أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - العراق : ذلك الشيخ الوقور .. المحدودب .. الحزين














المزيد.....


العراق : ذلك الشيخ الوقور .. المحدودب .. الحزين


سعدي عباس العبد

الحوار المتمدن-العدد: 4407 - 2014 / 3 / 28 - 07:50
المحور: الادب والفن
    


... العراق : .. ذلك الشيخ الوقور , المحدودب . الحزين

** كلما توغلت بعيدا في مجرى تأملاتي المشوبة بالاضطراب ..يلوح لعينيّ العراق على هيئة رجل عجوز بلحية كثة بيضاء نافرة طويلة ووجه تؤطره مسحة من اصفرار وتجاعيد رقيقة تحفر في سحنته وتتكاثف عند جانبيّ انفه ... رجل محدودب ناهز عمره آلاف السنين ..لا ادري لِمَ اخاله على تلك الهيئة ..يتوكأ على عصا تناظر او تماثل عصا موسى النبي ..او بمعنى اكثر دقة عصا موسى هي التي تشابه عصا الشيخ الذي اسمه العراق وربما استعارها موسى في وقت ما ، من العجوز العراق . منْ يدري ..عصا اتخيّلها مصنوعة بكاء واوجاع وشقاء ومن بقايا عظام موتى ..دائما يتراءى ليّ مركون في الزوايا المهملة ..او قابع في حجرات رطبة معتمة ..او يتمشى وسط المزابل على مقربة من اولاده وبناته المتسولات ..المح دموعه وهو يرى إلى اولاده تسيل غزيرة على هيئة نهرين ..نهرين من دموع الشيخ العجوز يجريان واولاده يتضورون ظمأ ..اراه يتوكأ على عصاه على مقربة من واحات البترول يمسد لحيته حسرة باصابع مستعارة من سعف النخيل ..اراه يهش بعصاه على كور من الزنابير المحلّقة عند ينابيع الواحة ..بينما الاسراب اللاذعة تحوم عند لحيته الوقورة ... وغالبا ما أراه يبكي هناك عند بوابة عشتار ..او في حضرة ولده البار حمورابي او هناك حيث ذكرياته الباذخة الفتيّة عند زقورة أور ..يبكي بنهرين من الفقر والوجع ..وعند المساءات الباردة اشاهده يلتحف معطفه الرث المصنوع من وبر الحسرات والزفرات ! يخطو متثاقلا ..يبحث مع قطيع مريع من اولاده في المزابل ..عما يسد رمقهم ..شيخ بلغ من العمر آلاف الاوجاع بلحية بيضاء طويلة بطول شقاء اولاده المشرّدين في الشتات والقمامة والسجون .. الموزّعين على مساحات مقفرة من العوز والظمأ ... عند آخر الليل يطلق حراس الواحات كلابهم الاميركية تقتفي أثره ..كانت الكلاب مدججّة بنباح مفزع وانياب نووية ..والشيخ المسكين لا يملك سوى الواحة ووقاره العتيد ..لا خيار لديه غير ان يهبهم الواحة ..الواحة التي تهافت على كنوزها رهط ضال من اولاده العاق بمؤازرت الكلاب ..ما زال الشيخ يرى بنهرين من الدموع إلى ذلك النهب والسلب الممنهج ..فيمسح على لحيته كمدا وحسرة على ضّياع ورث احفاده القادمين في طريق الجلجلة



#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن : جان دمو .. بلا مناسبة
- غياب الاحتجاجات المليونية في العراق ..! ؟ وإلى متى .. ؟
- لماذا باتت نتائج الانتخبات محسومة سلفا
- : عن الجمال __ محض انطباع
- فصل من رواية مخطوطة : سلمى والنهر _ 1
- كتابة عن الشعوب النائمة او // ضد الحكومة
- العام العاشر في الغابة
- نص في المكان : مقهى الميثاق : علامة .. / مقطع من رواية مخطوط ...
- بمناسبة ما يسمى بعيد الأمّ
- الفصل الاخير __ التاسع عشر __ من رواية مخطوطة : بقايا الجندي ...
- الفصل الثامن عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل السابع عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل السادس عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الخامس عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الرابع عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الثالث عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الثاني عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الحادي عشر . من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل العاشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل التاسع من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر


المزيد.....




- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
- فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
- أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
- إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - العراق : ذلك الشيخ الوقور .. المحدودب .. الحزين