بنعيسى احسينات
الحوار المتمدن-العدد: 4412 - 2014 / 4 / 2 - 22:09
المحور:
الادب والفن
إلى القارئ..
Au lecteur
للشاعر شارل بودلير Charles Baudelaire
ترجمة بنعيسى احسينات (المغرب)
الحماقة، والخطأُ، والذنبُ، والبخلُ..
تشتغل بها نفوسنا وتخدم من الداخل أجسامَنا..
ونغذي بها ندمَنا المحبب لدينا..
كشحاذين يطعمون هامتهم.
ذنوبنا عنيدة، وندامتنا دنيئة..
تجعلنا نؤدي ثمن اعترافاتنا الغليظة..
وندخل فرحين في طريق مُوحَل..
مقتنعين بأن أبخس الدموع، ستغسل كل أوساخنا.
على وسادة الشر، هناك الشيطان الرجيم..
الذي يلاعب طويلا أرواحَنا المفتونة..
وكذا يفعل بأغنى معدن لإرادتنا..
وكل هذا يتبخر مع هذا العالم في الكيمياء.
إنه إبليس الماسك بالخيوط التي تحركنا..
وفي أشياء مقززة نجد المغريات..
إلى جهنم، نهبط كل يوم بخطوة..
بدون هول، عبر ظلمات صدئة.
كذلك المنحرف الفقير، فقط يضاجع ويأكل..
وثدي معذب بشدة، لمومس قديمة..
نريد عند المرور قضاء حاجة خفية..
التي نعصرها بقوة كبرتقالة متعفنة.
مشدودة، متنملة، كملايين من ديدان معوية..
في دماغنا يلهو شعب من الشياطين..
وعندما نتنفس، تكون الموت في رئتنا..
تنزل نهرا غير مرئي، مع الشكاوي الصامتة.
إذا الاغتصاب، والشراب، والطعن، والحريق..
لم يوشح بعد من رسوماته الممتعة..
شبكة التطريز المبتذلة، من قدرنا المأساوي..
إذ أن روحنا، وحسرتاه ! ليست وقحة بكفاية.
لكن من بين الذئاب، والفهود، والكلاب..
والقرود، والعقارب، والنسور، والثعابين..
وغيلان، تنبح وتصيح وتنخر وتزحف..
في معرض للوحوش الدنيئة الخاصة لعيوبنا.
هناك الأكثر قبحا، وشراسة، وقذارة !
مهما دفعنا، لا بحركات كبيرة ولا بأصوات مرتفعة..
يجعل من الأرض، بطيبة خاطر، حطامَا..
وفي عملية التثاؤب، سيبلع العالمَ.
إنه العدو ! - العين محملة بدمعة لا إرادية..
يحلم بالمشنقة وهو يدخن غليونه..
تعرفه، أيها القارئ، هذا الغول المستعصي..
- القارئ المنافق ،- شبيهي، - بل أخي !
-------------------------------------------------
للشاعر شارل بودلير Charles Baudelaire
ترجمة بنعيسى احسينات (المغرب)
#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟