أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ليلو كريم - تجربة في زمن العولمة














المزيد.....

تجربة في زمن العولمة


محمد ليلو كريم

الحوار المتمدن-العدد: 4411 - 2014 / 4 / 1 - 15:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


--------------------------------------------
في عام 2003 سقط النظام السابق , وعلى أثر سقوطه تبلور واقع سياسي جديد يمتاز بالتعددية السياسية والشراكة في الحكم , وبالتدرج تصاعدت وتيرة المنافسة بين احزاب وشخوص للوصول للسلطة التي صارت قبلة لكل طامح بالجاه والوجاهة والمال والشهرة واشباع الشهوات والجيوب والبطون , وتضل العيون بعيدة عن الشبع وتزداد شراهتها حتى تصل , أو أنها وصلت الى طور الافتراس , اعاذنا الله وأياكم , داعيا" المولى عز وجل أن لا يحرمنا من مميزاتنا الإنسانية لكي لا نستوحش بغيرنا بدل أن نستأنس به , ولست معاصرا" للفيلسوف الاغريقي ابن طاليس لأسئله عن قصده ب ( الحيوان السياسي ) وكيف نقي انفسنا من هذه الانتكاسة النفسية , أو العضوية , وهل هناك من طرق وقاية نتبعها فلا لانقع في ذلك النكوص الرهيب , والمعيب , فنحافظ على كياننا وكينونتنا وتكويننا الانساني القويم ؟ .. فأنا أفضل بقوة وثبات أن أضل مواطن بسيط من البشر , بدل أن أتحول الى امبراطور كبير من صنف حيواني , وفي قرآننا المحكم الذي فُصلت آياته اخبرنا الله عن أن هناك من البشر من هم شر الدواب , أو أكثر ضلالا" من الأنعام , أو ( مثله كمثل الكلب ) , ولله في خلقه شؤن سردها في النص المقدس بقصص وأمثلة نستجير بالخالق أن نحاكيها جراء حدوث خلل بايولوجي أو سايكولوجي نواجهه في انفسنا ونرضى به ونرتضيه لكونه خلل يناسب التوصيف الذي قال به ابن طاليس فيلسوف الاغريق , فهو خلل يتوافق مع مكاسب سياسية . . .
سألت زوجتي : ماذا تقولين في أب ينهش في ابناءه كل يوم ؟
اجابت : هذا كلب
سألتها : ماذا تقولين في رب عائلة يرفس عائلته مرارا" ؟
اجابت : هذا حمار
سألتها : إذا" ؛ بماذا تصفيني أن عضضتك أو رفستك كل يوم ؟
لم تجب , بل ضلت صامتة مطرقة برأسها للأرض
كررت عليها السؤال ولم أجد إجابة منها
قلت لها : أجيبي
قالت : لا أجرؤ على توجيه إهانة لك
قلت لها : لهذا السبب تتطاول علينا السلطة وتسيء للمواطن وتمتهن كرامته . . . .
في عام 2003 سقط نظام , وقام نظام , النظام الأول كان ديكتاتوريا" , والنظام الثاني جاء ديمقراطيا", ونحن نتحدث عما يهمنا ويواكب لحظتنا التي نريد تحسين شكلها وموضمونها , أولسنا ابناء اليوم , ولم يبقى من الأمس غير دروس وعِبر ؟؟ .. أم مازلنا نسير في نفس الدرب , ونخطو نفس الخطوات , ولم نتغير , أو نتطور , وكل الذي جرى لم يكن غير ثياب استبدلناها بأخرى والجسد كما هو في اسقامه ؟؟..
الشعب مصدر السلطات , عبارة لم افهمها يوما", ولست أتوقع أن اتفهمها في قادم الايام , إذ كي لي بفهمها وتفهمها واستيعابها وأنا لا أجيد القراءة والكتابة , ومثلي ملايين من المواطنين لا يقرؤن ولا يكتبون , فرغم أنني مواطن , ولي حقوق دستورية , إلا أنني أمي , وهل تطلبون مني أن اضمن حقوقي الدستورية في حين أن نخبا" سياسية ما زالت تصطدم ببعضها نتيجة تباين التفاسير التي تتناول مواد وفقرات الدستور , ويخوض الاصطدام سياسيون ومختصون وقانونيون ودستوريون , وأنا لست مختصا" في أي من هذه المجالات , لست إلا مواطن أمي لا يفقه مما يدور حوله إلا معلومات قليلة وبسيطة , ولو أفترضتم أنني أجيد القراءة والكتابة , فهل يستطيع الذي يشكو من الأمية الثقافية أن ينجو من امواج التفاسير المتلاطمة للدستور والقوانين والحقوق ؟؟ .. لست أتصور أني سأنجو في بحر هائج كل ما فيه يعمل بشرائع الافتراس السياسي . . . ولن ينقذني ألف دستور , أو قانون , أو ألف داعية للحقوق , ما دام الزيف والخداع صارا مقدسين في قرارة كل نفس يعنيها هذا الحديث , ولو كنت مثقفا", أو مفكرا" , أو عالما" خبيرا"؛ لتوفرت لي رؤية أفضل , وأعمق , ولأستطعت الاقتراب أكثر من خبايا النفوس ( تلك النفوس . . . ) ولكنني إما غارق في الأمية , أو عديم الثقافة والفكر , أو منشغل , وكثيرة هي الانشغالات والاشغال الشاقة في بلادي , حتى أن أي مواطن منا يريد تجميد عقله ما عليه سوى التحجج بالظروف والاوضاع , ولدى المواطن الحاذق خزين هائل من الحجج التي يبرر بها تقاعسه وانزاءه وعدم اكتراثه بكل شيء , الى درجة جعلت من السياسيين لا يكترثون بنا , ولا يحسبون لنا حسابا" , وتفرغوا للصراع الدائر بينهم على كعكة أسمها العراق , وطننا الذي راح ضحية جهلي وفسادهم .
ما زال السياسي يداهم شاشات التلفاز قُبيل الانتخابات ويُعلن برنامجه الانتخابي . . وعلى نفس الشاشات تصدح الاحصائيات والبرامج التلفزيونية بتفشي الأمية , والثقافات الرديئة , والفقر , والعسكرة , والبطالة , لست أعلم الى من يوجه ذلك السياسي كلامه وهو يُعلن عن برنامجه الانتخابي ؟؟؟؟ !!!!!!
هل وصل السياسيون العراقيون الى اكتشاف يخبرهم بأنهم يستطيعون اقناع جموع المواطنين شريطة أن يكثروا من الكلام ؟؟..
ولكن لنجري تجربة :
لنطلب من كل سياسي يُعلن برنامجه الانتخابي أن يعرضه اعلاميا" في أحدى الديمقراطيات العريقة , ويستطلع ردود وآراء ذلك الشعب في تلك الدولة المتقدمة ... هي تجربة لا غير ...
ولنسأل مواطننا العراقي : ماذا تتوقع من ردود أفعال على برنامج انتخابي يعرضه سياسي عراقي على احدى الشعوب المتقدمة , وهذا البرنامج الانتخابي هو المعلن من قِبل السياسي العراقي للشعب العراقي في حملته الانتخابية ؟؟.



#محمد_ليلو_كريم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عائلة السلطة
- رأي في عقيدة
- الصراع والنظام
- انثيال على قارعة النور
- الديمقراطية المحترمة.. والديمقراطية المبتذلة نظرة للديمقراطي ...
- قانون التقاعد الموحد.. وتعاملنا مع ميزات النظام الديمقراطي
- الحاكم الفاصل (الجزء الثاني)
- يجب أن يحارب
- الحاكم الفاصل (الجزء الاول)
- ديمقراطية بلا تعقل
- الديمقراطية الأميركية.. والديمقراطية العراقية الاميركية مقار ...
- ثلاثة أصناف
- تديننا.. أضاعنا عشرة اعوام يا ليلى
- كابوس المعادلات العراقية


المزيد.....




- أمريكي انتقل إلى ريف إيطاليا هربًا من-ستاربكس- و-ماكدونالدز- ...
- حماس: مستعدون لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إنهاء الحرب
- وزراء إسرائيليون يرفضون مقترحات حماس بشأن وقف إطلاق النار
- تونس: الرئيس قيس سعيّد يزور مدينة المزونة بعد مصرع ثلاثة تلا ...
- الصين.. روبوت لإطفاء الحرائق!
- مصر.. إغلاق محال ومطاعم شهيرة في حملة تفتيش مكثفة
- الولايات المتحدة تنفذ إطلاقا ناجحا لصاروخ Minotaur IV إلى ال ...
- غلوبو: ترامب ولولا دا سيلفا معجبان ببوتين ويزدريان زيلينسكي ...
- زعيم حزب الوطنيين الفرنسيين: روبيو وويتكوف أذلا ماكرون في قل ...
- هل منع ترامب نتنياهو من ضرب المشروع النووي الإيراني؟


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ليلو كريم - تجربة في زمن العولمة