أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة إسماعيلي - الطبيعة البشرية للأفراد تنعكس في الصحفي














المزيد.....

الطبيعة البشرية للأفراد تنعكس في الصحفي


حمودة إسماعيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4405 - 2014 / 3 / 26 - 19:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد لاحظت في مرحلة مبكرة من حياتي أن الصحف لا تنقل أبدا أي حدث كما حدث فعلا
.. جورج أورويل

الصحفي كائن ينقل ويصف الأحداث (بواقع معين) للأفراد (المتابعين) كأنهم يرونها (نتيجة صعوبة تواجدهم بذلك الموقع/الواقع أو بعدهم عنه/عن المعلومات) : ينقل مختلف الأحداث في العالم ـ لكن ما يهمنا هنا هو الحدث السياسي نظرا لأن الأحداث السياسية لها أكبر تأثير على الأفراد وتحدث باستمرار | فبركان قد يحدث مرة كل 20 سنة، أما الناس فمطاردين يوميا بمتطلبات اقتصادية واجتماعية تفرض رعاية سياسية ـ والصحفي هو المخول بكشف نوعية هذه الرعاية السياسية : بعرضها على الأفراد. دون ضرورة نقدها أو تفكيكها أو مباركتها، لأنها من وظيفة المفكر وعالم الاجتماع والباحث الاقتصادي | إنما يقوم بتعريتها كما يعرّي النخاس السبايا عند عرضهن بمسرح السوق. ووصف حالة احتجاج لا يختلف عن وصف حالة طقس : هطول تجمع بشري على مؤسسة يوازيه هطول أمطار على بقعة إقليمية ـ كوصف مشابِه أسلوبياً.

الصحفي فرد : ووصفه يتأثر بتأثر الأفراد ـ فالمهنة تعبير وليس تسامي على الجموع ك"علم" تجريدي يتعالى على الواقع للسيطرة عليه ـ وبتأثره يتماهى مع الأغلبية لينحاز قطبيا (مع جهة سياسية بتأثير الغالبية/القبيلة/الهوية/الحزبية) نتيجة العاطفة التي تؤدي لتشويه الوصف : كتناقض في التعبير. ومنه نجد خروقات على مستوى الحرفية تكشف عن مرحلة طفولة بالممارسة :

ـ فعندما يكون الحزب ممسكا بزمام السلطة ولا أحد يفتح فمه (باسثتناء متمردين قلة عانوا من جهته) فإن الإعلام يبارك الأجواء.
ـ أما عندما يسقط الحزب ويفتح الجميع فمه على اتساعه بالانتقاد والتجريح (وتصاب تلك القلة بالجنون ظنا منها أنها هي سبب التغيير !) فإن الاعلام يرقص على سقوط الحزب.
(وهذا مفهوم : فالإعلام هو صوت الشعب ـ مثلما يُقال، أو ضميره)
ـ لكن حينما ينقسم الشعب : لمؤيد لسقوط الحزب ومعارض | فأين سيذهب الصحفي ؟ أو مع من ؟ . بما أن الصحفي ينتمي لمؤسسة إعلامية : فإنه يهلل مع تهليل المؤسسة لأنه إذا انحاز للجهة المقابلة أو عبّر عن عكس توجهاتها فإنه سيلقى الطرد أو التوقيف : وحفظا لماء الوجه يتم إعلامه بأن يقدم استقالته كأنها "رغبة" و"مبدأ" وليس "طرد تعسفي".

وتوجهات المؤسسة الإعلامية لا تتبع الشعب ولا تعبر عنه : هي أداة للتعبير عن مصالح مالكها ـ وغالبا ما تكون ملكا لأسرة آل طرشان أو آل كسلان أو آل نعسان وما سواه من "آلات" تحوّل موظفيها بالمؤسسة التابعة لها لآلات (ميكانيك) تمتد لداخل منازل الأفراد حتى "آذانهم" لتنطق بألسنة مُلّاكها : وذلك بقول "نصف الحقيقة" عبر وصف "نصف الحدث" ـ هذا النصف مفيد للمالك وبه يتم الصمت عن النصف الآخر لأنه يفسد الأهداف والمخططات ـ وإذا كانت "نصف الحقيقة" هي أسوأ أنواع الكذب : فإنه حتى لو صَدَق الجميع فإن الصحفي/الإعلامي يكذب | لأنه موظف يخدم المؤسسة بصوته (مسموع أو مكتوب). وبالتالي فالحقائق الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها بالجرائد هي "الإعلانات" : بتعبير توماس جفرسون الرئيس الثالث للولايات الأمريكية المتحدة، الذي يضيف كذلك أن "من لا يقرأ شيئاً على الإطلاق أكثر ثقافة ممن لا يقرأ سوى الجرائد".

إذا كانت المؤسسة الإعلامية تحت سلطة مالك له أهداف وتوجهات سياسية : هل سيرضى بأن يعارضها أحد موظفيه ويستخدم خطاب مضاد أو معاكس داخل ملكيته ؟ وهذا ما تكشفه البرامج السياسية التي تُعنى بالنقاشات بين ممثلين لتوجهات مضادة : داخل نفس البلاطو ـ تجد الإعلامي (المستقبل للضيفين) يخرج عن موضوعيته ويكسر حيادته السياسية (التي يفرضها دوره في البلاطو كمنظم لوقت ومداخلات الضيفين خلال زمن البرنامج) وإذا به ينحاز مع ضيف ضد الضيف الآخر : وينهالا على هذا الأخير بالتقريع كأنه مذنب سياسي تعدى على ملكية "سيده" الخاصة. أو كأضعف إيمان يحاول خنق ضيف على حساب ضيف آخر : كأوامر ملقاة من السيادة العليا دون وعي خدمةً لصورة المؤسسة. وسرعان ما يظهر عُصاب كل من الضيفين (اللذان يبدوان كأنهما يتمتعان بكامل قواهما العقلية !) بعد السؤال الأول، فيشارك المستقبل كذلك بعُصابه معهما : كصناعة للمهازل الإعلامية.

إن الصحفي هو انعكاس للطبيعة البشرية للأفراد : فالأفراد لا يعبرون عن آرائهم أو اعتقداتهم (التي كوّنوها نتيجة طرق تأملية) بل يُعبّرون عن توجهات ومعتقدات مرؤوسيهم، كل فرد يعتنق ويدافع عن "ليس أفكاره هو" بل عقلية مشغله (كعبادة لاواعية لرب النعمة) ـ بذلك فإنه عندما يبدو أن الحزب الحاكم (كصورة شبيهة لرب العمل) سيسقط : يتهيأ الأفراد نفسيا لاستقبال الحزب الجديد (صورة رب العمل الجديد) عبر انتقاد وسب وشتم الحاكم/الحزب الساقط كشيطان طُرد من مجلس الملائكة الحاكمة (الموصلة لدعاء الأفراد عند طلب الحاجة من رب الكون وصاحب النعمة). وهذا ما يفسر لماذا لا يفتح الناس أفواههم بسوء على حكامهم السياسيين : لكن ما إن يبدو أن احتجاج أقلية ما تغلَّب على هالته وسينزعه من منصبه : حتى يتكافل الباقون للتعزيز حتى يتم اسقاطه وطرده .. لأنهم مدفوعين لاوعيا (طوال تاريخ الإنسان) للتفكير عبر "المعدة" وليس "العقل".

الناس تمدح من يملأ معدتها. ومستعدون لاستبدال مبادئهم : فالمبادئ لا تُؤكل ! .



#حمودة_إسماعيلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الميكانيزم الدفاعي الجماعي : أو كيف يتصرف المُجتمع المصدوم م ...
- تحويل الأطفال من كائنات ذكية إلى مرضى نفسيين
- التشريع الذكوري للحكم ب-إخصاء- المرأة سياسيا
- تقرير خاص عن حالتك النفسية
- السلطة الوراثية للرجل على المرأة
- ما يقوله الناس
- شخص قد تعرفه
- أدلجة الأطفال عبر الرسوم المتحركة
- الأمراض الفيسبوكية : 3 حالات
- الإسلام ليس مُسلماً
- ضياع الشهيد السوري بين النظام والمعارضة
- إهانة الأقزام في السينما والتلفزيون
- بلاد الشر أوطاني
- الرودِيو العربي : تعليق كارل ماركس على الثورات العربية
- خرافة الفيلسوف
- عطرٌ رخيص
- تصريحات فابيوس والقصة الغير مكتملة للوضع السوري
- تعامل الرجل الشرقي مع الأنثى الأجنبية - تحليل الأنماط
- الدين والكبت والتحرش الجنسي
- ضد استغلال الأطفال في التسوّل وحظر تشغيلهم


المزيد.....




- قاضية تمنع إدارة ترامب من إجراء تغييرات على جوازات سفر -الأم ...
- إعلام: المسودة الأمريكية لصفقة أوكرانيا لا تتضمن ضمانات أمني ...
- خبير عسكري: الجيش الروسي يقطع شريان حياة المقاتلين الأوكراني ...
- الرئيس الكونغولي السابق كابيلا يعود من منفاه إلى غوما الواقع ...
- -تبت إلى الله-.. تفاصيل التحقيق مع مدرس استدرج طالبة إلى منز ...
- رئيس أركان البنتاغون يغادر منصبه قريبا بعد فضيحة تسريب معلوم ...
- ماكرون يدعو الباحثين من جميع أنحاء العالم إلى اختيار فرنسا و ...
- مجلس الشورى الإيراني: يجب أن يعود الاتفاق مع الولايات المتحد ...
- 68 شهيدا منذ فجر الجمعة والجوع يهدد مئات الآلاف بغزة
- القيادة المركزية الأمريكية تنشر فيديوهات توثق عملية تجهيز ال ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة إسماعيلي - الطبيعة البشرية للأفراد تنعكس في الصحفي