أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الكريم كرمو - البربرية في عقول حكام العرب














المزيد.....

البربرية في عقول حكام العرب


عبد الكريم كرمو

الحوار المتمدن-العدد: 4412 - 2014 / 4 / 2 - 00:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان التغير في دول الربيع العربي ليس بثورة بقدر ما هي إستيلاء على السلطة – ويستثني منها فقط الثورة السورية

ويعتبرها الثورة الوحيد من بين هذه الثورات - ويضيف قائلاً بأن دول هذه الثورات انغلقت على نفسها بينما السعودية اصبحت أكثر انفتاحاً منها – قد يكون الكاتب على حق الا في تقيمه لدور المملكة العربية السعودية التي اصدرت العديد من المراسيم الملكية التي تضمن بعض من حقوق الشعب السعودي خوفا من من انتقال عدوى الثورات إلى داخل المملكة ولا احد ينكر دور السعودية الإقليمي والعالمي بسبب ثقلها البترولي والمادي - ..... ولكن الكاتب ينسى أو ربما يتجاهل بأن قيم الطغيان والدكتاتورية والاستبداد لها جميعها بنائها العقائدي والفكري والتربوي التي ينطلق منها الطغاة كأرضية راسخة يستندون اليها لفرض الهيمنة والسيطرة على الشعوب انطلاقاً من جملة القيم المتطرفة الكائنة في قيم الشعوب ذاتها كالتطرف الطائفي والقومي والعقائدي والقبلي أو استغلال الشعارات الخلبية كالمقاومة والممانعة وغيرها من الأدوات التي يستغلها الطغاة والمتطرفين كآليات دفاع عن جرائمهم كمنهج وسلوك للتسلط والتفرد بالقرار وممارسة الظلم والعدوان والدكتاتورية واستعباد الشعوب وإلغاء الآخر وإقصائه وهناك من بدأ يستغل الدفاع عن الثورات للغرض ذاته .... فيمكن القول بأن العقلية المتخلفة هي المدجنة التي تفرخ الطغاة والمستبدين والقتلة فالتخلف والطغاة هما وجهان لعملة واحدة فهما بمثابة الحامل والمحمول فكلاهما ينتج الآخر أي ان البنية الفكرية المتخلفة هي وراء انتاج كل التناقضات الاجتماعية على مختلف الصعد وفي مختلف حقول الحياة كإهدار كرامة الانسان وحقوقه وإحباط الطاقات والإمكانات الموجودة على الأرض وإنتاج حالة التبعثر والتشرذم والفقر والدكتاتورية والظلم والاستبداد وغيرها من الأمراض الاجتماعية المزمنة فمن يلقي نظرة متفحصة إلى السلوك الذي ينتهجها المتخلف في ظل أنظمة الطغيان والاستبداد سيلاحظ بأن كل ميوله وتصرفاته يتحرك نحو الخضوع خوفاً لمشيئة الطاغية من جهة وتمجيده والاعتزاز به من جهة أخرى فأنك تجد المتخلف يبدي اعجاباً غير طبيعياً لسلوك المستبد أو الدكتاتور يصل في أحياناً كثيرة إلى حد التماهي بتصرفاته وشروره ويعود سبب هذه الظاهرة الى انتماء كليهما للبنية الفكرية ذاتها أي ان المتخلف يرى الطغيان الكائن في ذاته في سلوك الطاغية وتصرفاته ويرى بأن سلوك الطاغية يمثل سلوكه خير تمثيل وقد شهدنا هذا السلوك لدى العديد من ابناء الشعب العراقي الذين كانوا يهلهلون ويرقصون للطاغية صدام وكذلك للأسد والقذافي وغيرهم من الطغاة وهذا السلوك نجده لدى الشعب الكردي الذي يمجد هذا – السروك - أو ذاك فلم يتخلص الشعب الكردي بعد من أصنام الآخر وغرانيقه حتى بدأ من يبني اصناماً كردية من نفس النموذج الذي عانى الكرد من استبدادهم عقود طويلة فبدلاً القول بالروح بالدم نفديك كردستان يمجدون هذا المسئول أوذاك ولكن هذا السلوك هو سلوك زمني ينتهي بضعف الطاغية أو سقوطه فعند رحيل الطاغية يخلق في البداية لدى الشعوب المتخلفة نوع من الارتياح النفسي والفرح العارم ويعتقدون بأنهم قد تحرروا من ظلم الظالم وهمجيته وشروره وتألهه وبأنهم سيدخلون عصر الحرية والكرامة ويجهلون تماماً بأن القيم الكامنة في تراثهم المتخلف هو الذي ينتج الطغاة بل أن التراث المتخلف هو الطاغية ذاته وبأنه سينتج بعد فترة قصيرة العديد العديد منهم فعندما انطلق الثورة السورية تنفس الشعب السوري بشكل عام والكردي بشكل خاص تنفسوا الصعداء واعتقدوا بأن عهد الطغيان والدكتاتورية والقتلة والمجرمين سينتهي بدون رجعة وأن ساعة الخلاص بدأ يلوح في الأفق وأصبح قاب قوسين أو أدنى وغيرها من الاحلام ... ولكن من المؤسف لم يمضي الكثير على الأحلام الوردية لهذا الشعب ليبدأ حالة التشرذم والبحث عن الذات وتحقيق الأنا وحالة الصراع على حساب الدم السوري المنهار في الشوارع والساحات وعلى حساب الجثث المحطمة تحت ركام الأبنية المهدمة بقذائف طائرات النظام ومدفعيته وبدأ الصراع يتصاعد شيئا فشيئا ويأخذ طابعا أنيوياً متشرذماً فبدلاً من ان يكون للشباب السوري الذي قاد الحراك الثوري بدلاً من أن يتمسك بقيادة موحدة تقود الثورة تحولت ثورتهم الى ثورة التنسيقيات المتناثرة وأصبحت كل تنسيقية ترتبط بهذه الجهة السياسية أو تلك وبدلاً من وجود مجلس وطني موحد يضم كافة الطيف السياسي السوري وكافة مكونات ابناء الوطن بعربهم وكردهم وبقية المكونات من ابناء هذا الشعب اصبح هناك العديد من المجالس والهيئات والتيارات السياسية والمنظمات المتناثرة زد على ذلك كتائب الجيش السوري الحر الذي بدأ هو الآخر يتشرذم وينتمي بولائه لهذا التيار السياسي أو ذاك وبدأت هذه القوى تتنافس وبحده هنا وهناك ليس من اجل خلاص الشعب السوري من هذا الكابوس الجاثم على صدره منذ اكثر من اربعة عقود بل من اجل احتلال المناصب السيادية في سوريا المستقبل مع احترامنا لكل الشرفاء والمخلصين داخل هذه التيارات والحركات الثورية ... ومن يلقي نظرة الى الصراعات الجارية على الساحة الكردية سيلاحظ الصراع المذكور ذاته فمن يلقي هذه النظرة سيجد هناك من يعبر عن وجوده السياسي الكردي عبر الندوات الكرنفالية المزركشة وفتح المكاتب والمقابلات الاعلامية والدورات التعليمية باللغة الكردية وغير ذلك من الأمور وسيجد إلى جانب ذلك من يفرض سيطرته منفرداً على الشارع الكردي بقوة الرشاش ... بينما الأولية القصوى في هذه المرحلة الحساسة يتطلب توظيف كل الطاقات الموجودة وكل الجهود نحو وحدة الشعب الكردي لأن وحدة هذا الشعب هي الضمانة الوحيدة التي سيحقق الحقوق المشروعة لهذا الشعب على مختلف المستويات وعلى مختلف الصعد وليس فتح المكاتب والهروب من مستحقات المرحلة ومتطلباتها وأولوياتها



#عبد_الكريم_كرمو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة عامودا الثائرة
- تنكر واضح للوقائع التاريخية والقرائن الدامغة بالوجود الكوردي ...
- خسارة سورية تشكل ضربة قاسية لهالة «حزب الله» وترسانته
- ما يحصل الآن هو وصمة عار على جبين كل متخاذل لا يحرك ساكناً ل ...
- حرب إبادة بكل معنى الكلمة


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الكريم كرمو - البربرية في عقول حكام العرب