أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - دعوات مشبوهة لدور اسرائيلي في الأزمة السورية














المزيد.....

دعوات مشبوهة لدور اسرائيلي في الأزمة السورية


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 4404 - 2014 / 3 / 25 - 21:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أثارت الرؤية المتصلة بإيجاد حلّ إقليمي للأزمة السورية، بدور اسرائيلي محوري، مناقشات حادة ومثيرة، في الفترة الأخيرة، بماذهب إليه أحد "أقطاب" المعارضة السورية بسيناريو اسقاط النظام عبر الإستعانة باسرائيل. في الحقيقة ثمة أكثر من إشكالية تثيرها الأفكار المتصلة برؤية الحل هذه، أهمها أنها لا تعوّل على أطر الثورة السورية، ومنجزها الوطني في الشمال السوري، وأن الأهمية تكمن في الجنوب. مايعني دمشق وريفها باتجاه الجولان بشكل أساسي، وحوران وجبل العرب، بصورة أقل أهمية.
يبدو المقياس مرتبطاً بدرجة العلاقة مع اسرائيل، فيما الشمال منقادٌ بكليته لسيطرة داعش التي لاحلّ في الأفق لإشكالية سيطرتها في المستقبل القريب. لكن " الجنوب " يتوجب تحصينه من التطرف الإسلامي بمساعدة اسرائيل كونها " جار في حديقة تعارف " .
تستطيع قوى الثورة السورية" وفقاً لرؤية الحلّ" أن تمنع المتطرفين من التوغل والتواجد في المناطق المحيطة بدمشق غرباً وحتى الحدود مع اسرائيل، وبالتالي قطع الطريق على جعلها منطقة تجمع وعمليات للمنظمات الإرهابية، وذلك في حال توفر عاملين أساسيين هما دعم قوى المعارضة السورية المسلحة في تلك المنطقة ، واستجابة اسرائيلية، لأن تكون شريكاً أساسياً في حل اقليمي للنزاع، او الصراع في المنطقة، كما يرى د.كمال اللبواني.
تأتي هذه الدعوة/الرؤية في ظل اختلاط الأوراق السورية وتبعثرها، بمزيد من انسداد أفق التسوية السياسية، بعد الإنتكاسة التي طالت جولتي التفاوض في جنيف 2، مع تصاعد وتيرة العمليات العسكرية التي يشنها النظام بمؤازرة حزب الله وإيران والعراق، وبالتالي ازدياد عمليات القتل والتدمير التي يقوم بها عبر البراميل المتفجرة وصواريخ السكود واستخدام الكيمياوي مرّة إثر أخرى.
يضاف الى ذلك المناخ العام الذي يسود الحالة الوطنية السورية من تفكك المعارضة ، الى جاهزية اسرائيل الدائمة لتنفيذ ضربات تستهدف دعم مصالحها وتقوية نظام الأسد، في مواجهة الثورة السورية، في الوقت الذي تستثمر فيه حكومة نتنياهو مسألة معالجة الجرحى السوريين، كقضية انسانية دولية، لكنها في الواقع جزء من سياسة احتواء أمنية واستخباراتية، وهذا أمر طبيعي بالنسبة للإسرائيليين.
كيف يمكننا تقييم "رؤية الحلّ الإقليمي عبر محورية دور اسرائيلي" في اسقاط الأسد ونظامه؟ من هنا يبرز سؤال مهم هل أن اسرائيل حقاً معنية باسقاط الأسد، أم الأسد ونظامه معاً؟ وهل هناك إمكانية لجعل الجولان حديقة تعارف اسرائيلية – سورية، كما تشير رؤية اللبواني، في ظل تراكمات تاريخية وساسية واجتماعية، تتصل بالحقوق والحريات؟! ثمة مالايمكن القفز عليه، من منطق القانون الدولي ومنظور الفهم والعمل السياسيين، لصراع تاريخي في المنطقة، تسعى اسرائيل لكسبه في ظل سوريا منهكة يعمّها الخراب، وتحكمها الفوضى.
لايمكن مناقشة هذه الرؤى و الفكار التي تثار في حياة السوريين اليوم، بمعزل عن البيئة الوطنية و الإقليمية بشكل خاص، لايمكننا فهم المعطيات التي تجعل من الحل في سوريا ممكناً عبر النافذة – أو ربما البوابة – الإسرائيلية، مع تعمد استبعاد الطرف الإيراني وهو جزء أساسي فاعل ومؤثر في الواقع السوري، بينما الإسرائيلي لايتدخل مباشرة فيما يحدث في سوريا، وحده النظام الذي استدعى تدخلاً أجنبياً مباشراً، يتحدث عن ارتباط الثورة السورية بـ " العدو الإسرائيلي".
في اعتقادنا، من الأهمية أن يجري حوار مع إيران، وإن أية تسوية تقود للحل لايمكن أن تحقق نتائج في ظل استبعاد أي طرف دولي وإقليمي، بما فيها إيران التي تقود النظام السوري أمنياً وعسكرياً، وتوفر له دعماً مالياً وتسليحياً كبيراً، ومساندة سياسية غير محدودة بالإشتراك مع روسيا والصين، وحلفاء آخرين كفنزويلا والجزائر وكوريا الشمالية. وهو أهم وأجدى بالنسبة للسوريين من أي دور اسرائيلي في حقيقة الأمر.
ثمة مسألتان أخريان تتصلان برؤية الحل عبر الإسرائيلي، أنها تأتي في ظل إحراز النظام لنجاحٍ في استمالة شخصيات من المعارضة السورية، وعودتها لما سميّ بحضن الوطن، وبغض النظر عن النوايا والأسباب المتصلة بالأفراد الذين يعودون، والمشروعات التي بدأ الإشتغال عليها لجهة التوصل الى حلّ سوري بعيداً عن التدخلات الخارجية، فإن النظام لاشك سوف يستثمر التسريبات التي تشير إلى أن المعارضة السورية لها اتصالاتها مع اسرائيل. وهذا مايشكل دعماً لسياسة النظام خاصة وأنه مقبل على استحقاق رئاسي في تموز القادم، بدأت دوائره السياسية والتشريعية بالتحضير له.
علينا الإقرار أن المجادلة في رؤية اللبواني للحل الاسرائيلي- على ضعفها - تستوجب المناقشة بكل جدية، لفهم أبعاد مثل هذه المبادرات وتأثيرها على مستويات واتجاهات الشارع السوري، مع ملاحظة الفقر في التفكير والأداء السياسي الذي حملته هذه الرؤية، بين الواقع والممكن من جهة، وبين فهم معطيات الحراك الوطني، وأبعاده في مسار الثورة السورية، وتجليات ذلك على الأرض، عبر وجهات النظر المتصلة بحيوية الفعل والتأثير في المناطق السورية وفقاً لتصنيف اللبواني ووجهة نظره، حول مسألة الفعل الثوري باتجاه إسقاط النظام واحداث التغييرفي الشمال السوري، حيث يعتقد أنه غير منتج للحرية والإستقرار، على رغم التضحيات الجسام التي بذلها السوريون من أهل الشمال ، ويستهدفهم النظام بمختلف أساليب القتل والتدمير. فيما يرى في جنوبه "الضامن الأمثل" لعدم وجود موطئ قدم " للإرهابيين ".
الجوهري ليس الاستعانة باسرائيل فقط ، بل والاستهانة بقوى الثورة عموما وبالشمال تحديداً وكأن اللبواني لم يكن جزءاً من مؤسسات المعارضة السياسية التي قاد تقصيرها الى ضياع الشمال، وسقوطه بيد داعش، فيما كان يروّج للقوى الاسلامية المسلحة، ويعلن تاييده لها في الجنوب !!
__________________
مدير مركز الدراسات المتوسطية



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمات العمل السياسي للمعارضة السورية
- خليل صويلح في ” سيأتيك الغزال ” : سيرة العطش،وشغف الأحلام وا ...
- سُحب الغواية
- دمشق
- اجتماع اتحاد الديمقراطيين السوريين / نتائج وتوصيات
- حوار مع د.أحمد طعمة رئيس الحكومة المؤقتة
- شحّاذ التدخل
- الكأسُ الأُخرى
- أيُّ امرأةٍ أنتِ !
- الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية : تحديات وإشكا ...
- الرقة : انتفاضة المستقبل - نداء الى الرأي العام
- حصارٌ و صمتْ !
- شريد
- سطوة السلاح
- الجماعات الإسلامية المتشددة في المناطق المحررة - الرقة نموذج ...
- لاجئون سوريون بلا ..عمل أو أمل !
- نزيف الدم السوري..والموقف الدولي
- نحو استراتيجية لحل الأزمة السورية: دور المجتمع المدني
- المجتمع المدني السوري في الخارج : تركيا نموذجاً
- المساءلة..!


المزيد.....




- جنود إسرائيليون يكشفون عن تدمير ممنهج للممتلكات الفلسطينية ل ...
- أزمة الرسوم الجمركية الأمريكية: ارتفاع البورصات الآسيوية وال ...
- الدفاع الروسية: قوات كييف استهدفت بنى الطاقة 11 مرة في 24 س ...
- إيران تلوّح بتعليق التعاون مع الوكالة الذرية إذا استمرت الته ...
- أثر أوكراني في محاولة اغتيال ترامب
- لحظة اصطدام قطار بشاحنة في ماساتشوستس
- العالم يترنح بين عجيزة ترامب وقلبه!
- نادي السيارات الألماني: السيارات الكهربائية أقل عرضة للأعطال ...
- الإفراج عن أسير فلسطيني اعتقل طفلا وخرج شابا بجرم لم يرتكبه ...
- كيف أعطت المحكمة ضربة قوية لنتنياهو؟


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - دعوات مشبوهة لدور اسرائيلي في الأزمة السورية