|
معركة الساحل واقع و مستقبل
خالد قنوت
الحوار المتمدن-العدد: 4413 - 2014 / 4 / 3 - 09:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أما و قد قامت معركة الساحل بعد تجربة فاشلة سابقة أوصلت داعش للمنطقة و رسمت صورة قاتمة عن الثورة في أذهان البسطاء من أهلنا في الساحل من الأقليات مما جعلهم مصطفون قسراً و نتيجةً مع نظام التشبيح السائد هناك, فما هو الممكن كي نخرج من حتمية الفشل التالي إلى الاستغلال الحقيقي لهذا المعركة لتوصل صورة أفضل عن جوهر الثورة و عن أهدافها الوطنية؟ من السهل أن نطلق العنان لخطاب الانتقام و الطائفية و الثأر و لكن ممن؟ هل من أهل الساحل دون تمييز و دون دليل عن كل من شارك في قتل السوريين و تدمير مدنهم و قراهم و نهب ارزاقهم و بيعها في أسواق النذالة. بالمطلق, إن أي عمل عسكري ليس له استراتيجية و هدف و لا ينضوي تحت قيادة عامة للعمل العسكري سيكون محدود النتائج إن نجح و سيكون كارثياً إن فشل و هذا ما نراه منذ بدء العمل العسكري الذي طغى على العمل المدني الثوري في سورية. ليست معركة الساحل التي أعتبرها قادمة و حتمية, هي الوحيدة التي تتصف بالعبثية و الفوضى مع كل الاحترام و التقدير للمقاتلين الشرفاء و ليس المقاتلين المندفعين فقط بحمى الثأر و ليس بحمى حب الوطن و مستقبله. كل معركة لها حساباتها و أهداف و العمل بعقلية (عليهم يا عرب) ستوصلنا لسورية مقسمة و شروخ اجتماعية افقية و عامودية لن تندمل و لو بعقود من الزمن. معركة الساحل اليوم لها مؤثرات خارجية و عبثية على الأرض و بدل أن تكون ضمن خطة لإنقاذ أهلنا في الساحل من نظام الأسد و شبيحته هي اليوم تسوق أهل الساحل للدفاع عن بيت الأسد و زبانيتهم بحجة التنظيمات الاسلامية القادمة لسبي نسائهم و قتلهم جميعاً دون تفريق. في حين, تثبت اليوم جبهة حوران أنها أفضل الجبهات و أكثرها انضباطاً و وطنيةً و هي بالمفاهيم العسكرية الأفضل لاسقاط النظام في دمشق لأنه يسقط في دمشق حصراً. بالمحصلة المعركة في الساحل قائمة فلنعمل جميعاً على توجيهها وطنياً, فالعلم العسكري يعمل على استغلال الشروخ و التصدعات داخل جبهة العدو لا أن ندفعها للتماسك في وجه قواتنا فنخسر الرجال و العتاد بدل أن نوفر كل تلك الطاقات على تواضعها في معارك قادمة أشد شراسة و اهم استراتيجياً. من يعتقد أن النظام يسقط في الساحل فهو أبعد ما يكون عن إسقاط النظام و عن مفاهيم الثورات و الحروب الشعبية طويلة الأمد, لأنه ببساطة النظام يأخذ شرعيته الدولية من دمشق و لن يأخذها إذا انتقل إلى الساحل و حتى لو أقام دويلته التي يتحدث عنها البعض. أعتقد أننا مدعوين لأن نفكر بطرق نستفيد من هذه المعركة بحكم كونها واقع و لا نسمح بتوجهها لحالة طائفية و انتقامية عبثية من كل أهل الساحل علويين و مسيحيين و أرمن و حتى سنة نزحوا إليها, يمكن وضع بعض الأفكار و تطويرها و التفاعل معها على الأرض و في الخارج: 1- محاولة التوجه للمقاتلين في جبهة الساحل من منطق المكاسب العسكرية الهائلة التي سنجنيها عندما نحييد البسطاء من الانجرار إلى هذه المعركة لا بل تعاونهم لدحر عناصر و ميليشيات الأسد و شبيحته الذين أذاقوا هؤلاء البسطاء الويلات خلال عقود مضت و اعتبار هذه المعركة هي معركة تخليصهم و تخليص سورية من هذا النظام القاتل و شبيحته. فتعاون الأهالي هناك سيسهل المهمة و سيقلل الخسائر و يوفر فائض من الرجال و العتاد للمعركة الاستراتيجية في العاصمة و بعد سقوط النظام في فرض النظام العام على سورية المتخمة بالأسلحة و الشبيحة و القتلة و اللصوص. 2- الخطاب الوطني الجامع و المطمئن من أن الثورة لكل السوريين و ليست ضد طائفة أو طوائف و أن انسياق البعض منهم لأكاذيب النظام الأسدي لا يحرمهم من سوريتهم و التأكيد أن من تلطخت أيديهم بالدم سيتحملون مسؤولية عملهم شخصياً أمام محاكم عادلة سورية و من شارك بالتدمير و النهب سيدفع ثمن ذلك بنفسه بالعدالة و الحق. 3- من المهم جداً, محاصرة الأصوات الموتورة الطائفية التي تسكت زمناً ثم تعاود التحريض و التجييش ضد مكونات سورية دون توجيه الأصابع إلى النظام القاتل وحده و أركانه المعروفين للجميع بشخوصهم و ليس بطائفتهم أو دينهم, مقدمين بذلك خدماتهم للنظام ببلاهة حيناً و بخبث أحيان أخرى. 4- ضرورة بناء رأي عام سوري لدفع التنظيمات المقاتلة للتوحد تحت قيادة عسكرية واحدة لأننا و منذ أول يوم نعلن للجميع أن لا نصر عسكري بدون قيادة وطنية عسكرية قادرة, تحظى باحترام الجميع و لو بالأقل على جبهة الساحل و تنسيقها مع الآخرين على مستوى سورية لكي لا يسمح بتركيز النظام على مناطق القتال واحدة واحدة. 5- استبعاد التنظيمات المقاتلة المتطرفة من هذه المنطقة فتجربة داعش في المنطقة أفقدت فرصة التقدم في معركة الساحل السابقة و لحساسية المنطقة طائفياً, و ضرورة انضباط المقاتلين و تعاملهم الجيد مع الأهالي فالرعب الذي أسكنه النظام بالناس هناك سيحولهم لحالة دفاع شرسة عن ارزاقهم و اعراضهم و ارواحهم. 6- ترسيخ مبدأ أن سقوط النظام يكون بالعاصمة و بتحضيرات خاصة و عملاتية جيدة وبالاستفادة من التجارب السابقة و تحليلها من قبل مختصين من الجيش الحر. بعد سقوط النظام في دمشق, معركة الساحل قادمة و هي ليست المعركة الحتمية الوحيدة فهناك معارك قادمة أخرى في الجزيرة و في الرقة و في مناطق آبار النفط و في حمص و لكن ضمن معركة تحرير سورية من بيت الأسد و نظامه و شبيحته و مفرزاته و ليست للقضاء على العلويين أو الأقليات الخائفة و المتوجسة و التي نجح النظام و بمعية بلهاء المعارضة من توصيفها لأهلنا هناك كمعارك التصفيات العرقية أو الطائفية الانتقامية.
#خالد_قنوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ربط الملفات أم لف الروابط
-
العام الرابع, طقوس و تحولات
-
جلجامش السوري
-
غربان الموت, إلى أين؟
-
جنيف 2, نحو الجنة السورية
-
الحرية تؤخذ و لا تعطى
-
علم مقابل وطن
-
القضاء على الحاضنة الشعبية للثورة
-
الجيش الحر و انتقام النظام
-
استراتيجية المفاوضات في مسيرة الثورة السورية
-
حصاد الرؤوس الكبيرة
-
هي هجرة أخرى ..فلسطينيون سوريون
-
سوريون..و لا نخجل
-
التصويتات على تأديب الأسد
-
الضربة التأديبية, فأين المفر؟
-
الخمسين, بين ماضي الهزائم و حقيقة الانتصار
-
في حضرة الموت السوري, ستولد الحرية
-
التاج يسقط في الشام
-
حصار الشعب الذي يريد
-
من أين جاؤوا هؤلاء؟؟
المزيد.....
-
إليك ما نعرفه عن اصطدام طائرة الركاب ومروحية بلاك هوك وسقوطه
...
-
معلومات سريعة عن نهر بوتوماك لفهم مدى تعقيد البحث عن حطام ال
...
-
أول تعليق من ترامب على حادثة اصطدام طائرة ركاب ومروحية عسكري
...
-
حوافه حادة..مغامر إماراتي يوثق تجربة مساره بوادي خطير في قير
...
-
كيف نجا قائد الطائرة إف-35 -الأكثر فتكا في العالم- بعد تحطمه
...
-
إيطاليا تعيد كنوزا عراقية منهوبة.. قطع خلدت ذكرى من شيدوا ال
...
-
FBI يستبعد العمل الإرهابي في حادث اصطدام طائرة الركاب بمروحي
...
-
بعد كارثة مطار ريغان.. الإعلام الأمريكي يستحضر آخر حادث كبي
...
-
جورجيا تنسحب من الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بعد مطالباته
...
-
الائتلاف الوطني السوري يهنئ الشرع بتنصيبه رئيسا للجمهورية
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|