|
ساد ستوكهولم القسم الثاني كاتارينا فريدن (1) نسخة مزيدة ومنقحة
أفنان القاسم
الحوار المتمدن-العدد: 4404 - 2014 / 3 / 25 - 10:43
المحور:
الادب والفن
كان الصيف في ستوكهولم، هذا يعني أن الشمس كثيرة، ثماني عشرة ساعة شمس، الشمس كثيفة، الشمس جدائلها طويلة. كانت كاتارينا فريدن تحب الصيف ولا تحب الشمس. لماذا لا تمطر في الصيف؟ كانت تتساءل. كانت لا تحب المطر، ولكن لأن الغيوم كانت تحجب الشمس، وهي كانت لا تحب الشمس. لماذا لا يبتلع بحر البلطيق كل هذه الشمس؟ كانت تضحك على الفكرة، فالشمس ليست حوتًا. كانت الشمس أكبر من كل السويد، أكبر من كل أوروبا، أكبر من كل الكون، وكان بحر البلطيق أصغر من الشمس، وبحيرة مالار أصغر من بحر البلطيق. وكل هذه الجزر الصغيرة التي ترتبط فيما بينها بالقناطر، بعشرات القناطر، بمئات القناطر، بآلاف القناطر، كل هذه القنوات، كل هذه الأزقة، كل هذه الحارات لبندقية الشمال، كل هذه السلالم الخشبية لغاملا ستان، المدينة القديمة. كانت كاتارينا فريدن تحب السلالم الخشبية، ولا تحب القناطر، ولا القنوات، وكانت تكره السكن في غاملا ستان، لكنها لم تفكر أبدًا في تركها. كان يربطها كل شيء بها في غاملا ستان، وُلدت فيها، وكبرت فيها، وكانت تكره العيش في غاملا ستان. كانت تكره على الخصوص ألوان جدران بناياتها البرتقالية والصفراء، لم يكن الأصفر لونها، ولا البرتقالي، لونان للشمس التي كانت تكرهها. وهي تسير في شوارع غاملا ستان، كانت في خوف دائم من سقوط بناياتها القديمة عليها. بنايات تلتصق ببعضها، وكأنها تسعى إلى تدفئة بعضها في شتاءات ستوكهولم الباردة، الجحيمية ثلجًا وجليدًا، فالجحيم في ستوكهولم كان ثلجًا وجليدًا. - أليس الجحيم في ستوكهولم ثلجًا وجليدًا؟ كانت كاتارينا فريدن تسأل أمها. - ها أنت تعودين إلى عدم التركيز، يا كاتارينا، كانت الأم تقمعها. - أسألك فقط إذا ما كان الجحيم في ستوكهولم ثلجًا وجليدًا. - وأنا أقول لك ليس هذا سؤالاً يسأل. - أسألك فقط إذا ما كان... - ليس هذا سؤالاً يسأل، يا كاتارينا. - أسألك فقط إذا ما كان... - ليس هذا سؤالاً يسأل، ليس هذا سؤالاً يسأل، يا كاتارينا. وكانت الأم تطرق الباب خارجة، فتذهب كاتارينا لترى زوج أمها المستلقي بكل ثيابه على السرير. كانت تبكي على صدره، وتقول له بين لهاثها ودمعها إن أمها لا تريد الإجابة على سؤالها. - ما هو سؤالك، يا كاتارينا؟ - لم أعد أذكر، يا رابّي. - لم تعودي تذكرين؟ - بلى، أنا أذكر. - تذكرين ماذا؟ - أنا لا أذكر. - ركزي قليلاً، يا كاتارينا. - وماذا أنا بفاعلة؟ أنا أركز، يا رابّي. - إذن ما هو سؤالك، يا كاتارينا؟ - سؤالي... - ما هو سؤالك، يا كاتارينا؟ - سؤالي... سؤالي... - لا بأس، يا كاتارينا، عندما تتذكرين سؤالك ستقولينه لي. - تذكرت، يا رابّي. - إذن ما هو سؤالك، يا كاتارينا؟ - سؤالي... سؤالي... سؤالي... - نعم، سؤالك، سؤالك، سؤالك. - كان سؤالي عن الجحيم، لكني لا أذكر تمامًا. - كان سؤالك عن الجحيم؟ - كان سؤالي عن الجحيم. - إذا كان سؤالك عن الجحيم، فلا بأس في ذلك، يا كاتارينا. ظننت أنه كان سؤالاً مهمًا. الجحيم لا شيء، الجحيم هنا، الجحيم هنا في ستوكهولم أيام الشتاء. - وأيام الصيف؟ - الجحيم هنا في ستوكهولم أيام الصيف. كانت كاتارينا فريدن تبتسم من شدة السعادة، تضم زوج أمها، وتقبله من فمه. - قلت لأمك إن من عادتك أن تقبليني من فمي. كانت تعود إلى ضم زوج أمها، وتقبيله من فمه، وكانت تتمدد عليه، وللمرة الثالثة تضمه، وتقبله من فمه. - هذا هو الجحيم، يا كاتارينا. كانت تفتح قميصه، وتقبله من ثديه، ثم تنزل، وتسحب سرواله، وتمسكه بلطافة. وحدها في الليل، لم تكن تعرف النوم، كانت أفكارها كلها مضطربة، لا تعرف إذا ما كانت تحب زوج أمها، لا تعرف إذا ما كان زوج أمها يحبها، لا تعرف إذا ما كانت ابنة أمها، كان العالم في رأسها ككرة من خيوط الصوف كبيرة، وكانت تجد نفسها ضائعة فيها، تحيطها الخيوط من كل جانب، تقيدها كشبكة للعناكب، فتذهب إلى سرير أمها وزوج أمها، تزلق بجسدها ما بين جسديهما دون أن تطلب إذنًا، وتأخذ بالهمهمة: - سأكون كبيرة، يا أمي، كما قلتِ لي، ولن أتصرف بحماقة... هناك من يخيفني في غرفتي، إنه أخي... - ولكن لا أخ لك، يا كاتارينا، تقاطعها أمها بحدة. - إذن فهو واحد يشبه أخي، صديقي، كارل صديقي، يشبه أخي، وهو يخيفني، ويذهب إلى حد تهديدي، فأضحك (تضحك)، فيمسكني من ذراعي، فأضحك (تضحك)، يوجعني، فأضحك (تضحك)، يشدني من ذراعي، لا أحد هناك، فأخاف، في الليل أنا لا أخاف من أحد، أضحك (تضحك) أضحك من الخوف (تضحك) في الطريق كل المارة لا يضحكون، هم يحبون الشمس، لهذا هم لا يضحكون، ثم ينزع أخي قميص نومي، فأتوقف عن الضحك، اضحكي يقول لي، ويصفعني... - أنت لا أخ لك، يا حبيبتي، تنبر الأم. مسكينة حبيبتي، تهمهم الأم، مسكينة حبيبتي، تعيد القول، وهي تضع خد ابنتها على ثديها، وبكفها تريد خنقها. في غضون ذلك، يكون زوج الأم قد نزع قميص نوم الابنة، وراح يداعبها من ثدييها. - لماذا ننزع قمصان نومنا عندما ننام، يا أمي؟ - لنكون خفيفين كالشياطين، يا حبيبتي. - لنكون خفيفين كالشياطين؟ - لنكون خفيفين كالشياطين. - لنكون خفيفين كالشياطين، تعيد كاتارينا فريدن. - مسكينة حبيبتي! تلقمها أمها حلمتها، وزوج الأم يداعبها من إليتيها. - نامي، يا حبيبتي، لا تفكري في شيء، سأفكر عنك، نامي... نامي... في اليوم التالي، ساعة درس الرياضيات الخصوصي، كان أستاذها يحضر، فتجذبه من يده إلى حجرتها، وتقبله، لكن الأستاذ يعترض: - لا، يا آنسة كاتارينا، أنا هنا من أجل درس الرياضيات. - درس الرياضيات؟ هنا ليست الكلية. - أنا هنا من أجل درس الرياضيات. - نحن نحب بعضنا. - نحن لا نحب بعضنا، يا آنسة كاتارينا. كانت تبكي، وتسأل: - لماذا لا نحب بعضنا؟ - لأننا لا نحب بعضنا. كان الأستاذ يسحبها من يدها إلى الصالون، ويبدأ شرحه، فتقوم إلى النافذة، وتأخذ بالكلام مع العابرين. كان يسحبها من يدها من جديد، فتجلس على ركبتيه. - رجاء، يا آنسة كاتارينا! كانت تقوم إلى الكرسي المجاور، ويعود الأستاذ إلى شرحه، لكنها تأخذ بالحديث وحدها: - عندما سنتزوج لن نأتي بأولاد، لن نخرج من البيت، لن نأكل، سنقضي كل الوقت ونحن نعمل الحب معًا، وسنترك الأولاد في دار الحضانة، لكن الأولاد كبار، والحضانة للصغار، لهذا لن نأتي بأولاد، لن نحب الأولاد، أنا سأحب الأولاد، أنت لن تحب الأولاد أكثر مني، أنا سأحبك أكثر من الأولاد، سنسكن في نورمالم، ولن نأتي إلى غاملا ستان إلا لزيارة أمي، لئلا تغضب أمي، وهي على كل حال ستغضب، وأنا لا أريدها أن تغضب، أكرهها لما تغضب، ولما لا تغضب، لن أحب أمي أكثر منك، ولن أحب زوج أمي أكثر منك، سأحبه أقل منك، وسأنقطع عن تقبيله من فمه، زوج أمي يخاف عليّ، في الليل يأتي إلى حجرتي، ويغطيني، لكن أخي يهددني دومًا، أنا لا أخ لي، لكن أخي يهددني دومًا، وينزع قميص نومي، ثم يتركني عارية، ويذهب... تزوجت كاتارينا فريدن من أستاذ الرياضيات، وسكنت نورمالم معه، لكنها لم تبق في الشقة الجديدة أكثر من يومين، عادت إلى غاملا ستان، واحتلت هي وزوجها حجرتها. كان زوجها عندما تذهب في الليل لتنام بين أمها وزوج أمها، يعود بها إلى سريرهما مهددًا، استمر ذلك عدة ليال، وعندما أعياه الأمر، أخذ يذهب وإياها، فينام الأربعة معًا. وفي النهاية، طلقها زوجها، لا لأن الأربعة ينامون معًا، ولكن لأن كاتارينا فريدن بدأت تأتي بصديقها كارل إلى البيت كلما عادت من الجامعة، وكانت مع كارل لا تغدو اللعبة المساطة بل كارل هو من يغدوها. كانت تضربه بالسوط، وكارل لا يعجبه أن تضربه. كانت تناديه أحيانًا "جوستين"، وتطلب منه لعق قدمها، فساقها، ففخذها، فكلها، وعندما يحاول أن يأخذها، كانت تدقه بكعبها، وتأمره بأن يعيد لعقها. جوستين، افعلي هذا. جوستين، لا تفعلي هذا. جوستين، سأقتلك، سأقتلع أظافرك، سأمزق وجهك، وكانت لا تكتفي بالقول، كانت تفعل ما تقول. ضرب زوجها ذات يوم الباب من ورائه، ولم يعد أبدًا. - آنسة فريدن، دفعتِ ثمن الخبز، وخرجتِ دون أن تأخذيه، كانت الخبازة تقول، وهي تركض من ورائها. كانت كاتارينا فريدن تبتسم، وتسير، دون أن تأخذ الخبز. - آنسة فريدن! - أوه، معذرة! كانت كاتارينا فريدن تتناول الخبز، وتجلس على مقعد، وتنسى الخبز على المقعد. - آنسة فريدن، كل ما طلبتِهِ، سيكون عندك خلال ساعة، كان اللحام يقول لها. - كل ما طلبتُ؟ كانت كاتارينا فريدن تتساءل دون أن تعرف ما طلبت، دون أن تعرف إذا ما طلبت شيئًا. وفي دكان الملابس الداخلية، كانت كاتارينا فريدن تشتري عددًا لا بأس به منها، ولا تنسى أيًا منها، لكنها تنسى أنها لم تنس أيًا منها، فتعود لتشتري غيرها. كانت الجامعة لكاتارينا فريدن عالم الحرية، وهي كانت جامعية، وهي صارت أكاديمية، وكانت مفتتنة بكل شيء يتعلق بالحرية، بالعدالة، بالحقوق، لكنها كانت تخلط بين فولتير وروسو. وفي بعض الأحيان، كانت تخلط بين فولتير وروسو وأولوف بالم، فيصل بها ذلك إلى إعطاء "تحفة من التحف" في التحرير الاجتماعي: "لن نكون أحرارًا دون أن نكون أحرارًا، ولكي نكون أحرارًا علينا أن نكون أحرارًا. الحرية من صنع الإنسان الحر، وإذا ما لم يكن الإنسان حرًا تكون الحرية كاغتصاب الإنسان للإنسان. الاغتصاب أبدًا لم يكن فعلاً حرًا على الرغم من كل ما فيه من همجية لذائذية، لذائذية همجية، لكن المجتمع ليس جسدًا، يوقّع المجتمع على عَقد اجتماعي يجب احترامه، عدم استقرار روسو شكله، واستقرار فولتير كنهه، والتضحية بالذات على طريقة أولوف بالم، على الرغم من فعل الهمجية التي تتمثلها، إلا أنها تبقى من الناحية الأخلاقية مثالاً يُحتذى به من أجل الوصول إلى مجتمع حر، حر فعلاً، كالمجتمع السويدي، كجليد السويد الباقي أبد الدهر"... في نهارات الشتاء القصيرة، كانت ستوكهولم، كل ستوكهولم تغدو بيتًا كبيرًا لجدة لن تعرف الموت، جدة كالسلحفاة الناقلة على ظهرها ستوكهولم. كانت كاتارينا فريدن تحب هذا، وربما لأنها كانت تحب هذا كانت تحمي نفسها من أمها، من نفسها، من كل من هم حولها. رائحة القهوة العربية والكعك بالقرفة التي كانت تملأ أزقة غاملا ستان لم تكن للا شيء، كانت هذه الرائحة روح ستوكهولم، رائحة زكية، حتى الثلج تغدو له رائحتها، حتى الجليد، حتى الحياة، حتى الموت، نعم حتى الموت تغدو له رائحة الكعك بالقرفة والقهوة العربية، رائحة الجدة العجوز المجننة، وهي تصنع القهوة العربية والكعك بالقرفة، وتهمس في آذان البحارة، تقول لهم لا تبتعدوا كثيرًا عن بحر البلطيق، لتداوم على حمل ستوكهولم على ظهرها والتحكم في مصائر أهلها. كانت طريقتها في الهيمنة، رائحة القهوة العربية والكعك بالقرفة، فتغدو كل ستوكهولم لها جسدًا تفرضُ عليه قانونها، تعذبُهُ بطيبِ ما يَلَذَّهُ، فتلتذُّ شيخوختها. لم تكن علبة الليل "ساد ستوكهولم" لها مكانًا، وكل ستوكهولم كانت لها مكانًا. - أنا لا أحسن الرقص، يا كاتارينا، اعتذرت كريستينا سفينسون. - سأعلمك، قالت كاتارينا فريدن، وهي تدفعها من أمامها. - اتركيني أدفعها على طريقتي، قال هوراس ألفريدسون قبل أن يقهقه هو وبيتر أكرفيلدت ورالف لندغرن. - قضيبي الصغير يكفي، ردت كاتارينا فريدن. - إنه لا يتوقف عن التفكير فيه، ألقت كريستينا سفينسون. رقصت الصديقتان في قلب الحلبة، حلبة كانت تقريبًا معتمة، وكانت الآهات تصعد من حولهن بين وقت وآخر دون أن تباليا بها. - ماذا تفعلين، يا كاتارينا، بالله عليك؟ احتجت كريستينا سفينسون. - أقرصك من إليتيك، هذا كل ما هنالك، لأستثيرني، أوضحت كاتارينا فريدن. - لا، يا كاتارينا، ليس معي. - لن أنام معك، أقسم لك. - تعرفين جيدًا أن هذا لن يحصل أبدًا. - أنا لا أعرف شيئًا. - إنها برودتي، كما تعرفينني. - أنا لا أعرفك. قفزت كاتارينا فريدن بثغرها على ثغرها، وعضتها من لسانها، فصفعتها كريستينا سفينسون تاركة إياها في قلب حلبة الرقص وحدها، ليتلقفها هوراس ألفريدسون. - أنا تحت أمرِكِ، يا سفينسون، قال هوراس ألفريدسون. - إلى الشيطان، أنتَ أيضًا! صاحت كريستينا سفينسون. - كن لي عبدًا، يا هوراس! أمرت كاتارينا فريدن، وهي تجذب الرجل من ربطة عنقه. - كريستينا سفينسون، ما لَهَا؟ - تريد القول جليد ستوكهولم. - مع واحدة مثلك، قنبلة ذرية! - دعني أجذبك منه. - لك أن تفعلي بي ما شئت، أحب هذا. آي! على مهلك. - تعال! أريد أن أمزق ظهرك بأظافري. جرته إلى حجرة من الحجرات التحت الأرضية، وعلى مرآهما قهقه بيتر أكرفيلدت. - لماذا لا تبحث لك عن واحدة؟ طلب رالف لندغرن. - أية واحدة؟ - واحدة، أو، واحد. - أنا ككريستينا سفينسون. - الجحيم! - الجحيم الأبيض. - الجحيم الأبيض شيء آخر. - والجنة؟ - جحيم أبيض. - أحدهم يهتف لندغرن، لندغرن... - أحدهم يريد أن يعضني؟ في الحجرة التحت الأرضية سارعت كاتارينا فريدن إلى خلع ملابسها وارتداء الجلد الأسود، وضعت على عينيها قناعًا، ولفت قبضتها بسلسلة. أمرت هوراس ألفريدسون برفع يديه على الصليب عاريًا، وقيدته. - لن أفعل ما تحبه، كشفت كاتارينا فريدن. - كنت أعرف، يا دين الرب! هتف هوراس ألفريدسون. - سأوذيك. - ليس كثيرًا. - كثيرًا. وضربته على دماغه بالسلسلة. - ليس هكذا، يا دين الرب! وعلى صدره. - قلت ليس هكذا، كاتارينا فريدن! وعلى بطنه. - كاتارينا فريدن، يا دين الرب! - إذن كيف؟ - سأجعلكِ تلهثين بطريقة أخرى. - قل هذا لأمك أحسن لك! - انتظري، انتظري! - دمك. - ماذا؟ - سألعقه. لعقته، وكل أصابعها فيها، لهثت، وولولت، وإذا بإحداهن تصرخ من الحجرة المجاورة، وتنادي: - النجدة! صعدت كاتارينا فريدن على كرسي، ومن الزجاج الأعلى للباب الفاصل بين الحجرتين، ألقت نظرة، فرأت امرأة مقيدة بكامل عريها، وأحدهم في الجلد الأسود يحز بشفرةٍ حلمتَهَا. كان المشهد مثيرًا إلى ما لا حد، فتدلى لسان كاتارينا فريدن، وأخذت بالعواء. - النجدة! لم تهتم، واصلت العواء، وكل طرف من أطراف جسدها يرتعش من التلذذ. - النجدة! - فكيني، يا دين الرب! لما فجأة صاحت كاتارينا فريدن: - سيفتح بطنها، هذا الوغد! - ماذا تنتظرين، كاتارينا فريدن؟ فكته بأقصى سرعة، وبكل قوته حطم الباب، وحال دون الجريمة. المفاجأة كانت عندما نزعت كاتارينا فريدن القناع عن وجه أكبر كاتب للرواية البوليسية : ماج بِر. - إنها مهنة الحمقى والمعتوهين كما ترين، برر ماج بِر سلوكه. - تريد القول مهنة المجانين والمجرمين، نبرت كاتارينا فريدن. - الكلمات لم تعد تتعذب على هوانا، نحن الروائيين، فنعمل على تعذيبها، عاد ماج بِر إلى نفي التهمة عن نفسه. - انطلقي الآن، قال هوراس ألفريدسون للضحية بعد أن حررها. - لأن هذا كلمات! عادت كاتارينا فريدن إلى النبر. - بؤس الكلمات، ماج بِر، ألقى هوراس ألفريدسون في وجه الكاتب البوليسي. - ألم الصور، رد ماج بِر قبل أن يضيف، الاجتماعية. - فجور الأفكار، أكدت كاتارينا فريدن. - أدب الفجور، أكد هوراس ألفريدسون. - تزامن القضبان والفروج، عادت كاتارينا فريدن تؤكد. - غياب الكتابة، عاد هوراس ألفريدسون يؤكد. - الأدب، ما الأدب؟ سرح ماج بِر، الأدب غياب القراءة، غياب المعرفة، غياب البصر والبصيرة، غياب الحب والكره. الأدب خسارة الزمان، خسارة المكان، خسارة الحياة، جنون مجاني.
* يتبع القسم الثالث
#أفنان_القاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وصول غودو النص الكامل النهائي
-
وصول غودو القسم الحادي عشر والأخير نسخة مزيدة ومنقحة
-
وصول غودو القسم العاشر نسخة مزيدة ومنقحة
-
وصول غودو القسم التاسع نسخة مزيدة ومنقحة
-
وصول غودو القسم الثامن نسخة مزيدة ومنقحة
-
وصول غودو القسم السابع نسخة مزيدة ومنقحة
-
وصول غودو القسم السادس نسخة مزيدة ومنقحة
-
وصول غودو القسم الخامس نسخة مزيدة ومنقحة
-
وصول غودو القسم الرابع نسخة مزيدة ومنقحة
-
وصول غودو القسم الثالث نسخة مزيدة ومنقحة
-
وصول غودو القسم الثاني نسخة مزيدة ومنقحة
-
وصول غودو القسم الأول نسخة مزيدة ومنقحة
-
هاملت النص الكامل نسخة مزيدة ومنقحة
-
هاملت القسم الرابع والأخير الرواية الجديدة لأفنان القاسم
-
هاملت القسم الثالث الرواية الجديدة لأفنان القاسم
-
هاملت القسم الثاني الرواية الجديدة لأفنان القاسم
-
علي الخليلي ابن صفي ابن بلدياتي
-
هاملت القسم الأول الرواية الجديدة لأفنان القاسم
-
قرصنوا إيميلي واغتصبوا اسمي
-
كوابيس المجموعة القصصية
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|