الكمال غاية البشر، و لا أحد بإمكانه الأخذ بمزايا العالمين، لكن هناك منتهى للتركيب و التحليل و الاستنتاج.
الرباط الذي يلحّ عليه الأغلبية من أنّ الإنسان يحتاج إلى مرشد، قدوة، خيط واصل ينقذه من الضلال هو العالم الأوّل، ذلك الذي يسري في عروق الطفولة، و هو من نتائج البراءة، لكن في غير هذا الموقع، و مع تقدم العمر و تتالي الأحداث، فإنّ العالم يتغيّر، و المصاعد تتبدّل، و تنقلب البراءة إلى سذاجة مقززة في زمن غير الزمن.
ما أجمل العالم عندما يدرك البشر بأنهم بشر، لأن الكثير منهم يوهمون أنفسهم بأنهم آلهة، أو أبطال على طريقة باتمان و سوبرمان و غيرهم.... تبا للسذاجة.
الشوق إلى الجاه بلا رحمة، و الطريق إلى الذي يسمى نجاحا هو آخر قلاع الظلم، و من يعرف ذاته يستطيع إكمال المسير بلا كلفة، لكن هنا ألتزم بأنّ لا مكانة بلا كلفة، سوى لدا البعض، كلفة معنوية من عقاب المجتمع لأبنائه المخلصين بصدق، و كلفة مادية من ضياع الجزاء عند ارتمائه في السلّة التي لا تناسب الظرف.
كم شددتً على أنّ اللسان قد يحل الكثير من الألغاز، لأنّ الصورة ليست هي الصورة، و لأنّ الظاهر ليس هو الحق، و كلّ ما يجري هو تمثيلية بائسة أخرجها القَدَر، ليغشّ بها النائمين على وسائد العقول.
ما من شك بأنّ الشك هو باب الزلزال الذي يهدم الوهم، و هذا لا يدركه سوى الضمير اليقظ، و في عتمة الشمس هناك جانب مظلم، فكم هو بسيط عندما تؤمن بالراحة، لكن من الصعب جدا أن ترتاح بالإيمان.
تلك الشجرة الممتدة على جوانب الطريق هي علامة على قرب الكشف، لكن من يكشف عن الكشف؟ اللغة تدخل الكثير من السذج الجحيم بالطريقة السهلة، غير أنّ الجحيم هو الجحيم، مهما كان جميلا فالنتيجة هي متشابهة.
الأخلاق في نفس الكفة مع الأديان، هي سبيل مقنع للنائمة عقولهم من أجل تسليم هيبتهم لبعض المتملقين، و بالتالي عندما تختلط الأحكام، يصبح من السلاسة أن يوصف السيف بالمتخلق، فيهوي على الرقاب التي لا تعترف بالأخلاق، أخلاق بشرية قاتلة.

في كل لحظة تذوب المبادئ
المبادئ الجماعية لها صيغة استغلالية
الاستغلال أبشع بالتراضي

إنقاذ البشرية من الشرور هي لعبة لا تنطلي على العقل الذي يعمل، هي حجة لمن يحب الوصول إلى الزعامة عن طريق المغالطة، و بما أنّ البيئة البشرية تلتزم بالأخذ بالجاهز، فإنّ من الجاهزات هناك أيضا العناوين الأخلاقية، تلك التي تغطي الجانب المظلم من الطبيعة البشرية، ليتكوّن في آخر المطاف، مظهر لشخصية كاريزمية (على طريقة ماكس فيبر)، توضح أنّ العالم المثالي مختزل فيها، فتصدقها الأغلبية الواهمة، و عندما يستيقظ أحدهم خوفا عليهم من مصيرهم الجميل ظاهرا و عفن باطنا، يصبح من واجباتهم الأخلاقية إقصاءه و العبث به، و غالبا ما تُنسب إليه كل النعوت القبيحة، فقط لأنه اكتشف بأنّ اله الأخلاق، و ممثله الشرعي بين البشر هو عنوان للاستغلال بعد التخدير، تخدير المعنويات، من أجل امتلاك الأرواح و تسخيرها لغايات ترتدي أقنعة ملونة.





#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البراءة من الاعتداء للإدانة بالقتل
- الفلسفة البورانية، عقلانية النص العقلي
- فيلسوف جزائري: بين الألف و الألف
- المينوتور لثقافة الحضارة
- الثامن
- الدوق: هلوسة مكسيمنيوس الطاهي
- الدوق: كوموروس الصوت القاني
- الدوق: ...إلى العَدَمْ
- الدوق: بزاف علينا الثورة
- الدوق: الأخلاق هي محرك الشرق بلا وقود
- الدوق
- القاعة المغلقة بلا مفتاح
- لحظات مع البقرة
- الجاهلية المعاصرة
- الخدعة المتكررة و المعوّق المثقف
- قشور الفول و زهور الحكمة
- صقيع التعصب و نفاق الحب
- ما لم يعلم
- صاحب الرداء الأسود
- القيصر


المزيد.....




- إعلان وصول الرهائن السبعة المفرج عنهم من خان يونس إلى إسرائي ...
- إصابة شاب برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين واقتحامات غربي ...
- ترامب يطرح سؤالا على برج مراقبة مطار ريغان
- سماعات ذكية لمراقبة صحة القلب
- جهاز للمساعدة في تحسين النوم والتغلب على الأرق
- ماذا يعني حظر إسرائيل للأونروا بالنسبة لملايين الفلسطينيين؟ ...
- كيف يفكر دونالد ترامب في إعادة إعمار غزة؟
- الإمارات تتسلم أول دفعة من مقاتلات -رافال- الفرنسية في صفقة ...
- ميركل تنتقد زعيم حزبها بسبب تمرير خطة اللجوء بأصوات -البديل- ...
- الجيش الإسرائيلي يغتال أسيرا محررا في نابلس (صورة)


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - المسلمَة الأخلاقية