|
الإنتخابات المحلِية التركية .. والعراق
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4412 - 2014 / 4 / 2 - 13:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أنها أيامٌ مليئةٌ بالإنتخابات ، فقبلَ يومَين جَرَتْ الإنتخابات البلدية في تُركيا وكذلك في فرنسا .. وإذا كانتْ فرنسا بعيدة وليسَ لها أي عِلاقةٍ بنا ، في العراق ، فأن نتائج الإنتخابات التركية ، لها تأثيرٌ مُباشِر وكبير ، علينا وكذلك على سوريا . وأدناه بعض الملاحظات : * أثبتَتْ نتائج الإنتخابات البلدية في تُركيا ، ان " الآيديولوجيا " ليستْ هي المَحَك ، في إتجاهات الرأي العام ، ولا حتى " بعض " الفساد في الإدارة ، ولا التضييق الجُزئي على قسمٍ من الحُريات .. بل الأهم من ذلك كُله : الإنتعاش الإقتصادي وتحسُن الحالة المعاشية لأغلبية الناس . والدليل ، ان " أردوغان " فاز فوزاً واضحاً ، رغم أنه حكم ل 12 سنة متوالية " علماً انه لم يسبق لأي أحد أن حكم هذه المدة الطويلة في تركيا الحديثة ، وفاز بعدها في الإنتخابات " . لقد هيأ أردوغان الأرضية ، لترشيح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية ، بعد أشهُرٍ قليلة ( وهي المَرَة الأولى التي سيُنتخَب بها رئيس الجمهورية إنتخاباً مُباشراً ، وسيكون بصلاحيات كبيرة ، بعد تعديل الدستور ) . ومن المتوقع ان يفوز أردوغان بالمنصب . وهذا يعني ، ببساطة ، ان " حزب العدالة والتنمية " الذي هو ، فرعٌ مُهم من التنظيم الدَولي للإخوان المسلمين ، سوف يظل يحكم تركيا خلال السنوات القادمة .. بما يحمل ذلك من تداعيات على الوضع في العراق وسوريا . * فتركيا أردوغان ، ضد نظام بشار الأسد ، وداعمة للمُعارضة ، وعراق " المالكي " مُساندٌ للأسد وضد المُعارضة ، وأقليم كردستان " البارزاني " يصطف مع أردوغان في الملف السوري ! . أردوغان يتلاعبُ بورقة نفط أقليم كردستان " ويدرك تماماً ، ان الأقليم ليسَ عندهُ منفذٌ آخر لتصريف نفطهِ إلا عبرَ تُركيا ! " ، فيضغط على بغداد وأربيل معاً ، من اجل مصالحهِ ! . * من جانبٍ آخر .. فأن " حزب السلام والديمقراطية " الكردي في تركيا ، الرديف لحزب العمال الكردستاني ، فاز فوزاً صريحاً وكبيراً ، في الغالبية العظمى من المدن الكردية . وبهذا يكون قد أسكتَ الأصوات التي كانتْ تّدعي ، ان شعبيته قد إنخفضتْ ، بل تبينَ انهُ المُمثِل الرئيسي لكُرد تُركيا . حزب السلام هذا ، له علاقات ممتازة ، مع " حزب الإتحاد الديمقراطي " السوري " الذي هو أيضاً رديف لحزب العمال الكردستاني ! " ، وحزب الإتحاد الديمقراطي ، السوري ، يسيطر عملياً ، على الكثير من المناطق الكردية في سوريا ، ويحكمها ذاتياً . علاقة الحزب الديمقراطي " البارزاني " سيئة تماماً ، مع حزب الإتحاد الديمقراطي السوري .. وبالتالي ، ينعكس ذلك أيضاً ، على علاقة الحزب الديمقراطي ، مع حزب السلام الكردي في تركيا ! . * أردوغان وحزب العمال الكردستاني بمختلف مسمياته ، إنخرطا في " عملية السلام " منذ أكثر من سنة .. ولكن بإجراءاتٍ بطيئة من الحكومة . والآن بعد الإنتخابات البلدية ، ولا سيما بعد ان تجري الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية بعد أشهُر .. فمن المتوقع ، ان يقوم أردوغان بخطوات أكثر جدية .. ( بل رُبما يتحالف حزب السلام والديمقراطية الكردي ، مع حزب أردوغان ، في البرلمان القادم ، من اجل تسريع عملية السلام ، إذ أرى ان الكُرد في تركيا ، اليوم ، ليس أمامهم غير أردوغان ، للتفاهُم معه ، حيث ان حزب الشعب الجمهوري الأتاتوركي الليبرالي وحزب الحركة القومية التركي المتطرف ، لايعترفان بالكُرد أصلاً !) . وإذا حدث ذلك ، فربما تتبدل المعادلات التركية الكردية ، بما في ذلك ، شكل العلاقة بين أردوغان والحزب الديمقراطي الكردستاني " البارزاني " أيضاً . * عراقياً .. مازالتْ الحكومة التركية ، تحتضنُ " طارق الهاشمي " المطلوب والمحكوم في بغداد . تركيا تحمي وتدعم العديد من الشخصيات العراقية المعارضة والمناوئة للمالكي . وتركيا ترعى وتدعم ، المعارضة السورية المسلحة والتنظيمات المتطرفة " السُنية " . تركيا وافقتْ على مَد إنبوب لنقل النفط من أقليم كردستان الى الموانئ التركية ، دون مراجعة الحكومة الإتحادية في بغداد . تُركيا تُنّسِق منذ سنوات ، مع أسامة وأثيل النُجيفيَين ، في الموصل ( وتركيا كانتْ العّراب ، في مُصالحة النُجيفيَين مع الكُرد ولا سيما الحزب الديمقراطي الكردستاني ) ، تُركيا ، تُشّجِع على إقامة " أقليم نينوى " قريباً ، ذاك الأقليم الذي سيبتعد كثيراً ، عن الحكومة الإتحادية في بغداد ، ويكون قريباً من تركيا ، إقتصادياً وسياسياً . معظم ما يجري ، هو إفرازات للصراعات الدولية والأقليمية .. وكالعادة ، يدفع العراقيون بعربهم وكُردهم ، الثمن الغالي .. لمصلحة الدول الكبيرة في المنطقة : تركيا وإيران ، ولفائدة بعض السياسيين !. * المالكي يحاول ، شَق الصف الكردي بصورةٍ أكبر .. فتراهُ يتقرب من " الإتحاد الوطني " ويبتعد أكثر عن " الحزب الديمقراطي " ( رُبما بنصيحةٍ من العّراب الإيراني ! ) ، لكن المُشكلة ان الإتحاد بلا رأسٍ اليوم " بعد غياب الطالباني " . والديمقراطي يحاول عزل المالكي وتركه وحيداً ، من خلال إحتضان كُل مَنْ يُعارِض المالكي ، سواء أكان سُنيا أو شيعياً ، وبالفعل فأن العشرات من مناوئي المالكي ، يُقيمون في أربيل . ................................ نتائج الإنتخابات البلدية التركية ، وفوز أردوغان بها ، وتأثيراتها على الساحة العراقية ، تتلخص في الملفات : أقليم نينوى الذي ينشط الحديث عنه مُؤخَراً / نفط أقليم كردستان / فتح معابر أخرى بين تركيا والأقليم / دعم تركيا لمجاميع متطرفة في سوريا والعراق . تركيا ، لها نهج سياسي بعيد المدى ، يشرف عليه مهنيون بارعون ، مثل وزير الخارجية ، أوغلو .. وأجهزة إقتصادية ومخابراتية نشيطة وفعالة ... فماذا يمتلك العراق ، ببغداده وأربيله ، بالمُقابل ؟!.
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشيوعي العراقي .. نزاهةٌ و تواضُع
-
الزَوْج والحَديقة
-
.. التسرُع يُؤدي الى الضِياع
-
ديمقراطيتنا الفريدة
-
نَوروزيات
-
لكَي تُحّقِق حلمكَ ، يجب أن تستيقِظ
-
- أبطال - الساحة السياسية اليوم
-
زيارة البارزاني الى ( وان ) ، بين مُؤيِدٍ ومُعارِض
-
أُذُن الحِمار
-
ماذا يفعلونَ في بغداد ؟
-
سيدتي .. لا أملكُ غير كلمات
-
إنتبهوا الى فَرق التوقيت
-
رُبَّ ضّارةٍ .. نافعة
-
إنترنيت يشتغل ب - الكباب - !
-
أحد أسباب أزمتنا المالية
-
- كِذبَة نيسان - والدعاية الإنتخابية
-
لا حَميرَ في أقليم كُردستان
-
أزمَة الرواتب في أقليم كردستان
-
قَبْلَ ... وبَعدَ
-
الإنتخابات .. إذا جَرَتْ
المزيد.....
-
إسرائيل تلغي جميع الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية قبي
...
-
-البنتاغون- لـCNN: إرسال طائرات إضافية إلى الشرق الأوسط
-
موسكو لواشنطن.. قوات كييف تقصف محطات الطاقة الروسية
-
الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة في رفح
-
تصعيد روسي في خاركيف: هجمات جديدة تخلّف إصابات ودمارًا واسعً
...
-
-صدمة الأربعاء-.. ترقب عالمي لرسوم ترامب الجمركية
-
بيليفيلد يطيح بباير ليفركوزن من نصف نهائي كأس ألمانيا
-
نتنياهو يعيد النظر بمرشحه لرئاسة الشاباك
-
لوبان: الحكم الصادر بحقي مسيس
-
خطة أوروبية لمواجهة الرسوم الجمركية
المزيد.....
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
المزيد.....
|