أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الشيخة - عصور وايدلوجيات














المزيد.....

عصور وايدلوجيات


خليل الشيخة
كاتب وقاص

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 1252 - 2005 / 7 / 8 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما كنا صغار كنا ننشد في كل مرة يهطل فيها المطر بفرح غير عابئين بالزوابع هذه الانشودة: نزلت الشيتا(المطر) على الطين الله يبارك فلسطين , كان المطر يتحول الى سواقي تجرف كل ماوجد في الشوارع . لم نكن نهتم . كنا على ثقة بأننا في آمان وأن هذا النشيد لن يأتي لصاحبه بأي مكروه. لأننا كنا نعيش زمن الثقة ،وهي ثقة واهية أو قل كاذبة . ثقة بعبد الناصر الذي كان يردد بأننا سنقاتل اسرائيل ومن وراء اسرائيل. تلك الثقة لم تكن حقيقية ابدا، بل كانت في غالبيتها مستندة الى اسلحة الاتحاد السوفيتي، الى مفردات الاتحاد السوفيتي ، الى حماية الاتحاد السوفيتي . ولفترة ما ظننا بأننا أقوياء. كنا نغش انفسنا.
كانت حتى استعمال كلمة اسرائيل أو الدولة العبرية بمثابة خيانة، لانها تحمل معها الاعتراف الضمني بالمحتل. لا تستطيع أن تسمع في الاذعات العربية أو تقرأ في الصحف الا العدو الصهيوني .. العصابات الصهيونية. في تلك الفترة لم يهتم الاعلام العربي بمن يحكم اسرائيل . لأنهم جميعا صهاينة محتلون. حتى هذه المفردات كانت جاهزة لنا استوردناها من الكتلة الاشتراكية.
رحل عبد الناصر ورحل معه زمن وافكار ومفردات وايديولوجيا، ثم رحل الاتحاد السوفيتي ورحل معه أيضا مفرداته وافكاره وايديولوجيته وأهم من ذلك كان رحيل ، والى الأبد، مايسمى بالأمن العربي . أصبح العربي بعد الاتحاد السوفيتي غير محمي من اسرائيل ومن الولايات المتحدة. لم تعد عنتريات الانظمة العربية تخيف أحد لأن امريكا قد نتفت آخر ورقة توت عن عورة النظام العربي . أصبح عاريا ليس أمام المواطن العربي بل امام العدو والصديق في الخارج. لأن سياسة (تكلم ماتشاء وافعل مااريد) ولى الى غير رجعة . لم تعد امريكا تقتنع بسياسات متعددة الوجوه. بل ارادت وجها واحدا وسياسة واحدة وهي ( تكلم مااريد وافعل مااريد).
أذكر مرة عندما كنت اراسل صحيفة الفجر في القدس لم أكتب في تهاية الرسالة (اسرائيل) عن عمد ، اكتفيت بالقدس فقط. رجعت الرسالة الى عنواني في ولاية ميزوري (الولايات المتحدة) . اخذت الرسالة الى موظف البريد اسأله عن سبب عودتها. قال لي بأني نسيت أن اكتب البلد المرسل اليها. فاجبته ، هل هناك أحد لايعرف أين تقع القدس . فقال اذا اردت لرسالتك أن تصل فعليك أن تكتب اسرائيل. كتبت اسرائيل لكني شعرت ضمنيا بالخيانة .
اذا ماذا جرى. هل كنا نعيش بخمرة الثقة والكذب والنفاق ام بكل بساطة بعصر مغاير له اخلاقياته ومفرداته وافكاره . أو ربما كنا نعيش زمن الاسطورة ومازلنا. وهنا اتساءل هل المشكلة فينا ام في الزمن كما يحلو للبعض أن يتهم. فان كان الزمن فقد استفاد كثير من الدول الفقيرة المنتوفة منه واصبحت دولا صناعيه لها مكانتها في العالم ، وأن كانت المشكلة فينا فنحن نحصد ثمارا فجة مما زرعنا وزرع معنا حكامنا منذ أن كنا نصفق لهم حتى في النكسات.



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكتشافات خطيرة


المزيد.....




- حذّر من -أخطاء- الماضي.. أول تعليق لخامنئي على المحادثات مع ...
- نتنياهو لماكرون: -نرفض إقامة دولة فلسطينية لأنها ستكون معقلا ...
- خامنئي: لا تفاؤل مفرط ولا تشاؤم بشأن المحادثات النووية مع وا ...
- الأردن يعلن إحباط مخططات -تهدف إلى المساس بالأمن الوطني-
- حماس تدرس مقترحاً إسرائيلياً جديداً لهدنة في غزة وإطلاق الره ...
- مئات الكتاب الإسرائيليين يدعون إلى إنهاء الحرب في غزة
- هجوم لاذع من لابيد على نتنياهو مستندا إلى قضية -قطر غيت-
- الاستخبارات الروسية: أهداف روسيا في أوكرانيا لن تتغير قيد أن ...
- الإمارات.. حريق برج سكني في الشارقة يودي بحياة 5 أشخاص (صورة ...
- الذكاء الاصطناعي يكتشف 44 نظاما كوكبيا مثيلا للأرض في درب ال ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الشيخة - عصور وايدلوجيات