هكذا استشهد فؤاد جلواجة بآسفي، من التالي ؟

عزوز رفيق

الحوار المتمدن-العدد: 4414 - 2014 / 4 / 4 - 07:23
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

لم يمر الكثير على تلقينا لخبر استشهاد عاملين بمناجم جبل عوام (الحسين أوناصر، حميد فتوحي) يوم 17 مارس 2014، وكما أشار الرفيق أحمد بيان، في موقعه الفرعي على صفحات الحوار المتمدن، (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=406514) حول أحداث جبل عوام، " وعندما نقول استشهاد، فلأن المسؤول عن الموت/القتل بشكل مباشر هو الشركة". إنه فقط نصف شهر، لنتلقى خبر استشهاد فؤاد جلواجة بمدينة آسفي، وهو في ريعان شبابه، غادرنا يوم الأربعاء 02 أبريل 2014 وهو في سن الـ 25سنة.
كان فؤاد جلواجة يعمل لدى شركة (SOMRAP) في "المركب الشريف للفوسفاط OCP" التابع للهولدينغ الملكي، وقد كان يعمل في صيانة صهاريج الأحماض الكيماوية، وذلك في غياب تام لأبسط شروط السلامة، حيث يؤكد العاملين على ضرورة السياج الواقي وخاصة بعد أن لاقى العديد من العمال مصرعهم بنفس الطريقة نتيجة غياب شروط السلامة، مع العلم أن "OCP" من أغنى الشركات في المغرب، ففي صباح يوم أمس سقط الشهيد في حوض للحامض الفسفوري الشديد التركيز، ما أدى إلى وفاته بسرعة، ولم يتبقى من جثته إلا العظام، في مشهد مروع للغاية، وفور انتشار الخبر أقدمت إدارة الشركة بمعية قوى القمع على محاصرة مكان الحادث- الجريمة، وتجريد العمال من هواتفهم خوفا من التقاط صور لما تبقى من عظام الشهيد، للتحكم في الوضع من أجل طمس القضية والتستر عنها.
لتبقى وصمة عار على جبين الرأسمال، وعلى جبين كل من شارك في الجريمة ولو بالصمت، وهنا نستحضر بلاغ "الاتحاد المغربي للشغل" في شخص "الجامعة الوطنية لعمال الفوسفاط ،المجموعة 28 فرع آسفي" المنضوية تحت لوائه، فبعد أن عرفوا بالفقيد، وتقديم التعازي، أعلنوا: "نطالب بفتح تحقيق للوقوف على ملابسات هذه الفاجعة الأليمة"، أول ما نلاحظه أن النقابة، والتي من المفروض منها الدفاع على مصالح الطبقة العاملة، لم تكبد نفسها عناء التنديد أو الادانة بهاته الجريمة، وهذا ليس بسهو منها، لكنه تعبير صريح عن تواطئها، عن ووقوفها إلى جانب الباترونا مقابل الفُتاة، إنه نهجها في التفكير، ففي الوقت الذي كان من المفروض أن تعلن عن معركة من الحجم الكبير لإدانت الاستهتار بأرواح العمال والمطالبة بتوفير مستلزمات العمل مثل بناء سياج الوقاية، وما إلى ذلك من شروط السلامة بالإضافة إلى كلفة المطالب العالقة، باعتبار هذا الحدث سيكون بمثابة المفجر، نفاجأ بمطالبتها بفتح تحقيق في ملابسات الفاجعة، كأن حالة العامل فؤاد جلواجة مجرد استثناء. ألا يكفي أن العديد من العمال فقدناهم بنفس الطريقة؟ ألا يكفي أن نتائج التحقيق تكون كالعادة: "بعد تشريح ما تبقى من عظام الفقيد، وجدنا انه كان تحت تأثير المخدرات، وذلك خرق لقوانين العمل، ومنه هو المسؤول عن وفاته ولن تتلقى أسرته أي تعويض"؟ إنهم هكذا عهدوا وتعهدوا لتحقيقاتهم، وهكذا قبلت وتتقبل نقابة "UMT" بتحقيقاتهم، لطمس قضايا العمال بشكل نهائي وفؤاد جلواجة ليس الأول او الأخير.
وتضيف النقابة في بلاغها "كما ندعو مناديب الصحة والسلامة والإدارة المحلية لتحمل مسؤوليتها في مراقبة ظروف اشتغال العمال داخل المركب وفقا لمعايير الصحة والسلامة ولاسيما عند المناولة بالتحديد"، إنها قمت الاستهتار بوعي العمال، في الوقت الذي كان يجب تحميل الشركة المسؤولية كاملة في ما حدث، نجدها تطالب بالمراقبة، وكأن المشكل هو مشكل مراقبة وفقط، أو بالأحرى كأن الشركة لا تعلم ما يحدث داخل المصانع التابعة لها، إنه البلاغ الذي يعد بمثابة "الماء والصابون" لغسل أيادي النظام والشركة الملطخة بدماء العمال. فالكل يعلم جيدا منطق الرأسمال، منطق الربح الصرف ولو على جثث العمال، منطق تقليص النفقات ولو على حساب السلامة.
ألا يكفي استغباء وعي العمال؟!!
فإلى متى سيظل شعبنا يقدم خيرة شبابه قربانا للشركات العملاقة ؟؟
إلى متى سيظلون يراكمون ثرواتهم بعرق أبناء شعبنا ودمائهم ؟؟
كفى من الصمت !!
كفى من المعاناة !!
فلتشحذ كل القوى، والثورة هي الملتقى.
وفي الأخير أقدم أحر التعازي لعائلة الشهيد، وعبرها إلى كل العمال، وعبرهم إلى الشعب المغربي قاطبة.
"إن الشهادة ليست قضية الأموات، إنها قضية الباقين"

#عزوز_رفيق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات