عبدالكريم الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 4407 - 2014 / 3 / 28 - 21:48
المحور:
الادب والفن
كإنْ لم تكنْ أنتَ
_________
كمَا أنتَ
ما زلتَ تنشدُ النّواح
تمضِي وحيداً
وحيداً تمضِي
ما بينَ نهريَنِ منْ وجعٍ
وأكواخٍ يجلدُها قصبُ السَّبق
تغريكَ براءة ُالمطرِ وظمأ الأرض
حاملاً صرّةً منْ ألواحٍ
تحتطبُ الهواءَ دفءاً
لمرافىء أنفاسِكَ اللاهثةِ صوبَ اللاشيء
تَلتفُّ بأسمالِ الحكايات
مسلاتٌ تحوكُ البوحَ أقماراً
أختامٌ تَتستّرُبألقِ الممالك
بابل وآشور وسومر
وتبقى
وحيداً
مُنذهلاً
تبحثُ عنْ أشياءِكَ المفقودَةِ
في صرّةٍ منْ ألواح
* * *
قبلَ البدءِ بنفحةٍ
كنتَ في أصلابِ الزهرِ
تتضوعُ سحرَ الخطيئة
يُغريكَ وهجُ الحرائقِ
الحلمُ مَرقَ
والصمتُ تعّرًى
يالكَ منْ غُصنٍ يحملَهُ العويل
تَتلظّى وَجَعاً
بينَ فجوةِ مطرٍ
وبينَ صوتٍ مَخنوقٍ
يتربصُكَ الضجيجُ
يُشكلُكَ أحجياتٍ
أيقونةٍ يرثيها النواحُ
فتسقطُ في جَوفِ الذاكرةِ
مَنسيّاً
كإنْ لم تكنْ أنتَ
وتَمضِي
وحيداً
مُنذهلاً
تَبحثُ عنْ أشياءِكَ المفقودةِ
في صِرّةٍ منْ ألواح .
#عبدالكريم_الساعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟